جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4554 - 2014 / 8 / 25 - 20:54
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
عندما تجرد نص شعري او نثري او اي نص ادبي اخر من ايقاعه و لفظه و غموضه و غموض بعض المعاني لان النص كتب بخط من الحروف الساكنة -كتب بابجدية عدائية للحركات تهملها - لا تخصص لها حروف خاصة و تثقل كاهله و تشوشه و تزدحمه بالفتحة و الضمة و الكسرة و السكون و الشدة في يأسه و تقوم بترجمته فانه يفقد اصله و فصله و لا يبقى غير معنى قاحل عار و كانما قمت بتجريد شجرة من براعمها و اوراقها و لا يبقى غيرغصونها و جذوعها. هكذا يفقد القرآن كل شيء بالترجمة و لا يسع القاريء الغربي الذي يتوق لمعرفة بعض الشيء عن الاسلام الا ان يغلقه و يضعه جانبا.
فقط القلة من قراء القرآن المترجم قادرة على الاستمرار بالقراءة في وسط هذه الغابة الوحشية من القسم و الخطابات الالهية و التهديدات اللامتناهية و عذاب الجهنم و بئس المصير و التي يظهر الله فيها (في الغابة) فجأة كالمارد العربي الجبار يحمل الحلوى بيد واحدة و العصا من النوع الغليظ باليد الاخرى ليعطيك بالاول قليلا من الحلوى و من ثم ليضربك على رأسك بقوة حتى ارداك قتيلا على الارض. يجد الغربي طريقة الكر و الفر العربية بين الله و البشر هذه غريبا في نصوص القرآن و لا يفهم المناوشات والملاكمات و المصارعات و المساومات على حسن ظن الله و الاخرة (يكيدون كيدا و اكيد كيدا – و الله يستهزيء بهم - و اذا لقوا الذين امنو قالوا امنا – الذين امنوا من الكفار يضحكون على الارائك)
تحاول القلة فقط فهم نصوص تشبه في تنظيمها بناية دمرت بالزلازل سقطت قمتها تحت الانقاض لانها سقطت بالاول – نصوص لا تبدأ بالسور المكية القصيرة الاولى بل تسلك الطريق المدني الطويل الشائك بالاول الى المكي القصير ليكتشف اخيرا بان هذا المنطق في التنظيم شرقي بامتياز و ليست هناك اسباب اخرى لها غير الهزات الارضية (اذا زلزلت الارض زلزالها).
بنفس الطريقة يسلك القاريء العربي و يبدأ بطريق نصوص الثرثرة و التكرار و الاسلوب الممل المتعب (السور المدنية) الى طريق قصر و جمال السور المكية و كانما ترمز السور المدنية المملة المتعبة الى حياة الدنيا و الصوم و الصلاة الى ان ينتقل المسكين الى جنة السور المكية في الاخرة تمشيا مع سياسة (و للاخرة خيرلك من الاولى).
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟