إبراهيم الحسيني
الحوار المتمدن-العدد: 4551 - 2014 / 8 / 22 - 19:36
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
الجــثة
منذ جمعة الغضب 28 يناير 2011 يوم العاصفة الثورية ، تلقت الديكتاتورية العسكرية ضربات متتالية ، اضطرتها أن تحني الرأس للعاصفة وتساهم في عزل الجنرال حسني مبارك بعد مراوغات ومماحكات ومساومات تتعلق بمشروع التوريث العائلي ، وقد استقر في وجدان مجلسها العسكري حينذاك : أن الديكتاتورية العسكرية استعادت التوريث المؤسسي دون التوريث العائلي ، فسارعت إلى ترميم الشرخ الذي أصابها بالتحالف مع الإخوان وجماعات الإسلام السياسي ، إلى أن فوجئت بالطوفان الجماهيري يوم 25 يناير 2012 يرفض حكم الديكتاتورية العسكرية ، ولم تستطع جماعة الإخوان وجماعات الإسلام السياسي تقديم يد العون والمساندة للديكتاتورية العسكرية الذي تعمق الشرخ واتسع أمام الموجة الثورية الثانية 25 يناير2012 ، وما كان من هذه الديكتاتورية العسكرية وقيادتها في المجلس العسكري إلا أن تغير وجهتها ، وتعدل وتغير في تكتيكاتها بالقرب من القوى الديمقراطية الاجتماعية الثورية ، بعد أن وضعتها الفاشية الدينية في مؤخرة حلف الطبقة الحاكمة التي ظلت تحتكر قيادته منذ انقلاب يوليو 1952 ، ثم تأتي الضربة الثالثة بمطرقة الموجة الثورية الثالثة 30 يونيو 2013 ، تقسم ظهر الفاشية الدينية التي تستند إليها الديكتاتورية العسكرية التي أدركت وتيقنت : أن ميزان القوة في مصر يميل إلى القوى الديمقراطية ، فتصدرت المشهد الثوري بدعم ومعاونة جيف الثورة وجرذانها ، خونتها وانتهازييها ، التي يجرفها سحر حياة البرجوازية الخفي ، فخرجت من الصف الثوري ، وارتمت في أحضان الديكتاتورية العسكرية ، تكسبها شرعية زائفة لا تستطيع أن تخفي عوراتها والشروخ التي أصابت أبنيتها وهياكلها وأفقدتها القدرة على الحياة ، وليس من المجازفة القول : أن الديكتاتورية العسكرية التي شاخت وهرمت قبل الثورة قد تحولت إلى جثة على جهاز التنفس الاصطناعي تزكم رائحتها الأنوف ، وما بقى إلا تشييع جنازتها إلى مثواها الأخير ، لترقد بسلام ، في مقابر التاريخ ، بجوار الفاشية الدينية .
تسقط الشمولية
يسقط الشاويش والكاهن والدرويش
#إبراهيم_الحسيني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟