أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي رمضان فاضل علي - صراع الافكار














المزيد.....

صراع الافكار


علي رمضان فاضل علي

الحوار المتمدن-العدد: 4547 - 2014 / 8 / 18 - 02:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صراع الأفكار
في نهايات القرن التاسع عشر بزغت فكرة القومية Nationalism) ) في أوربا وكان مفادها أن هناك مقومات إذا توفرت في جماعة بشرية استطاعوا أن يكونوا ( قوم واحد ) امة واحدة وهذه المقومات هي : اللغة , والتاريخ المشترك , والعرق , والإرادة الشعبية . آمن بهذه الفكرة الكثير من الدول الأوربية وتعصبوا لها وادي تعصيهم إلي طرد اليهود وتشريدهم, ونفيهم خارج البلاد. وبزغت فكرة مضادة لها هي فكرة أحباء صهيون( الصهيونية Zionism ) والعودة لأرض الميعاد وكان الأساس الذي قامت علية فكرة الصهيونية هو : طالما أن لكل جنس قومية ووطن فلماذا لا يكون لليهود وطن بدلاً من التشرد والشتات . لم يستقر رأي اليهود علي بلد يعيشون فيها وكان هناك الكثير من الخيارات منها : الأرجنتين , وغانا , وسيناء وفلسطين . استقر رأي اليهود علي فلسطين لأن هناك عامل أساسي سوف يجذب اليهود لفلسطين هذا العامل يكمن في تاريخ اليهود علي تلك الأرض, فهي ارض الميعاد , والأرض التي مشي عليها أنبيائهم. وانعقد المؤتمر الصهيوني الأول في عام 1898 في بازل بسويسرا وحضر هذا المؤتمر مؤسس الصهيونية تيودور هرتز .وكان من أهداف هذا المؤتمر استقرار رأي الجميع علي اختيار فلسطين , وتأسيس الجمعية اليهودية لشراء الأراضي ومساعدة المهاجرين من اليهود الذين يرغبون في الذهاب لفلسطين وتقديم كافة المساعدات لهم . استطاعت الصهيونيين تأسيس دولة إسرائيل في عام 1948 . كانت القومية من الأفكار العابرة للقارات فلم تقف عند البلاد الأوربية ولكنها تعدتها, وتأثر بها الطلاب العرب الذين كانوا يدرسون في أوربا في هذا الوقت وتشبثوا بها ودعوا إليها وخصوصاً الطلاب المسيحيين من لبنان وسوريا . وعندما رأي الخليفة العثماني السلطان عبد الحميد أن هذه الفكرة سوف تقضي علي الخلافة العثمانية استطاع تجنيد السيد جمال الدين الأفغاني ومدة بكل ما يلزمه من مال من اجل الذهاب لمصر والدعوة إلي التمسك بالخلافة العثمانية ونبذ فكرة القومية... ونجح جمال الدين الأفغاني إلي حد بعيد في نقل أفكاره المعادية للقومية, وتأثر بأفكاره الشيخ محمد عبدو وغيرة من المفكرين العرب في هذا الوقت ونادوا بالمطالبة بالخلافة العثمانية رغم كل المساوئ وكل الظلم الذي كانت تعانيه الدول العربية خصوصاً من الحكم العثمانية المركزي. ولكي تزيل بريطانيا الخلافة العثمانية استطاعت أن تمد أمراء الجزيرة العربية في هذا الوقت وتساعدهم حتى يتمكنوا من الانفصال عن الخلافة العثمانية والمطالبة بالاستقلال ونجح الشريف حسين في ذلك بمساعدة الضابط الانجليزي لورانس في ا لانفصال عن الخلافة وكسر شوكة الخليفة العثماني و نجح مصطفي كمال أن يلغي الخلافة العثمانية وان يؤسس الدولة التركية علي أسس العلمانية والقومية الطورانية . أصبحت القومية من الأفكار المؤثرة وتأسس تيار من المفكرين العرب المنادين بالقومية العربية وكان صوتهم مسموعاً , وتأثيرهم قوي للغاية . ولكن هذا التيار العروبي كان خطراً علي الدول الاستعمارية وخصوصاً بريطانيا العظمي في هذا الوقت . ولكي تتمكن بريطانيا من حصار فكرة القومية , وجعلها اقل تأثيراً حتى لا يتجمع العرب تحت راية واحدة شجعت حسن البنا ومنحته خمس مائة جنية إسترليني من اجل نشر أفكاره وتأسيس جماعته. كان البريطانيون يدركون أن فكرة الخلافة أصبحت خارج الزمان , وأنها سوف لا تقوم ( يعني أنها ليست سوي فكرة في الرؤوس فقط) وأصبح هناك صراع بين فكرة القومية العربية وبين أفكار الإسلام السياسي وتم اختبار القوميين العرب وتمكنوا من الوصول للحكم واثبتوا فشل زريع لأنهم تعاملوا مع الأقليات بعصبية بالغة وخصوصاً الأكراد في العراق وسوريا .. ومن أسباب فشلهم عدم وجود منهج لديهم قائم علي إجراءات فعلية وخطوات مدروس ولم يكن لديهم سوي أفكار هلامية بعيدة عن حل المشكلات الحياتية الواقعية للمواطنين. وبعد ثمانين سنة استطاع الإخوان المسلمين الوصل للحكم في مصر وكان فشلهم لا يقل عن فشل القوميين العرب لعدم وضوح منهجهم وتحويل أفكارهم إلي إجراءات وخطوات مدروسة ولذلك طردهم الشعب وأبعدهم بعد سنة واحدة ولم يتحمل فشلهم الذريع. وماتت فكرة القومية وفكرة الخلافة لأنهما فكرتان تلغيان الحدود , وتقومان علي أفكار وليست علي خطوات عملية وإجراءات يمكن تقييمها وتصويبها وأصبحنا نحن العرب في انتظار فكرة أكثر قدرة علي حل المشكلات الحياتية للمواطن العربي , فكرة تجمع شمل العرب وتوحدهم , وتحقق أحلامهم وتكون قائمة علي مبادئ واقعية وليست قائمة علي أسس دينية أو أخلاقية , لأن الإنسان لا يتخلي عن منفعته بالموعظة ,وان الواقع العالمي اليوم لا يعترف إلا بلغة واحدة وهي لغة المصلحة ....



#علي_رمضان_فاضل_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دوافع العنف والقتل عند دعاة الإسلام السياسي
- الطائفية والمذهبية في عالمنا العربي


المزيد.....




- بعد إعلان حالة التأهب القصوى.. لماذا تشعر اليابان بالقلق من ...
- -روتانا- تحذف أغنيتي شيرين الجديدتين من قناتها الجديدة على ي ...
- منطقة حدودية روسية ثانية تعلن حالة الطوارئ مع استمرار تقدم ا ...
- كييف تتحدث عن تقدم قواتها في كورسك وموسكو تعلن التصدي لها
- هاري كين يكشف عن هدفه الأبرز مع بايرن ميونيخ
- منتدى -الجيش - 2024-.. روسيا تكشف عن زورق انتحاري بحري جديد ...
- وزير تونسي سابق: غياب اتحاد مغاربي يفتح الباب للتدخلات الأجن ...
- أيتام غزة.. مصير مجهول بانتظار الآلاف
- سيناتور روسي يؤكد أن بايدن اعترف بتورط واشنطن في هجوم كورسك ...
- حصيلة جديدة لعدد المعاقين في صفوف القوات الإسرائيلية جراء حر ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي رمضان فاضل علي - صراع الافكار