أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد الحاج ابراهيم - كيف يتحرر اليسار من التهم الموجهة له














المزيد.....

كيف يتحرر اليسار من التهم الموجهة له


محمد الحاج ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1283 - 2005 / 8 / 11 - 11:44
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في كتابه أصول الفلسفة الماركسية يوضح جورج بوليتزر حجم الهجوم الإمبريالي الأخلاقي التقليدي على قوى اليسار في العالم كل حسب موضعه وبنيته المجتمعية، مفترضا إمكانية القضاء عليه حسب الاعتقاد الذي تم بناؤه على دراسات تفترض أن المرأة التي هي معيار الشرف في الوعي والعرف الشرقي عامة والعربي بشكل خاص،هذا الشرف الذي يمكن أن يُشكل استغلاله ضربة قاضية لليسار الملحد الكافر الإباحي حسب التوصيفة الإمبريالية له، الذي يثير المجتمع التقليدي ضده فيمنع تقدمه إن لم ينهيه، لكن الإمبريالية بفلاسفتها ومفكريها وسياسييها لم يتطرقوا للظلم الواقع على الفقراء في العالم والذي أسس للماركسية، ولم يُناقشوا بنية اليسار الفكرية والتاريخية الخارجة من رحم الصراع الطبقي الفاضح لانتهاكات الأقوياء لضعف لفقراء الاقتصادي والسياسي بكل المعاني حتى الأخلاقية التقليدية.
في الوسط العربي تم استثمار هذا الموضوع بشكل فوضوي، وتمت عملية تشهير ليست قليلة بالشباب اليساري، ساعد على ذلك أخطاء بعض الشباب غير المنتمين تم انخراطهم لتغطية إشكاليات تقليدية كانوا يعيشونها، مضافا له أخطاء البعض من شباب اليسار، وتم التشهير بهذه الشريحة المثقفة بغاية القضاء عليها الذي لم يتم بأسباب حمايتها من قبل شباب يساري مؤمن بقضاياه الوطنية والإنسانية، استطاع أن يحميها من هجمات أعوان وسماسرة الإمبريالية، وذلك بإمكانات نوعية ذات أفق سياسي واجتماعي ووطني واسع، تبين فيما بعد أن التوصيف المسلكي لم يكن خاص أو من ميزات اليسار بل هي بنية مجتمع يعاني من عقدة الجنس، وما أكثر مشاكله المكدسة في ملفات المحاكم الشرعية والمدنية والجنائية، وهذا محكوم به المجتمع من يساره إلى يمينه، والأكثر ابتلاء بهذه القضايا هو الأكثر تخلفا أو أكثر ضخامة عقدية، وعلى ذلك تجد حجم التحرشات والاعتداءات في الأوساط التقليدية أضعاف مضاعفه عن حجمها في الأوساط التقدمية، ذلك أن الردع في الأوساط التقدمية يؤدي إلى خروج العضو من الهيئة المنتمي لها نهائيا، فلا توجد توبة نصوح إذ أن السقوط هنا يعني النهاية والتبرئة منه، لأن المهمة هدفها بناء الإنسان والأسرة والمجتمع وتكريمها والمحافظة عليها بكل السبل.
لم تأت الصفات التي يلصقها البعض باليسار نتيجة الممارسات بقدر ما جاءت نتيجة الهجوم عليه، وتحميله صفات ليس له علاقة بها، إنما هي من إفرازات المجتمع بشكل عام، وإحدى أزمات الأوساط الثقافية و السياسية و الاقتصادية وما أكثر الأمثلة على ذلك،وهذه التهمة لم تكن من إنتاج الداخل بل خارجية بحتة، إذاً جاءت مُرتبة نتيجة الصراع العالمي بين الغرب الامبريالي والشرق الاشتراكي الذي تمثل بالاتحاد السوفييتي والكتلة الشرقية السابقين، والسبب في ذلك هو القطع على تشكل قوى رديفة للشرق الاشتراكي في بقاع العالم.
في مقالة للمرحوم الرفيق عبد الخالق محجوب حول نفس الموضوع، ذكر على سبيل المثال أن الحزب الشيوعي السوداني الذي ربى كوادره على احترام العادات والتقاليد بشكل دقيق، لم تُسجل حادثة واحدة لعضو قام بخلل أخلاقي تقليدي ،ومع ذلك كان يوجد في السودان تيار يحذر من الشيوعيين الملحدين والإباحيين، وذلك حسب ماورد للداخل السوداني من تهم جاهزة، استطاعت أن تلعب على الأخلاق العامة لمحاربة الشيوعيين،بينما حدثت حالات لأحزاب أخرى لم يُسميها، كانت حسب المعيار الأخلاقي العام للشرف في السودان تُشكل الفاجعة، ومع ذلك مرّت دون فضحها لأنه لم يتم اللعب عليها وعلى حكم المجتمع فيها،كون هذه الأحزاب لاتُشكل خطرا على الامبريالية العالمية في السودان كمركز،بينما كل حركة أو حزب تبنى الماركسية كان هدفا للشائعات بغاية لجم الحراك اليساري في العالم، والقضاء على حركات التحرر اليسارية التي تُشكل كل الخطر، والمؤهلة للثورة العالمية ضد الاستغلال لثقافة الشعوب واقتصادها وإنسانها.
بعد انهيار الاتحاد السوفييتي والكتلة الشرقية،لم يبقى هناك تحديات للغرب الامبريالي، فصارت هذه التهم جزء من ثقافة المجتمعات التقليدية الذي يقوم على محاربة اليسار في هذه المجتمعات على خلفية التشويه التي ساهمت بها ثقافة الالغاء التي شكّلت مكونا حقيقيا لاأخلاقيا بالتعامل مع الآخر، وتم استغلال هذه التهم لقطع الطريق على نشاطات اليسار الوطنية النبيلة التي لم يستطع غيره تقديم التضحيات أكثر منه، فصار المارق والتوفيقي والهزيل واللاوطني يحاول النيل منه لعبا على الوعي العام، وباعتقادي أن اليسار بقدر مايكون دقيقا بالتعامل مع التقليد والمراقبة والتربية الأخلاقية التقليدية والأصيلة سيقطع الطريق على هؤلاء وسيجرهم للهم العام الوطني، فيعلمهم مالا تعلموه في أوساطهم وأحزابهم وحركاتهم بكل أشكالها، ويثبت للتاريخ أنه وُجد من أجل العالم ومكانة الانسان فيه كوعي اجتماعي، هادفا إلى تحقيق العدالة الانسانية دون ظلم لأحد أو على أحد.



#محمد_الحاج_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة بعد خمس سنوات من العلنيه
- التثاقف بين النصية والابداع- مهمة الشباب
- الحزب السياسي في دائرة الشلليه
- الطبقية بين الثابت والمتحول
- الحق -الدفاع عنه:هل هما نقيضان
- القضاء في النظم التسلطية
- الظرف الموضوعي شرط التغيير
- البعث القومي العربي بين الماضي والحاضر
- هل الماركسية عِشْقُ الماضي أم نقده؟
- لمكتب السياسي – رياض الترك - ثروتان للاستمرار
- ما الذي يتوخاه المواطن السوري من مؤتمر البعث
- الحزب السياسي والمجتمع الماقبل وطني
- الأخلاقية العبثية لقانون الطوارئ
- سوريا أمام التحديات هل تصمد… أم؟؟؟؟
- مرض المعارضين المزمن
- إلى الطيب التيزيني..{{مصياف وردة سورية
- ضرورة قانون الأحزاب
- موت القاتل
- مُرتكزات الطائفيّة المُعاصره
- الحروب الطائفية القادمة


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد الحاج ابراهيم - كيف يتحرر اليسار من التهم الموجهة له