أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال عبد الفتاح - استقلال القضاء بين الحقيقة والوهم














المزيد.....

استقلال القضاء بين الحقيقة والوهم


جمال عبد الفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 4547 - 2014 / 8 / 18 - 18:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



" إن القضاء أحد أهم مؤسسات الحكم في المجتمعات البشرية المتحضرة، والقضاء المستقل المنصف إحدى دعائم نسق للحكم الديمقراطي الصالح. والقضاء، مؤسسة وقيمة، أيضا من أعز ما يملك الشعب، ويعلق عليه الآمال في صيانة الحرية والكرامة الإنسانية " يقول د/ نادر الفرجانى .
واقول انى اختلف معك يادكتور , ومع كل القائلين بامكانية استقلال القضاء فى ظل المجتمع الطبقى . فالقضاء جهاز مثلة مثل الجيش والشرطة والمخابرات من اجهزة الدولة الطبقية , طبيعتها الارغام والسيطرة , والتى تحكم عن طريقها الطبقة الراسمالية السائدة المجتمع بطبقاتة وفئاتة المختلقة , وذلك سواء فى البلدان الراسمالية المتقدمة او المتخلقة , والديموقراطية هنا لا تخرج عن كونها شكل من اشكال حكم الطبقات الغنية , ويختلف عن اشكال الحكم الديكتاتورى المباشر فى مجال الحريات الخاصة والعامة التى تنتزعها الطبقات الدنيا كالعمال وفقراء الفلاحين وصغار الموظفين والمهمشين فى نضالهم من اجل تحسين شروط حياتهم , ومواجهة الاستغلال والقهر والاستبداد الواقع عليهم من قبل الطبقة السائدة .
و" لا يمكن فهم القانون كنص ولا تأويله أو التدليل عليه بمعزل عن كامل السياقات الإقتصادية والسياسية ، والإجتماعية والثقافية ، وجملة الأوضاع الطبقية وما يدور فيها من صراعات وإذا كانت هناك طبيعة أيديولوجية للخطاب القانونى تحجب حقائق الإستغلال وعنف السيطرة الطبقية فإن الحكم القضائى مشروط أيضا بالطبقة الإجتماعية التى ينتمى إليها القاضى، وبمركزه الإقتصادى، وبنظراته السياسية وبنوعيه وخصوصية المجال القانونى ورهاناته، وبحالته السيكولوجية فى إطار إرادة الطبقة الإجتماعية التى يصدر عنها القانون " سعيد العليمى .
والقانون الذى يقوم القضاء على تنفيذة جزء من بنية الدولة القائمة على اللامساواة والانحياز الاجتماعى , فلم توجد دولة حتى الان طوال تاريخ البشرية تعمل من اجل كل سكان الاقليم الذى تسيطر علية بالتساوى , مهما تحدثت عن المساواة والاخاء والحرية , فيكفى ان نعلم ان نسبة السود فى الولايات المتحدة الذين يحكم عليهم بالاعدام يصل ل80 % من المحكوم عليهم فى الجرائم التى تقع تحت طائلة هذة العقوبة , برغم ان عدد السود بالنسبة لاجمالى عدد السكان 20% , وكل عام او اقل يحدث قتل احد السود على يد رجال الشرطة البيض , وعادة مايخرج القاتل فى مثل هذة الجرائم براءة , او بعقوبة مخففة بسبب عنصرية القضاة , واين هو استقلال القضاء الذى تتباكى علية , بانة يحقق المساواة امام القانون , من الذى طبقتة الولايات المتحدة على معتقلى جوانتانامو ؟ هل هو قانون القتل والتعذيب , واستبعاد اتفاقيات جنيف الاربعة الخاصة باسرى الحرب بانها لاتنطبق عليهم , واستبعدت نزولهم امام المحاكم الامريكية على ارض الولايات المتحدة , ولم تحتج الديموقراطيات الاوربية ! ! وهذا يؤكد ان القانون الذى يساوى بين الجميع فى مجتمعات الديموقراطية الغربية وهم كبير , لان البنية القانونية مثل البنية السياسية والثقافية تعبر عن موازين قوى بين الفقراء والاغنياء بهدف الحفاظ على التمايز الاقتصادى والاجتماعى لصالح الطبقات الغنية فى كل بلدان العالم , فالتمايز الطبقى السبب الاول والدافع لكل التمايزات الاخرى على اساس اللون او الدين او الطائفة او الجنس , فلا مساواة حقيقية بين البشر الا بالغاء الاستغلال والملكية الخاصة السبب الرئيسى فى التمايز الاجتماعى والاستعباد والعنصرية والحروب . .
وفى بلادنا ذات الحكم الاستبدادى , حدث ولا حرج بالنسبة لما يحدث فى امريكا والديمقراطيات الاوربية , سواء عن البنية القانونية المجافية للعدالة , وواقع الدولة الاستبدادى القائم على تنفيذ القانون , والقضاء الملحق مثلة مثل البرلمان بالسلطة التنفيذية التى تبتلع كل السلطات , فاين سيكون استقلال القضاء الذى تتباكى علية بانة " مؤسسة وقيمة، أيضا من أعز ما يملك الشعب ، ويعلق عليه الآمال في صيانة الحرية والكرامة الإنسانية " ؟ وهل المشكلة فى ان " السلطة الراهنة اعتمدت سبيل الإغداق على القضاة ، مع الجيش والشرطة، بزيادات المرتبات والمكافآت الخاصة " وكانهم خارج الصراع الطبقى , ومجرد موظفين صغار فى جهاز الدولة البيروقراطى , وهذا لا يستبعد عملية الرشوة والفساد الذى عم كل الجهاز البيروقراطى ؟ . . ام ان القانون والقضاء حراس المجتمع الطبقى ومصالح الطبقات الراسمالية السائدة , سواء كانت الراسمالية العادية كرجال اعمال ودولة مبارك , او راسمالية العسكر , او الراسمالية الاسلامية كرجال اعمال الاخوان . . ومن ثم القضاء لا يمكن ان يستقل بشكل حقيقى عن الدولة التى هو جزء اصيل فيها الا عندما ينتفى اسباب التمايز الاجتماعى .
والاْمور تزداد تعقيدا فى اللحظات الاستثنائية الراهنة من الثورة , اذ تواجة الطبقة السائدة وحكمها ودولتها ثورة عصية على الهزيمة , وقد اطاحت بثلاث سلطات فى اقل من ثلاث سنوات , وتتلمظ على السلطة الرابعة , وما يصاحب ذلك من اضطراب عظيم , وفساد ونهب لا حد لة كحالات الحروب , وتلك الاوضاع قد وضعت القضاة فى اغلبهم كفئة اجتماعية فى حالة التصاق مع العسكر وبيروقراطية الدولة فى مركب واحد مصاب بتشققات عظيمة , ويواجة امواج عاصفة من كل جانب . من معسكر قوى الثورة المضادة , الاخوان وحلفائهم من الجماعات الارهابية , ومن معسكر قوى الثورة , الاحتجاجات الاجتماعية الواسعة , والمظاهرات التى لا تتوقف , والرعب من الموجة الثورية القادمة . فى مثل هذة الظروف من الطبيعى ان يزداد دفاع فئة القضاة عن مصالحها الانانية , قتنخرط فى حمى الفساد والنهب الواسع الذى يعم الحكم والطبقة السائدة فى لحظات الاضطراب الاستثنائية , وهو ما ينعكس بشكل مباشر على محاكمات مبارك وعائلتة ورجال حكمة وقتلة الثوار من الداخلية والجيش وكل القضايا المتعلقة بالثورة وغيرها , فيصبح الحديث عن الاستقلال ولو بشكل نسبى للقضاء الآن من قبل الوهم الضارجدا بالثورة واكثر من اى وقت مضى .



#جمال_عبد_الفتاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدوان الصهيونى الهمجى على غزة . . . الشرعية الدولية . . . ...
- حاصر حصارك لا مفر . . استراتيجية ثورة
- بعض القول حول مفهوم الامة الاسلامية
- هل الشعوب العربية فى غيبوبة
- من المقاطعة الى المشاركة . . . اعلان افلاس
- حوار لة دلالات مفزعة . . .
- مغزى ملصق : هل صليت على النبى اليوم ؟
- ثورة يناير الشعبية الآن . . والى اين ؟
- نتائج المقاطعة الشعبية , والثورة الى اين ؟
- محمد محمود عام 2013
- هل -الجيش -حمى الثورة ؟
- عامان على معارك محمد محمود المجيدة . . والتكتيك الثورى
- فضيحة كبرى لحكومة السيسى البلاوى . .
- الاستقلال الوطنى الان , . مهمة من ؟
- رؤية اشتراكى مصرى فى الانتخابات البرلمانية الكردية
- عن اى دستور يتحدث هؤلاء الاعداء
- العسكر ومعركة الثورة ضد الاخوان والامريكان
- سيادة القانون بين الوهم وارادة الثورة
- فض اعتصامى رابعة والنهضة واحتمالات الحرب الاهلية
- الثورة فى معركتها الراهتة


المزيد.....




- رجل حاول إحراق صالون حلاقة لكن حصل ما لم يتوقعه.. شاهد ما حد ...
- حركة -السلام الآن-: إسرائيل تقيم مستوطنة جديدة ستعزل الفلسطي ...
- منعطف جديد بين نتنياهو وغالانت يبرز عمق الخلاف بينهما
- قرارات وقرارات مضادة.. البعثة الأممية تدعو الليبيين للحوار
- سعودي يدخل موسوعة -غينيس- بعد ربطه 444 جهاز ألعاب على شاشة و ...
- معضلة بايدن.. انتقام إيران وجنون زيلينسكي
- بيان روسي عن اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى
- -كتائب المجاهدين- تستهدف القوات الإسرائيلية بقذائف هاون من ا ...
- إعلام عبري يكشف عن خرق أمني خطير لوحدة استخباراتية حساسة في ...
- ليبيا.. انتقادات لتلسيم صالح قيادة الجيش


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال عبد الفتاح - استقلال القضاء بين الحقيقة والوهم