قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4550 - 2014 / 8 / 21 - 10:52
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
سميح القاسم لم يكن شاعرا وحسب ..!!
"ملاحظة لهيئة تحرير الحوار ،
الأخوة الأجلاء ، أقترح عليكم أن تُكرسوا ملفا في الحوار المُتمدن ، للمساهمة في الكتابة عن سميح القاسم ، تقديم العزاء ومُداخلات للقراء .
فسميح كان كاتبا في الحوار أيضا ، ويستحق أيضا "لفتة " تكريمية ، من الحوار .
ولكم جزيل الشكر ."
كأي إبن أُنثى ، رحل جسد سميح عن هذه الدُنيا ، لكنه كسب في حياته تذكرة الدخول إلى عالم الخُلود ، ليس لأنه كان عضوا في ترويكا "شعراء المُقاومة " ، مع توفيق زياد ومحمود درويش ، بل ولربما لأنه كان من الذين إختاروا الإنتماء للإنسانية ، وخلع عن "كاهله " عباءة الإنتماء الطائفي . علما بأن من أُطلق عليهم لقب شعراء المقاومة هم أكثر من ترويكا ، ولكن أعضاء الترويكا هم الأكثر شُهرة ..
نعم ، فسميح إبن فخورلطائفته الدرزية ، وتفتخر به طائفته ، لكن إنتماؤه أولا وقبل كل شيء لشعبه الفلسطيني وللإنسانية جمعاء ، وقصائده شاهدة على ذلك .
لقد كان بإمكانه أن "يضع رأسهُ " بين الرؤوس ، ويُساير الأوضاع ، يستمر في عمله كمعلم في مدرسة أو كأُستاذ في كلية ، يخدم في الجيش ويقبل بالتقسيم الطائفي لما تبقى من فلسطينيين في إسرائيل بعد قيام الدولة عام 1948 .
لكنه إختار ، وكان خيارهُ الوقوف في صف المُضطهدين والمظلومين ، عربا ويهودا .
تعرض للسجن لرفضه الخدمة العسكرية ، وتعرض للملاحقة في لقمة عيشه ، لكنه فضّل أن يُسجل بأنه عربي فلسطيني قبل كل شيء .
وتتجلى مأثرته بأفضل تجلياتها ، في هذه الأيام تحديدا والتي يتغلبُ فيها الإنتماء الطائفي ، الديني والعرقي على الإنتماء للوطن الواحد ، وتسود الكراهية ويسود العُنف الطائفي والذبح على الهوية الطائفية والقومية . فهو رفض التصنيفات الطائفية ، مقتها وحاربها .
سميح القاسم ، قضى حياته كلها بين أبناء شعبه ، لم يتوانَ عن المُشاركة في كل نشاط دُعي إليه ، رغم مرضه .
أورث سميح لإبنائه من صلبه ، حب الوطن والإنتماء للشعب ، وسار أبناؤه على دربه ودخلوا السجون لرفضهم الخدمة العسكرية ، ككثير من أبناء الطائفة الدرزية .
سميح كان وفي حياته ومُمارساته ، الأنتي تيزا لكل ما أرادتهُ المؤسسة الرسمية الإسرائيلية للعرب الدروز .
نعم ، سميح شاعر وكاتب ذو قامة سامقة (شغل منصب رئيس تحرير وكتب إفتتاحية أسبوعية ) ، لكن ألتركيز على المُفاضلة والمقارنة بين شعره وشعر محمود درويش، فيه إجحاف لسيرة سميح الإنسان والمُناضل ولنصفه الأخر محمود درويش .
لستُ في معرض تقديم دراسة نقدية عن شعر سميح ، لكنه وشعره مع شعر زملائه الأخرين سيبقى في ذاكرتنا ، فقد جابَ البلاد عرضا وطولا ، مُلقيا قصائده في الساحات والنوادي الثقافية والحزبية ، بصوته الجهوري ، وقدرته الفائقة على إلهاب حماس الجماهير .
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟