|
مجلس الأمن الصهيوماسوني
عمرو عبد الرحمن
الحوار المتمدن-العدد: 4555 - 2014 / 8 / 26 - 10:05
المحور:
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
تقدم عدد من المنظمات الحقوقية المصرية بنداء إلي مجلس الأمن يطالبه فيه بالتدخل لإنقاذ المواطنين المسيحيين في العراق من حملة الاضطهاد الديني التي شنتها أخيرا ما تسمي بالدولة الإسلامية بالعراق والشام، وهي المنظمة الإرهابية الشهيرة باسم "داعش"، ولي علي البيان عدة ملاحظات، اوردها فيم يلي؛
البيان بحسب نصه، جاء في إحدي فقراته: "وأشار إلى أن الصمت الرهيب للمنظمات الدولية ومنظمات الإغاثة واليونسكو ومنظمة الأمم المتحدة على هذه الجرائم، وعدم تحركها لوقف هذه الجرائم أمر يثير الشكوك والريبة ويحمل في طياته تواطؤ ومشاركة بالصمت في هذه الجرائم إرضاء للإدارة الأمريكية وإسرائيل".
وهو ما يعني أن البيان موجه إلي جهات مشبوهة ومتهمة بالتواطؤ مع العدو الصهيو أميركي، ومع ذلك فالبيان موجه للعدو الصهيوأميركي ضمنا، باعتبار أن المنظمات الدولية المذكورة متهمة بالتواطؤ معه!!
وهو أمر متوقع جدا من هذه المنظمات، وعلي رأسها مجلس الأمن الذي أعلن أكثر من خمسين قرار ضد الكيان الصهيوني لم يطبق منها واحد .. واصدر ضد العراق قرارين تم تنفيذهم وتمت إبادة العراق بأمر العاهرة الأميركية ...
مجلس الأمن هو ابن امريكا الضال ... وهو إلي جانب منظمة "الأمم المتحدة" وغيرها من مؤسسات دولية غربية، كلها خاضعة للهيمنة الصهيو أميركية، تعتبر أسس تكوين ما تسمي بالحكومة العالمية الموحدة التي ستقوم علي أنقاض جميع الحكومات في العالم بعد ان تنتقل عدوي الربيع الماسوني من الشرق الأوسط إلي شرق العالم وغربه، خلال الأعوام القليلة القادمة، فالذي بدأ الفوضي الخلاقة في منطقتنا، لن يتوقف ولن يكتفي بأقل من العالم كله غارق في الفوضي، ما بين طائفية وعنصرية وعرقية إلخ.
مجلس الأمن يقوم حاليا بجمع الشكاوي المرفوعة ضد النظام المصري بقيادة السيد الرئيس "عبدالفتاح السيسي"، من جانب التنظيم الإرهابي الدولي للإخوان، بناء علي أكاذيب (الإبادة الجماعية لمعتصمي رابعة والنهضة ممن كانوا مسلحين حتي الأسنان) .. وذلك جنبا إلي جنب وشكاوي مرفوعة من المنظمات الحقوقية المدافعة عن حقوق الأقباط في مصر والتي تؤسس شكاواها علي وجود اضطهاد ديني من جانب الأغلبية المسلمة، وقد سبق لها أن تقدمت بشكاواها الي كل من الاتحاد الأوروبي والفاتيكان ووعدد من المنظمات الحقوقية مثل هيومن رايتس ووتش .. ومتوقع ان تتجمع كل هذه الشكاوي لتصب في مجلس الأمن ومنه الي قرار بحصار مصر خلال عامين من لحظة كتابة هذه السطور، لكي تقع في ذات الفخ (الدولي) الذي سقطت فيه العراق قبل عقدين من الزمان.
الدفاع عن الحق مثله مثل أخذ الحق (حرفة) .. فلا يكفي أن تتبني قضية مظلوم ولكن الأهم أن تعرف علي من تعرض قضيته .. فقد يكون الحكم ليس عادلا بل وعدوا ماثلا .. فيقضي علي الجميع مع أن الأمر بدأ بمنتهي حسن النية... والقانون لا يعترف علي النوايا الحسنة.. لكنه يعترف بالقوة والحق معا... وأحيانا - للأسف - بالقوة دون الحق...
وقد يسأل سائل.. إن الدولة تتعامل مع مجلس الأمن فلماذا لا نتعامل نحن كأفراد أو مؤسسات معه؟ الرد: أن ليس كل ما يجوز للدولة يجوز لما دونها ممن هو تحت ولايتها، فمن حق الدولة أن تتفاوض علي مستوي أجهزة المخابرات مع أجهزة مخابرات معادية .. أما لو فعلها مواطن أو مؤسسها فهي تضعه تحت طائلة القانون حتي ولو كان وطنيا مخلصا ... ومن حق الدولة أن تعقد صفقة سياسية أو اقتصادية مع إسرائيل وفقا لمصالح الوطن العليا .. أما لو فعلها مواطن أو مؤسسة فهو تطبيع مع العدو... بل إن تصرف قانوني محض مثل مجرد زواج مواطن مصري من أسرائيلية ... يعتبر سلوك مشبوه يضع صاحبه موضع المساءلة والاستهجان لأنه يهدد الأمن القومي للوطن ( مع إنه فقط تزوج وزواج حلال 100 %).
المطلوب من مصر الآن، أن تعيد النظر في علاقاتها السياسية والدبلوماسية، وبالمقام الأول فيم يتعلق بأمريكا، التي يرأسها إرهابي قد يسقط في أي لحظة تحت سيف القانون الأميركي .. فهو الإرهابي الإخواني في العالم بلا منازع.
المطلوب من مصر الآن، أن تعيد النظر في علاقاتها الاقتصادية مع العالم، خاصة بعد قيام ثورة الثلاثين من يونيو، وبالتحديد مع كل من البنك الدولي وصندوق النقد الدوليين، وهما أهم أدوات تخريب الاقتصاد العالمي عبر إسقاط جميع شعوب العالم تحت نيِّر الديون، لدرجة ان إحصاءات رسمية دولية تؤكد أن لا يوجد في العالم كله مواطن واحد حر، بل الجميع عبيد للديون التي تكبلت بها حكومات بلادهم لصالح المؤسسات المالية العالمية.
المطلوب من مصر الآن، أن تعيد النظر في علاقاتها المدنية مع المؤسسات الحقوقية الدولية، بعد أن سقطت أقنعة وبدت البغضاء من أفواه كثيرة كنا نظنها تكن لنا الخير، بينما هي لا تحمل لنا سوي السلاح والموت المستتر بورقة التوت المرسوم عليها شعارات الحرية والمساواة وحقوق الإنسان.
مع تمنياتي لشعب مصر ونخبته أن يدركوا أن السبيل الوحيد للدفاع عن حقوقنا كمصريين، يبدأ وينتهي ها هنا في مصر وتحت سقف (بيتنا الكبير) ...
حفظ الله مصر جيشا وشرطة وشعبا.
#عمرو_عبد_الرحمن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أمريكا تتجرع سم الربيع: عشرات الولايات تطالب بالاستقلال
-
بأمر عمر سليمان: ضربة جوية للإرهاب في ليبيا
-
أنور الموسوي: حقيبة البرلمان العراقي ثقيلة
-
غزل سياسي بين الإرهابيين وأرزقية الانتخابات
-
ساويرس.. الابن العاق
-
الْدَّوَاعِشْ كَيْدُهُنَّ عَظِيمْ!!
-
فليمت الاقباط وتحيا مصر..
-
داعش يقيم دولة إسرائيل الكبري!
-
.. وإن همُ ذهبت أخلاقهم .. ذهبوا
-
حرب مصر المقدسة -كوندور والأجنحة البيضاء-
-
حرب مصر المقدسة -سايكس بيكو 2-
-
صفعة مصرية لأمريكا في حرب الجواسيس
-
حرب مصر المقدسة -ضد القوي العظمي الماسونية-
-
حقوقيون وإرهابيون
-
المدافعون عن الحق في الإرهاب!
-
6 أبريل والإخوان: جناحا الربيع الماسوني
-
إخوان النفاق والديمقراطية الحرام
-
أفاعي الغرب الرقطاء
-
داعش وعمر عفيفي وآيات عرابي
-
شحاذون وقتلة ...
المزيد.....
-
روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة.
...
-
مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
-
مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ
...
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
المزيد.....
-
علاقة السيد - التابع مع الغرب
/ مازن كم الماز
-
روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي
...
/ أشرف إبراهيم زيدان
-
روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس
...
/ أشرف إبراهيم زيدان
-
انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي
/ فاروق الصيّاحي
-
بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح
/ محمد علي مقلد
-
حرب التحرير في البانيا
/ محمد شيخو
-
التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء
/ خالد الكزولي
-
عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر
/ أحمد القصير
-
الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي
/ معز الراجحي
-
البلشفية وقضايا الثورة الصينية
/ ستالين
المزيد.....
|