أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - ليلة الإنقلاب على الرب _ قصة قصيرة ح3














المزيد.....

ليلة الإنقلاب على الرب _ قصة قصيرة ح3


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4548 - 2014 / 8 / 19 - 20:14
المحور: الادب والفن
    


في خضم الصراع بين الشيخين تدافع الناس للوصول إلى الأبيض الناصع وكلموه بلهجة العتاب مرة ومرة أظهروا روحا عدائية يا هذا دع عنك ما تريد أظهر لنا جميل الفعال وأنت عاجز أن تظهر شيء واحد يبرر لنا سكوتنا معك, الكثير تبرم من موقف الشيخ ذو اللحية وظنوا أن الرجل مسه الجنون وما به من عقل حرقته نار السعير, يا ناس يا عالم أما فيكم رجل رشيد يرى وجه عرابكم هذا أو يكشف عن ما تخفي النوايا إنه يعدكم فقط غرور وأنت إلى حتف العدم سائرون, لا تقلق نحن ماضون معه أو مع غيره المضي نحو العدم سنة الأولين والآخرين نريد فقط سنبلا وماء معين .
رماد الرجل الأخر يتناثر ويجتمع ويعيد تشكيل الحال فلا يمكن أن تمسك به أو تلقط أثرا ,الرماد هو الأثر والدخان لا أبن له ولا حفيد دخان يملأ الأكوان وينتشر عبر العيون في العيون "وهما" ولا يسد جوع البطون , الناس تبتغي قمحا وعسلا ولبنا وشيء من لحم طير كما يشتهون , مرت الأعوام والسنين والدخان ما زال دخان والنار تأكل بشراهة من كل نوع ومن كل جنس والعدد يتكاثر والرجل الحكيم ذا الغرة البيضاء يتلوى من ما يرى وما لا يرون وهو يسمع أنين من بين الدخان إنه أنين الطين المتيبس بفعل النار .
ذابت أجساد الناس من شدة الجوع وأنصهرت شحومهم من حرارة النار وهم ما زالوا يتراقصون حولها جثيا منهم من يحلم بلعقة عسل صار اليوم يكتفي بقليل من الماء ومن كان يحلم بسنابل أمسى يكتفي بحبات منها,القابعون هنا وجوههم من ضعفها أصابها الإصفرار, الرجل ذو السحنة السماوية حمل ماء وتجول بين الناس ليس في ثيابه جيوب ليحمل لهم خبزا وعنب, يسأله أحدهم بعد إن ارتوى هل من مزيد من الخمر أو أجد عندكم لذة من نساء قد أرقتنا النار وأزاحت كل مزايانا لغة الدخان .
حمارة طاووس البيضاء منزوية في الجانب الغربي تذرف دموعها على الذين تأكلهم النار ,والحمارة الرمادية تأكل علفا طريا وتهز ذيلها الطويل بقوة تشبه ترف المترفين لا تنهرها حرارة ولا يزعجها الدخان الذي يعبق في كل مكان ,عيونها الحمراء شديدة القسوة لا ترف كثيرا ولا يقربها ما يقرب البيضاء من حنين, صراخ ودوي وتدافع أكثر من الزحام أضطرابا والكل يجري في أتجاه ونحو اللا هدف ...... الكل يظنون أنهم يفعلون شيئا أو يبحثون عن عسل وخمر في لجة الضجيج ..... ما من خمر وما من عسل للطالبين فقط رائحة التبول والبراز المتكوم بين المكان والمكان .
جحيم ..... والنار تسكن حتى ثقوب الجدران وما زال عند البعض فكرة عن قدرة الشيخ ذو العين الواحدة أن يأتيهم بالخبر والخمر حتى بعدما وجدوا رجله الخشبية التي كان يمشي بها تأكلها النيران , يؤمنون أن المسيح سيأتي لينقذهم من هذا الضياع وقد أخبر البعض بعضا أنكم لا تنالون ما جئتم به إلا أن تتحملوا حر جهنم في الجنة وتنكشف للشيخ قدرتكم على التصابر عندها ستتوقف النار عن الزحف وتمطر السماء عسلا وتين وما من يوم مطرت السماء غير الماء أو حجارة من سجيل.
خيال ظل قادم من بعيد .... النور في الخارج يمنع القابعين حول النار من مشاهدة القادم كظلال غريبة تتقدم نحوهم رجل طويل يحمل صليبا وتاجا وفي جعبته أشياء لا ترى ,هرع الجميع ... يحيا المسيح يحيا أملنا السيد المخلص من النار والحامل خطايا العالمين , قال الرجل ذو اللحية البيضاء هذا دجالكم الأكبر وليس المنقذ الأمين ألا تلاحظون أنه يسير بقدم واحد ويتكلم بلسانين وينظر بعين في وسط الجبين لا يأتيكم المسيح حتى تطفئوا النور وتخرجوا كل هذا الدخان من قلوبكم وتعطروا المكان وتزينوا الدروب بالياسمين.
أقترب الظل حتى لاقى الحشود حول النار ألتحمت الأجساد في بعضها .. النار تتصاعد تصل لقبة السماء والصليب المنصوب في وسط الحشد تحلق الناس حوله مرة يطوفون ومرة حول النار .. أختفى الرجل القادم وسط الحشود والضجيج لم يترك فراغ إلا وتوغل به ...ضجيج ونعيق وهتاف وصراخ المكان لا يطاق الأبواب حملت أخشابها ورحلت وإحساس بالدوار يعم الجميع تدافع الحشد يمينا وشمالا ... وحدها النار ترقص فوق الجميع وحولهم ..الشيخ الرمادي جالس يتنفس هواء نقيا ...أقبلت عليه طفلة تحمل قدح ماء فارغ ... يا شيخ النار تأكل الناس وهم في غفلة معروضون .. قال وما حيلتي بهم إني أخاف أن تمسني النار وأخاف أن يغضبون .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة الإنقلاب على الرب _ قصة قصيرة ح1
- ليلة الإنقلاب على الرب _ قصة قصيرة ح2
- بين الإدارة والحكم كيف يدار المجتمع
- زمنية الحلم ح2
- زمنية الحلم ح1
- العقل والحلم ج1
- العقل والحلم ج2
- صناعة المستقبل
- صناع الرب _ قصة قصيرة ج1
- صناع الرب _ قصة قصيرة ج2
- المطلوب استراتيجيا من حكومة التغيير
- المدنيون ومهمات المرحلة المقبلة في العراق
- حوارية الطير المسافر وقارئة الفنجان _ قصة قصيرة
- اللعبة الأولى والنتيجة الكبيرة , المالكي والعبادي مناهج وموا ...
- رواية قمر مفقود ح3
- رواية قمر مفقود ح4
- بيان رأي قانوني حول قرار المحكمة الأتحادية
- رواية قمر مفقود ح2
- رواية قمر مفقود _ قصة قصيرة ح1
- العراق وأمريكا والخيط الضائع ح2


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - ليلة الإنقلاب على الرب _ قصة قصيرة ح3