أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - داعش أم الرسام الدنماركي؟














المزيد.....


داعش أم الرسام الدنماركي؟


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4553 - 2014 / 8 / 24 - 17:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أيهما أكثرُ إساءةً لي، وإهانةً لاسمي، وتشويهًا لسُمعتي، واغتيالا تاريخي؟ :
1- عيّل بذيءٌ يسبّني ويجرى.
أم
2- أنا نفسي حين أرتكبُ جريمة أخلاقية.

هذا سؤال.

كثيرًا ما تطاول عليّ نفرٌ ممن يسمعون ولا يقرأون. ثم يأتي واحدُهم ليعتذر لي في رسالة بعدما يقرأ ويفهم، قائلا: “سامحيني يا أستاذة فقد أهنتك وسببتك وأسئتُ إليكِ قبل أن أقرأ كتبك ومقالاتك وأفهم آراءك، والآن أعتذر لك.”
ودائمًا وأبدًا أردُّ بكلمة ثابتة: “أنت لم تسبّني أنا، بل سببت الصورة التي رسمتها لي في ذهنك، وهي ليست صورتي بالتأكيد. لا أحدَ في الكون بوسعه إهانة أحدٍ في الكون. تلك معجزة الله وحكمته وعدله. لا أحد يهين الإنسانَ، إلا ذلك الإنسانُ نفسه، حين يصنع ما يُهين. نحن الذين نهين أنفسنا، أو نُكرّمها، بأفعالنا.

كان لابد من هذه المقدمة "الذاتية"، لأخرج منها إلى الفكرة "الموضوعية"، التي أودُّ طرحَها في هذا المقال.

***
مع كل نهار، ترتكب داعش مذبحةً جديدة. فتغصُّ صفحات فيس بوك وتويتر بفيديوهات تعرض جرائمهم. وينقسم المُعلّقون (من غير المسلمين) إلى فريقين:

1- فريق يسأل في ذهول وحيرة: “ما هذا بحق السماء؟!”

2- فريق يسأل في ذهول وحيرة، أيضًا: “أهذا دينكم؟! إرهابٌ وسفك دماء! نحر أعناق ودحرجة رؤوس على الرمال! تعليق جماجم على أسنّة الأسوار وتمثيل بجثامين ونبش قبور وإهانة رُفات موتى؟ تهجير ذِميّين مسالمين عن بلادهم واستلاب أموالهم ودورهم؟ سبي فتيات وختان نساء في عمر الجدات؟! هدم تراث البشرية وتكسير آثار خالدة ووءد حضارات ظلّت شاهدة على عظمة العقل البشري قرونًا، حتى وصل مَن جاءوا ليقدموا الدليل على موات العقل البشريّ! أهذا دينكم الذي به تفخرون؟!”

أما نحن المسلمين، فنهتف على مسامع البشرية في ثقة العارف: “أولئك ليسوا مسلميييييي! ليس الإسلامُ هكذااااااا! دينُنا الحنيف، دينُنا السمح، دينُ السلام والإسلام براءٌ من داعش ومما يصنعون. أولئك يسيئون للإسلام.”

نقول هذا، ثم نصمت. فقد غسلنا الإثم عن أيادينا، وارتاحت ضمائرُنا، وانتهى الأمر. وماذا بعد؟ لا شيء! علينا، وحسب، أن نجلس هادئين، نلهو على صفحات الانترنت ونلعب بلاي ستيشن، ونسمع أغاني ونشاهد أفلام أكشن، في انتظار جريمة الغد الداعشية. حين تحدث كما عودونا، نتنحنح ونضبط أوتار حناجرنا، ثم نأخذ سمتَ المهاجم الشجاع، ونبدأ في ترديد العبارات ذاتها على مسامع البشرية ذاتها وعلى صفحات النت ذاتها، لنصمت بعدها الصمتَ ذاته، وترتاح ضمائرُنا الراحة ذاتها. ولمَ لا وقد أدّينا دورنا العظيم كمسلمين على أكمل وجه تجاه ديننا، وذُدنا عنه بكل جسارة وقوة، ورددنا السهامَ الموجهة إلى صدر الإسلام إلى نحر أعدائه الجهلاء الذين لا يعرفون سماحة ديننا كما نعرفها نحن، ولا قرأوا كيف كان الرسول يذوب حُنوًّا على مريض أو مُعوَز، وكيف أنّبه ضميرُه حين عبس في وجه الأعمى الفقير (عبس وتولّى أن جاءه الأعمى) وازوّر عنه لانشغاله بدعوة أحد أثرياء قريش إلى الإسلام، ووووو.

لكن أحد متصفحي فيس بوك، "أمير المحامي" وضع سؤالا صعبًا: “إذا كانت ’داعش‘ تسيء للإسلام كما تزعمون، إذن لما لا تجتاح المظاهراتُ شوارعَ البلاد العربية منددة بأفعالها، كما حصل مع حادثة الرسوم الدنماركية والفيلم المسيء للإسلام؟!”

ونتساءل معه، أين غضبُ المسلمين من إجرام داعش في حق الإسلام؟! أين الإجراءات العملية (وليس الاكتفاء بالتنديد) التي يجب أن تقوم بها المؤسسات الإسلامية في الدول التي ترفع راية الإسلام، والأزهر الشريف بمصر ضد ما يفعله الدواعشُ فيسيء بقوة إلى صورة الإسلام، أكثر مليون مرة من صورة كاريكاتورية هنا، أو فيلم تافه هناك؟!

اعتدنا أن نصرخ في وجه من يتساءل: “لماذا يكبّر الدواعش باسم الله وهم يقتلون؟” فنقول له بحدّة وعنف: “كفاكم حقدًا على الإسلام. إنها الحرب على الإسلام يا أعداء الإسلام!”

مَن هم أعداء الإسلام الفعليون؟ من يقتلون باسمه، أم من يرفضون انتهاك اسم الله القدوس واستخدامه في نحر البشر؟!
لماذا دائما نختار العدو الخطأ، ونمجد العدو الحقيقي؟!
أليس في إطلاق اسم: “الدولة الإسلامية" على "داعش"، تكريمٌ وتمجيدٌ لهذا الكيان الإرهابي، وإهانة لعقيدة الإسلام؟!



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مجلة (حواء) المصرية مع الشاعرة فاطمة ناعوت
- الراهبات يا د. جمعة!
- المسرح في المستشفى
- الجهل، الحصان الرابح
- داعش أم دولة الإسلام أم عمعيص؟
- اقتلوهما كما قتلتم ابن رشد
- من أرض مشروع القناة
- من ينقذ كردستان الجميلة؟
- تكبيرات داعش
- دافنينو سوا تحت الوصايا السبع
- الخوف من جائزة جبران
- انتفضوا للأقرع، وباركوا داعش!
- باليرينا في سجن النساء
- تكفيريون في ثوب الميري
- القتل أرحم فظاعات داعش
- هل ندرس عملية الفرافرة؟
- سجينات الفقر
- أيها الشيطان، قرّ عينًا
- الدراما، آمرةٌ أمّارةٌ، أم مرآة؟
- ميرفت التلاوي، جبلُ الكريستال


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - داعش أم الرسام الدنماركي؟