ذكورية المرأة : الأخطر

سماح الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 1284 - 2005 / 8 / 12 - 11:37
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

منذ قديم الأزل أعطت المرأة للرجل صكوكاً تمنحه فيها ما لا يستحق، وها نحن الآن نرى كثيراً من النساء فاقت في ذكوريّتها الرجال، وقد كان للإرث المعهود من العرف والعادة ما جعل المرأة تقسو على بنت جنسها وتجحفها حقها.
وقد أضرب الكثير من الأمثلة -ولا أنتهي- فالذكورية داء أصاب الجميع..
منذ أكثر من عشر سنوات سمعتُ عن حركة نسائية في السعودية تطالب بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، فمن المعروف أنه في تلك البلاد لا يسمح للمرأة بذلك، ولكني الآن أقرأ في الصحف عن حركة نسائية مضادة تدعم قرار الحكومة السعودية وترفع شعارات بائدة من ضرورة مكوث المرأة في المنزل وملازمتها بيتها لأنه على حد قولهم المكان الطبيعي للمرأة! أتساءل عن هذا الكم من التطرف الذي نعيشه كل يوم ويستفحل فينا كما السرطان، يزيد ولا ينقص، وينتشر بلا رادع.
من ضمن ما يسقط على آذاني من أخبار، أسمع عن نبأ زواج فلان بالمغنية العظيمة فلانة والتي قبلت أن تبيع نفسها لأجل حفنة من الماس، أو الكثير الكثير من الملايين، ولا أعلم كيف تقبل المرأة أن تشيّأ وأن يصبح لها ثمن –حتى وإن علا وغلا- وكيف ترضى لنفسها أن تكون سلعة في مزاد علني، تكون فيه من نصيب من يدفع أكثر، هذا بعد أن قدمتْ تلك المبدعة الحقة أروع السخافات من الدعارة المتوارية، التي جلبناها من المجتمعات الرأسمالية، والتي تكسو محطاتنا التلفزية وتكتسحها بشكل كامل، حتى في الإعلانات.
ولكن أصعب ما يتراءى لي، هو حين أسمع من صديقة متعلمة مثقفة محاضرة تبرر فيها ضرب الزوج لزوجته أو زواجه بأخرى أو قسوته على ابنته ومحاصرته لها وما إلى ذلك، من أمور تحكم فيها بالنهاية لصالح الزوج، وتقرر فيها أنه صاحب العقل الكامل والرأي الراجح ومن يجب أن يحكم بأمره.
في رأيي تعود ذكورية المرأة لسببين، أولهما الجهل فقد تربت هذه المرأة –خاصة الشرقية- في بيئة ذكورية أخذت عنها كل عادتها وتقاليدها وترى في مخالفتها مخالفة للعرف والعادة، وجريمة توجب العقوبة من المجتمع، والسبب الثاني -الأخطر في نظري- هو سعي المرأة ومحاولتها كسب الرجل على حساب المرأة الأخرى، أي دخولها في منافسة تسابق فيها إلى استرضاء الرجل لتتغلب على جميع النساء، وفي هذا لو تعلمن وتعلمون مصيبة عظمى، تكفي لتودي بالجميع وتطلق العنان للرجل مؤسس ومشرع الحروب.

#سماح_الشيخ (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات