|
مصطفى مزياني في ذكرى غشت المجيد في ذكرى عبد الحق شباضة
نضال الدرقاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4547 - 2014 / 8 / 18 - 22:32
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
كل من سمحت له فرصة لقاء بَّا محمَّد أب الشهيد مصطفى مزياني سيشهد حجم الألم و الإصرار الذي يختلج صدر هذا الرجل وعائلته التي صمدت في وجه الاستعمار الفرنسي والخيانة والمآمرة آنذاك، وهاهي الحكاية تعاد بشكل آخر مع مصطفى الذي صمد في وجه هجمة النظام والقوى الظلامية الجبانة وفي وجه كل من مارس التعتيم وصمت وشوه وتكالب وعرقل واسترزق وارتدّ وباع واشترى وكان عربون صموده هو "الاستشهاد". فأب الشهيد وهو يجيب على مكالمات المواساة يظهر حقده الصريح على النظام العميل المجرم مكررا دائما عبارة فيها ما يكفي من المعاني "حنى مكانتعزاوش"، تجده مستعدا أمام الحاضرين من المناضلين وأبناء المنطقة -تانديت-على قول كلمة الحق مدينا كل من تواطأ وساهم من موقعه في جريمة قتل فلذة كبده مع سبق الإصرار من إدارة السجن السيئ الذكر عين قادوس مرورا بالمستشفى/السجن الآخر الذي كان يرقد فيه مصطفى وهو مضرب عن الطعام مكبل الأيدي مع السرير ووصولا إلى فضيحة تهريب وإخفاء جثة الشهيد في مشهد مافيوزي مدلّ يضرب كل ما راكمه النظام من شعارات براقة حول الديمقراطية والإنصاف داخل منظماته وجمعياته الإنسانية الخيرية المدافعة عن حقوق البشر وهي في الحقيقة لا تستطيع الدفاع حتى عن حق الحلزون في العيش .. وأنت تستمع لحكايات هذا الأب المناضل مع الشهيد وهو على قيد الحياة تدرك جيدا حجم القناعات الراسخة التي كان يحملها ، فبّا محمَّد يحكي بأن كل ما كان يقدمه لابنه من دعم مادي كان الشهيد بدوره يساعد به أبناء الشعب ممن تملكهم اليأس نتيجة لواقعهم المادي المزري داخل ظهر المهراز - وهذا هو الواقع في سائر الجامعات المغربية - مفضلا البقاء بقميص وسروال وحذاء واحد بهزالتهم على طول السنة الدراسية،إنها قناعات يستعصى فهمها على أصحاب الجماجم الدقيقة التافهين حاضرا وأفقا ممن ترعبهم السرعة الجنونية لرحى الصراع الطبقي في البلاد فيفروا بجلدهم المتسخ من ساحة المعركة ليلتحقوا شاءوا أم أبوا أفرادا وجماعات بقافلة المغضوب عليهم من طرف التاريخ الذي لا يرحم أحدا. إن هؤلاء لا تنطبق عليهم العبارة التي قالها أب الشهيد بصدق "ولدي شهيد و الرفاق ماكايغدروش بعضياتهم" وقد جاءت هذه العبارة في سياق حديث والد الشهيد عن الإشاعات المغرضة الحقيرة التي أطلق عنانها النظام عبر شيوخه ومقدميه داخل المنطقة والتي سعى من خلالها إلى الضرب في الطبيعة السياسية للوفاة وفي رفاقه وكل المناضلين الشرفاء عبر ربوع هذا الوطن مثلما حاول سابقا الضرب في معركة الإضراب المفتوح عن الطعام التي دامت 72 يوما.
إن استشهاد المناضل مصطفى مزياني جريمة أخرى دبّرها أحد أبرز الملحقات الرجعية للصهيونية الإمبريالية العالمية وهو النظام القائم في المغرب ونفذتها أيدي متسخة وباردة لخبرتها الطويلة في اغتيال المناضلين الشرفاء هي القوى الظلامية. وكل المحترفين في التمييز بين الورقات والتناقضات وإطلاق الاتهامات المجانية ممن خاطوا فمهم وناموا أثناء إضراب الشهيد عن الطعام لحسابات سياسية جد ضيقة - وهم كثيرون- ومع استشهاده استفاقوا فأطلقوا العنان لانتهازيتهم المعتادة فتضامنوا وتشبثوا وأدانوا لهم معتوهون سياسيا لا يقلون عتها عن القوى التي " تدين بشدة الإهمال الذي ووجهت به مطالب المعتقل السياسي مصطفى مزياني وتأكد أن ثقافة الحوار هي الكفيلة بمعالجة القضايا المطروحة المرتبطة بالأوضاع في السجون" وأيضا عن القوى خانت الشعب المغربي في انتفاضة 1965... وهم مطبّقون طيعون بوعي أو بدونه لسياسة الإقبار والتآمر والتقتيل الممنهج ضد الحركة الطلابية المغربية وضد كامل نضال الشعب المغربي، وليصدق على هؤلاء قول مكسيم غوركي "إن الأيدي المطبقة اليوم على أعناقنا سوف تمتد إلينا غدا في مصافحة أخوية" ولكن للأسف هذه المرة نظن أنها لم تجد من سيصافحها.
ونحن على مسافة ساعات قليلة من الذكرى 25 لاستشهاد الرفيق عبد الحق شباضة نقول بأن كل الشيوعيين وكافة الشعوب المضطهدة قد خسرت في شهر غشت أيضا مناضلا آخر لتكون حصيلة الشهداء الذين سقطوا في هذا الشهر أربعة رفاق وهم عبد الحق شباضة مصطفى بلهواري بوبكر الدريدي ومصطفى مزياني، وكما تستعص عملية استيعاب صلابة القناعات التي كان يحملها الشهيد كباقي مناضلي الشعب المغربي على ضيقي الأفق كما قلنا سابقا، فحب الحياة المطلق لدى المناضلين واستعدادهم الكامل للتضحية بها وأن الاستشهاد مسألة ملازمة للمناضلين مادام الاستغلال والقهر موجودين لهي جدلية تستعص في الفهم أيضا على البرجوازية بكافة أحجامها.
المجد للشهداء الحرية لكافة المعتقلين السياسيين
نضال الدرقاوي nidal darkaoui مراكش
#نضال_الدرقاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صوفيا ملك// لنبدأ بإعطاء القيمة والوزن للأفعال وليس للأقوال
...
-
الليبراليون في كندا يحددون خليفة لترودو في حال استقالته
-
الشيوعي العراقي: نحو تعزيز حركة السلم والتضامن
-
كلمة الرفيق جمال براجع الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي ال
...
-
الفصائل الفلسطينية تخوض اشتباكات ضارية من مسافة صفر وسط مخيم
...
-
الجيش اللبناني: تسلمنا مواقع عسكرية من الفصائل الفلسطينية
-
مباشر: حزب النهج الديمقراطي العمالي يخلد ذكرى شهداء الشعب ال
...
-
مظلوم عبدي لفرانس24: -لسنا امتدادا لحزب العمال الكردستاني وم
...
-
لبنان يسارع للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا
...
-
متضامنون مع «نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس» وحق الت
...
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|