أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - داعش تعزز مكانتها كقوة اقليمية في المنطقة














المزيد.....

داعش تعزز مكانتها كقوة اقليمية في المنطقة


عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)


الحوار المتمدن-العدد: 4553 - 2014 / 8 / 24 - 02:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تشير المعلومات المسربة مؤخرا عن اتفاق النصرة وداعش على تقاسم المناطق الغير خاضعة لسلطة النظام، بالتوازي مع حدثين مهمين هما نسحاب النصرة من المليحة واستيلاء النظام عليها، في ريف دمشق، وسيطرة داعش على اخترين وصوران وجوارهما في سهول دابق / ريف حلب، لترسم ملامح مرحلة جديدة من تمدد داعش وبسط سيطرتها على المناطق السورية، وقضمها من قبل القوتين الأكثر تسلحاً ونفوذاً، بين الجماعات المسلحة، هي جبهة النصرة وداعش.
جوهر الاتفاق ينص على تقاسم مناطق النفوذ والسيطرة على مناطق الشمال السوري، بحيث تخضع بلدات شمال غرب ريف حلب وادلب باتجاه الجنوب والغرب لجبهة النصرة، فيما تحكم داعش قبضتها على مرج دابق باتجاه شمال شرق حلب حتى الحدود السورية – العراقية، معبر باب السلامة هي نقطة التقاسم فيما بينهما، وأي خلاف يخضع للتحكيم فيما بينهما.
ليس من قبيل الصدفة أن تتزامن معارك داعش في ريف شمال حلب، مع ذكرى مرور خمسة قرون على معركة مرج دابق الشهيرة ( 8 اغسطس 1516) التي فتحت الطريق أمام التوسع الامبراطوري العثماني لاحتلال المنطقة العربية بالكامل. فأرادت داعش – كما أعلنت بالأمس، ومراراً مع إعلان الخلافة وقيام الدولة الدولة – أن تعزز تنفيذ مشروعها الامبراطوري الجديد في المنطقة والعالم.
من هنا يمكننا الاستدلال على اهمية المعركة التي تخوضها في حلبن والاتفاق المبرم مع جبهة النصرة بحيث، تمتص فتيل النزاع معها، لمرحلة مؤقتة، فيما تنشغل النصرة بتثبيت وجودها في مناطق سيطرتها المعترف بها داعشياً، ووالتي تمثل خطوط مواجهة مباشرة مع النظام من جهة، ومجموعات المعارضة الاسلامية المسلحة. ذلك – بالطبع – سوف يقود الى إنهاك جميع القوى في معركة احتراب داخلي، تتمكن فيها داعش من تعزيز مواقعها الممتدة على طول الحدود التركية السورية، بما فيها التحكم بالمعابر الحدودية.
هذا الاتفاق على اهميته لن يصمد طويلاً أمام سعي " الدولة الاسلامية " للتوسع، وسوف تعمل على طحن القوى التي تعرقل مسارها، أو اتباعها بفرض المبايعةن وهو في الواقع ما تسعى غليه داعش لانهاء النزاع مع النصرة حول الولاية والمبايعة، مايجعل من داعش قوة ممتدة من بغداد حتى حلب.
تبدو التصورات أكثر من خطيرة في ظل معطيات تقدم النظام على عدّة جبهات، فيما داعش تبسط سيطرتها الكاملة على الرقة، بعد سقوط الفرقة 17واللواء 93، فيما تشير الوقائع الى معركة مرتقبة بشأن مطار الطبقة العسكري.
هذا التوسع المحتمل تحقيقه خلال فترة قريبة، وفقاً لما تخطط وتنفذ " الدولة الاسلامية " سيؤمن لها مرافق استراتيجية بالغة الاهمية تتمثل بالحدود البرية والمعابر مع تركيا والعراق، مايعني التحكم بحركة التنقل والدعم للمناطق المحررة من النظام، المحتلة من داعش. وكذلك وضع اليد على عدّة مطارات عسكرية، في منّغ والطبقة ودير الزور، وبالطبع غرب العراق.وآبار وحقول النفط في كل من الرقة ودير الزور، فيما تستعد للدخول تدريجياً للسيطرة على حقول الرميلان جنوبي الحسكة.
سوف تجبر داعش ثلاث قوى على التعامل معها، بغض النظر عن موقفها، هي قوى نظام الاسد، وتركيا، والقوى الكردية، خاصة الـديمقراطي الكردستاني. يهمّ كل منها مصالحه الاستراتيجية في المنطقة، في الوقت الذي لايمكن فيه لداعش " التنفس " دون هذه القوى التي تشكل مصدرا من مصادر التمويل والدعم والاستقرار الأمني على الحدود، الذي تتطلبه مرحلة فرض السيطرة وتثبيت الوجود في مناطق الشمالي السوري.
وفي الواقع تتجنب داعش أية مواجهة من أي نوع مع تركيا، وكذلك مع الديمقراطي الكردستاني، والبشمركة بطبيعة الحال، بسبب ماتمتلكه من قوة ردع حقيقيةن لن تتوانى عن استخدامها في أي مواجهة تفرضها الضرورة القصوى، مع داعش,. فيما تستغل ضعف الجزر العسكرية لنظام الاسد التي اضحت معزولة عن خطوط الامداد اللوجستي، مع مناطق النظام، اضافة لتكتيها بعدم التصادم مع قواه الاساسية في المحيط الفعّال لقوس حماية النظام الذي يمر عبر البادية السورية، ويشتمل المدن الداخلية. النظام بدوره، لايريد الانشغال بمعركة مع داعش تنهكه عن تنفيذ خططه، دون أن يفعل شيئاً لحماية تلك " الجزر العسكرية " وجنوده الذين يتركهم لمصائر بشعة، في الوقت الذي تضمن فيه الدولة الاسلامية انسياب النفط بصورة طبيعية متفق عليها.
تبدو قوى الثورة السورية، هي الخاسر الوحيد في هذه الصورة القاتمة التي وصلت اليها، ليس بسبب ضعف وتشتت المعارضة السورية، وعدم اتفاقها على انشاء قيادة سياسية وعسكرية فعّالة ومؤثرة، فقط، وإن كانت تتحمل مسؤولية اساسية في ذلك..وانما – أيضاً – نتيجة لسببين هامين، يتمثلان في التجاذبات الخلافية بين القوى الداعمة للثورة السورية، وفي فوضى الدعم القائم منذ بداية الثورة وحتى اليوم، ومن جهة أخرى دور القوى الدولية والاقليمية،في مقدمتها الولايات المتحدة وايران، بالتغاضي عن نمو وتمدد أجنحة القاعدة، وصولاً الى خلافة البغدادي، دون ان تقدم أي دعم حقيقي للمعارضة السورية، أو تحدّ من تنامي قوة البغدادي. يضاف الى ذلك تشجيع النظام للمجموعات المتطرفة بالتوغل في المناطق المأهولة، في عمليات انسحاب واستعادة، تخدم افراغ الثوره من مضمونها الحقيقي، وربطها بالإرهاب الدولي.
لقد أضحت ادارة المناطق " المحررة " حلماً غير ممكن اليوم، بعد أن أنجزت قوى المجتمعات المحلية، خطى هامة وفعّالة، على صعيد الادارة الانتقالية عبر صيغة المجالس المحلية، تم الاجهاز عليها من قبل جبهة النصرة واحرار الشام، بصورة تدريجية مما مهد الأرضية الملائمة لانبثاق داعش من رحم تلك التنظيمات، التي أسست لها منظمة البغدادي، وعملت على افراغ المنطقىة من أهم خبرات العمل المدني، وهو الأمر الذي تقاطعت فيه جرائم النظام، وداعش، والنصرة ومثيلاتهما، فاضحت المناطق الغير خاضعة للنظام، والادارة الانتقالية، وقوى الحراك المدني، تحت رحمة اعتى قوى الاجرام في المنطقة: داعش، ايران والأسد.
_________
15-8-2014



#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)       Abdulrahman_Matar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرسال والأسد وحرائق البلد
- الإخوان المسلمون وشهوة السلطة
- الإخوان المسلمون يستعيدون دورهم في الائتلاف الوطني السوري
- قيامة الماء !
- نتنياهو-الأسد: الوحشية الدامية من غزة الى حلب
- المستبّد النجيب: لامكان للسوريين في بلدهم !
- المعارضة السورية في دوّامة الخواء !
- الرقة بين استبدادين..والفرات شاهد على الألم !
- مركز الدراسات المتوسطية : موقف واشنطن والقوى الإقليمية حيال ...
- لاحلّ في الأفق..والفوضى تربك التحالفات
- موقف واشنطن حيال الوضع في العراق!
- العراق: صيف ساخن وديكتاتورية مهددة!
- مركز الدراسات المتوسطية : تقرير حول انتخابات الرئاسة السورية
- صهيل الشعر يمطر بهاء المعاني..!
- سياسة أوباما الجديدة في الشرق الأوسط
- التسوية السياسية وغياب الإرادة الدولية !
- واشنطن والائتلاف..وقبض الريح!
- دموع البابا فرانسيس
- كيمياوي الأسد :الطريق الى الجحيم !
- سوريا والغرب وإعادة التكوين


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - داعش تعزز مكانتها كقوة اقليمية في المنطقة