وليد المترفي
الحوار المتمدن-العدد: 4551 - 2014 / 8 / 22 - 00:01
المحور:
الادب والفن
النِساء مدن منها النائية لِفهم رجُل مُعين ، ومنها القريبة لِفهم رجُل معين أيضاً،
قد يعرفها الرجل .. ولكن لا يعرف طقوسها ألا أذا تَجولَ بداخلها واستنشقَ هوائها
واتقنَ لهجتُها ويقضي سواد عتمةُ ليلها فيها .. ويكتشف ماذا تخبئ من نور وظل وعتمة..
وما تهب رياحها العاصفة التي تجتاحها وهل لك أن تكتفي بإغلاق النوافذ حين تمتلك منها شيء .. أم تفتحها..
ففي كل العصور يتسلل منها النور ، حتى حين تستحوذ على العتمة ، بَقيت في القمة
وظلت المرأة الكائن الوحيد الذي يستطيع أن يفك رموز الحياة الميتة بانتصار لذاته..
مهما كان الموقف صعباً فسوف تجدها قادرة على خلق تلك اللحظة التي يعتمل فيها كل شيء
ويجيء فيها المستقبل بأسئلة تتجاوز الواقع وتفجر الحياة باحتفاء باهر.. ورؤية جديدة..
تعرف من خلالها ماذا تريد. وفي كل الفصول .. ظلت المرأة هي سيدة الانتظار..
وهي سيدة الضحايا تخسر كل شيء.. بتسلسل ربح كل شيء.. وهي سيدة الكلام..
لها حق الكلام.. ولا شيء سوى الكلام.. ترى به في الظلام.. بشكل أكثر عمقاً..
وتدق به على الأبواب المغلقة.. حتى وإن لم تُفتح.. تعلمت أن تفك الحصار عن نفسها بالكلام..
وأن تتداخل مع ذلك المدى الواسع وتؤثر عليه ، ولا تجد صعوبة في أن يتقبلها..
تدير الأشياء بنفسها ليس من أجل البحث عن التحدي أو إعادة اكتساب الثقة..
وتذويب ذلك الارتباك المفاجئ.. ولكن لأنها تعرف أن هناك أشياء قابلة للتعويض من داخلها..
وعليها أن تحاول استقراءها دون تصريف للمواسم.. أو تحويل لحظتها إلى رتابة يومية..!
في كل العصور ظلت المرأة "مقاتلة قوية" لاتختبئ خلف الهاوية التي وجدت نفسها أمامها..
ولا تستقي نمط حياتها من واقع يدفعها عند نقطة نمطية غير عادلة..!
هي المرأة تستشف دائماً ماتريد من تلك الخيبات التي تكسرت في داخلها..
ومن ترميم ذاكرة ينعكس عليها نص استرجاع الثقة..
ونشوء حياة تشبه الوطن المستقل والقابل للحياة..!
#وليد_المترفي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟