الله - المعجزة - العقوبات

شريف عشري

الحوار المتمدن-العدد: 4547 - 2014 / 8 / 18 - 10:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

الله بإتيانه بمعجزة لا يعنى تناقضه أو خرقه لقانون هو خلقه ...إنما إتيانه بمعجزة كان مرهون بمكان ما وزمان ما ...بمعنى الإنسان فى القديم ومنذ زمان بعيد كان مختلف كل الإختلاف عن ذلك الإنسان بالشكل والكيفية الحالية الآن من حيث ميكانيزم التفكير و التراكم المعرفى والمعلوماتى ...وكان لابد له من بعض المعجزات حتى يؤمن بقوة الله وحتى يتعرف على قدرته اللانهائية وأن هذا المرسل من الله(سواء كان نبي او رسول ) هو حقيقة مرسل من الله ولا يجدف على الله .... فأيد الله بذلك بعض الأنبياء والرسل بمعجزات خارقة للقوانين الطبيعية فقط لإثبات أنهم (أى الرسل والأنبياء) مرسلون بالفعل من عند الله من ناحية ومن ناحية أخرى لأثبات قدرة الله الفائقة .
أما الآن وفى أزمنتنا الحديثة تطور التفكير وزادت المعارف وتعمق التحليل ..وأصبح الإنسان من النضوج بمكان حتى أنه يستطيع التعرف على قدرة الله من خلال تطور تلك المعارف والعلوم فى شتى المجالات والتى تمكنه من تقدير إستيعاب قدرة الله الفائقة فى خلق هذا الكون المهندس والمنظم ..إذن الإنسان الحديث لم يعد فى حاجة لمعجزة لكى تتبدى له قوة الله وقدرته الانهائية كما كان فى سابق عهده إبان ماكان أشبه بالطفل الصغير وإبان عصر الأنبياء والرسل .
========
إستخدم الله جنبا الى جنب مع المعجزة أمرا آخر وهو العقوبات والتأديبات فى حالة الخروج عن القواعد والقوانين التى أرساها الرب الإله (كالوصايا العشر وباقى القواعد) ..
فكما ان الطفل لا يرتدع عن إرتكاب الخطأ إلا عندما توبخه أو تعنفه ...كذلك الإنسان فى مرحلة الطفولة (المعرفية والعقلية والإيمانية ) كان بحاجة الى توبيخ الله وتعنيفه إن لزم الأمر ...أما بعد مجىء يسوع المسيح الوضع إختلف فتم رفع العقوبات الإلهية المادية وكان مجيئه( مجىء الرب وتجسده فى شخص المسيح ) بمثابة عصر نعمة لا عصر ناموس(أى قانون) أو عقوبات .فالخطية العظمى وبقية الخطايا تم إزالتها بفداء الرب والمصالحة مع الآب السماوى أى أن فاتورة الإدانة سويت و أنجزت .. وأصبح تقويم الانسان ذاتي و من داخل الإنسان نفسه من وازع ضميره الحى ( الذى نطلق عليه روح الله الساكن بداخله )
ويبقى فقط أن يخضع الإنسان لقوانين وضعية وعقوبات مادية وضعية تم إشتقاق معظمها من الناموس القديم والذى اوجد أساسياته - أيضا - الرب الإله .
=========

#شريف_عشري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات