قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4547 - 2014 / 8 / 18 - 11:48
المحور:
كتابات ساخرة
دول كرتونية وشعوب حُنجورية ..إلا داعش..!!
أبدى كثير من السياسيين في الشرق والغرب ، قلقهم ، من سُرعة تقدم داعش وجيوش "الخليفة " إبراهيم ، لتُسيطر على مساحة تفوق مساحة الأردُن ، كما يُقال .
وتنادى "أصحاب النخوة " ، من يسار ويمين ، للوقوف صفا واحدا في وجه الهجمة الغاشمة ألداعشية ، وتباكى كثير ولربما ،بدموع التماسيح ، على أبناء الوطن من مسيحيين ، أيزيديين ،صابئة وأخرين ، ألذين يتعرضون لمذابح !!
تحرك أوباما ، وأبدى رئيس وزراء التاج البريطاني قلقه من الأوضاع ..!! والقلق كما هو معروف لا يحل المُشكلة بل يُعقدها ..
المالكي يدعو الجيش والشُرطة ، لعدم التدخل في الأزمة السياسية الداخلية في العراق ، وهذه نُكتة القرن الحادي والعشرين بالتأكيد ..!! فأين هو الجيش وأين هي الشرطة ، حينما أجتاحت قوات "الخليفة " البصرة؟؟ أم أن مهماتهما تقتصر على الإنقلابات العسكرية وقمع المُعارضة السياسية ؟؟ وساسة العراق مشغولون بالصراع على المناصب . ألعزف على ظهر التايتانيك التي تغرق ، كان عملا نبيلا .. فهؤلاء السياسيين لا نُبل ولا شرف في سلوكهم .
تحرك فقهاء "قرن ألشيطان " ، وألقوا خُطبا عصماء ، يقدحون فيها "بدين " داعش ، وما داعش سوى تلميذ نجيب لهؤلاء الذين خرجوا علينا من بطون كُتب ألتاريخ .
يستميتُ الأزهر في الدفاع عن المعصوم البُخاري ، ونسيَ بأن العالم قد تجاوز عصر البُخار إلى عصر الذرة..!! وكما يبدو لم يسمعوا بعد بالكهرباء فما بالك بالذرة ؟؟!! ولا يُعير إلتفاتا لشلالات الدم الهادرة .
بينما وجد البعض ضالتهم المنشودة ، فلا يهمهم سوى مُناكدة المُسلمين : "هذا هو دينكم ..!! قُلنا لكم ..!!" ، ويغضون الطرف عن الدماء !! بما فيها دماء المسلمين من شيعة وسُنة .
قادة الدول العربية ، لا تغمض لهم جفون ، يا حرام .. والله بحزنوا !! فهم الوحيدون الذين يعلمون بأن دُولهم كرتونية ، لن تصمد أمام أول هجوم داعشي .. !!فهم الذين خلقوا هذا المسخ بأيديهم النجسة ..!! ويقضون وقتهم يتسائلون : " الدور على مين ؟" .
والشعوب التي تُردد كالببغوات ، شعارات قاداتها الدينية والسياسية ، وتبحث عن أسباب المرض خارج حدودها الذاتية ، لا تُجيد سوى الكلام الفارغ ، تسود العالم في دردشة أو على المقهى . وتؤمن بأن النصر سيكون حليفنا لو أطلينا اللحية وقصرنا الثوب ..
لا نُخب ولا طليعة ، فكل قوم بما لديهم فرحون ، وليس عندهم سوى بعض الشعارات طبعا ..
إلا داعش ، فإنها تفعل ما تقول ..!!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟