اختلاف الفقهاء لغموض النصوص أم سوء نية ؟!

عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)

الحوار المتمدن-العدد: 4547 - 2014 / 8 / 18 - 21:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الإسلام المعتقد الوحيد الذي يتميز بتعدد أحكامه الفقهية فهو المعتقد الوحيد الذي جميع مدارك أحكامه الشرعية مختلفة ومتعددة وأعني أحكام المسائل بين التحريم والإباحة والمنع والجواز !! وتوجد عشرات المذاهب والمدارس الفقهية وانتبه صديقي القارئ الكريم أنا أتحدث عن أمور تعرف بالفروع وليست العقائد بمعنى أنني لا أبحث طوائف وفرق إسلامية بل فقه أي فروع وليس أصول وإلا الأخير فهو كارثة بحق وليس الآن وقت طرحه أو بحثه !!
المذاهب الفقهية نتجت بسبب اختلاف الفقهاء في الفهم والاستنباط وإدراك العلة والحكمة وقد تكون لسبب آخر! والسؤال هل هذا الاختلاف فهما أو استنباطا يرجع لغموض النصوص أم لسوء الفهم والاستنباط؟ وما خطورته على الفرد المسلم وعامتهم؟!!
لو كان السبب الأول أي بسبب غموض النصوص فلدينا إشكالية كبيرة وهي أن رسالة النبي لم تصل إلينا بالطريقة الصحيحة ولم يسعفه الحظ ليوصل ما يريد إيصاله بالطريقة المطلوبة وبالتالي نقع بمأزق خطير بين التشكيك وظلم المشرع لأنه ووفق نصوص الحلال والحرام يترتب عليها حساب إما ثواب أو عقاب ومن الظلم أن يعاقب الشخص على أمر كان غامضا ! أي بسبب فشل من أبلغه ! وبالتالي المبلغ هو من يتحمل المسؤولية وليس المكلف لو سلمنا أصلا بصحة التكليف !!
ولو كان بسبب سوء فهم واستنباط الفقهاء فلدينا أيضا إشكالية وهي مع تسليمنا بتفاوت نسب ذكاء البشر إلا أنه لا يصل حد العجز عن معرفة مفهوم النص من منطوقه لا سيما في الأمور العقائدية والعبادات التي تسفر عن الحساب إياه !! بل إن اختلاف الفقهاء بهذا العدد الضخم من المسائل الفقهية ينم عن خطورة ما فعلوه وما استنبطوه لأنهم وبأحيان كثيرة يخالفون صحيح وصريح النصوص ويفتون ويجتهدون بما يناقض الحالة ! والضحية قطعا العوام من المسلمين !!
وهاكم إشكالية أخرى كبرى : الفقهاء وخاصة أرباب المذاهب السنية الكبرى الأربعة المشهورة وعلى وجه الخصوص الإمام الشافعي كان له مذهبان قديم وجديد! عندما كان في العراق كان له مذهب فقهي كامل تقريبا وعندما رحل وقطن واستوطن مصر ظهر له مذهب آخر مناقض تقريبا للأول في الأحكام الفقهية وهنا السؤال: هل الفقهاء والمجتهدون وكبار العلماء من السلف تكون أحكامهم الشرعية والفقهية تبعا لأهواء السلطان والمجتمع ؟ على ضوء ما قلناه آنفا عن الإمام الشافعي كمثال وغيره كثر ؟!!! أم تبعا لغرض في نفس الفقيه المجتهد ؟!! أم للإثنين معا ؟!!
والسؤال الأهم : تعدد الآراء الفقهية مع النصوص الواضحة واختلافها بين الأمصار تدل على أن الفقه في خدمة الحاكم أم العكس ؟!!
هل هذا ما يطلبه المشرع بدليل النصوص الكثيرة التي توجب الخنوع للحكام والفقهاء؟!!
إذن أين كرامة وحقوق وحرية الفرد والعوام من المسلمين والحالة هذه ؟؟!!!!
أيضا حديث اختلاف أمتي رحمة يناقض حديث وستختلف أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ثم أين الرحمة بالفرقة والاختلاف والأحكام الفقهية منها ما يترتب عليها قضاء شرعي قد ينال من براءة المتهم ويجحفه ومنها ما يترتب عليه تحريم ومنع ومنها ما يترتب عليها ضياع حقوق وأموال ومتاع وأخيرا هذه الأحكام الفقهية المختلفة يترتب عليها حساب آخروي فمن يتحمل الخطأ وعواقبه أمام المشرع ؟ الفقهاء ؟ أم عوام المسلمين ؟!!!

#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)       Abduallh_Mtlq_Alqhtani#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات