أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - بين مائدة عبد الجبار الفياض ومائدة السلطان














المزيد.....


بين مائدة عبد الجبار الفياض ومائدة السلطان


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4551 - 2014 / 8 / 22 - 09:12
المحور: الادب والفن
    


بين مائدة عبد الجبار الفياض ومائدة السلطان

وما زال رماد أعاصير الموت المستورد
يخفي جمرا مستعرا
بحطب حمالين من عصر مات
ولم يدفن
قضية الموت والخلود والفناء نتيجة واحدة في شعر الأستاذ الكبير عبد الجبار الفياض لكن الطريق إليه ومنه يختلف , حينما يكون الموت مستوردا يكون موت زائف بلا ثمن قاتل لكل الأحلام لأنه أصر فرط نار مستعرة بالخفاء قد لا نلحظها لكننا نكتوي بنيرانها بنيران العصر المصدر لها وهو عصر ميت أيضا , هذه المقاربة بين الموت الحقيقي في العصر الحقيقي والذي هو جزء من الوعي يأتي موت أخر من ضفة أخرى هي ميتة بالأصل وليس لها إلا فحيح النار .
إذن لا خجل من أن نسمي الأشياء كما هي بكل متناقضاتها بكل صورها البشعة لأن هي مائدة الوجود المائدة التي لا ينكرها الفياض بل هي جزء من عالمه المتحرك .
لا خجل
من عرس في
مأتم
فسيان
الأمر في غاية الطبيعية أن تقوم اللحظة بكل ما غيها من غرائبية , أو ليست الحياة أساسا هي أغتراب عن واقع وحلم ننشده خالي من الموت , الحياة الأبدية هي الواقع أما ما نعيش فهو نوع من الإحساس برائحة منه لأن فيها الشيطان والإنسان وكلاهما عنصر الواقع الذي كان والذي نحلم أن نعود له فيما بعد الموت.
ما زال الشيطان
يبول على ناصية زمن
يتعاطى الفحش في فاكهة
العودة بالحلم رمز من رموز مائدة الفياض الحافلة بالأسرار التي لا يريد أن يبوح بها ويتركها للقارئ كي يبني قراءته بقراءة ويشارك في بناء صورة القصيدة , سورة الحلم الإنساني التي ما نسي يوما أن يتلمس خطواته قربا وبعدا عنه .
أيها الزمن المخبول
وأنت الراكع في محراب العهر وتهز عصاك
وكأن قفاك
لم يركبه كل المنبوذين
وسراق الشمس
خطوات الإنسان عند الفياض محسوبة بقياس الزمن وليس بقياس المكان لأن الزمن عنده هو مرآة المجتمع , قد يكون المكان هو ذاته لأنه ثابت أما الزمن فهو المتحول الذي يحمل كل ميزات الواقع وعالم الواقع وأخلاقياته , لذا فهو يصب غضبه على الزمن أي على نتاج وعي الإنسان الذي يصبغ الواقع ويصيغ مفردات الصورة التي يكرهها عبد الجبار الفياض لأنها رمادية مشوشة قليلة الصدق عديمة الوفاء نتيجة تداخل الموت المستورد مع واقع يلعب به الشيطان منفردا بغياب العقل وبغياب ذاكرة الوعي الإنساني .
مائدة الفياض مائدة ممتدة من الحلم إلى الواقع إلى الهم الإنساني برغم من هذه المآسي لكنه يريد أن يجعل من مائدته عالم أخر خالي من الضواري من بنات عرس وأمثالها فقط لكي لا يخسر ويكرر الأمل هذا كمفتاح الختام لقصيدته المسماة مائدة الرب من ديوان أبناء الشياطين.
لا أخسر
إلا ما يسرق من طبق خوص
لن ينسى وجوها
عبرت كل مساحات الجوع
هذه المساحات شكلت هم الشاعر ليس في هذه القصيدة ولا في هذا الديوا أنه عقيدته الخاصة محاربة الجوع التي تعني عنده الوقوف أمام الموت المستورد
يحفرها شبق يسري
في لذة الشوهاء
إلا ما يشربها عرق النخيل
جدب الصمت في حنجرة الدهر
هذا الكريم عندما يفرش مائدته لا تلقى فيها طعاما فقط فيها كل الإنسان هم وألم وأمل وحلم ومستقبل , إنه يحاكي الزمن ويحاكم الدهر وينسف كل المراكب التي تأتي محملة بالموت دون أن نشبع من مائدتنا التي تركناها لبنات عرس وللزمن أن يبول عليها .. قصيدة مائدة السلطان برأي هي أجمل قصائد الديوان لما تحمله من قوة تحدي مع قوة يأس تتداخل العوالم فيها لتصنع لنا إرادة الإنسان في أن يحيا بعيدا عن مرارة الموت وسفالة الزمن المزيف .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية موقف من الحياة
- أستعمار الذاكرة
- صياغة مفهوم الحرية
- صياغة مفهوم الحرية ح2
- ليلة الإنقلاب على الرب _ قصة قصيرة ح3
- ليلة الإنقلاب على الرب _ قصة قصيرة ح1
- ليلة الإنقلاب على الرب _ قصة قصيرة ح2
- بين الإدارة والحكم كيف يدار المجتمع
- زمنية الحلم ح2
- زمنية الحلم ح1
- العقل والحلم ج1
- العقل والحلم ج2
- صناعة المستقبل
- صناع الرب _ قصة قصيرة ج1
- صناع الرب _ قصة قصيرة ج2
- المطلوب استراتيجيا من حكومة التغيير
- المدنيون ومهمات المرحلة المقبلة في العراق
- حوارية الطير المسافر وقارئة الفنجان _ قصة قصيرة
- اللعبة الأولى والنتيجة الكبيرة , المالكي والعبادي مناهج وموا ...
- رواية قمر مفقود ح3


المزيد.....




- -طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري ...
- القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
- فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف ...
- خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
- *محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا ...
- -كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد ...
- أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون ...
- بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
- بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر ...
- دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - بين مائدة عبد الجبار الفياض ومائدة السلطان