أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - النيكروفيليا والفتاوى -ألمُختَلّة - .













المزيد.....

النيكروفيليا والفتاوى -ألمُختَلّة - .


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4545 - 2014 / 8 / 16 - 18:06
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


النيكروفيليا والفتاوى "ألمُختَلّة " .
يصل عدد "تشخيص حالات " ألخلل في الميل والسلوك الجنسي إلى أكثر من 500 خللا ، تم توثيقها في الكتب العلمية . وقد تعامل العلم والثقافة معها ، بإعتبارها حالات "مرضية " ، أو على الأقل غير طبيعية .
وقضية تعريف الطبيعي من غير الطبيعي ، قضية تُحددها الثقافة بشكل عام ، بما فيها البيئة الإجتماعية ، ومنظومة القيم في مُجتمع ما .
لذا شاهدنا ، على سبيل المثال لا الحصر ، بأن كتاب تصنيف الأمراض النفسية ،ال "دي –اس –ام " ، قد أخرج المثلية الجنسية من التصنيف المرضي ، " كخلل " نفسي ، إلى إعتبارها والتعامل معها على أنها ميل جنسي "طبيعي" ، تعود "جذوره " إلى كيمياء الدماغ . وقد يكون هذا هو السبب في إخراج المثلية الجنسية من "تصنيف الأمراض النفسية " ، بالإضافىة إلى حقائق أُخرى ، كعدم قابليتها " للعلاج "، ولنسبة إنتشارها المُرتفعة بين السكان ، وتبلغ نسبة الإنتشار ، وحسب التقديرات ، إلى ال- 10% من المجموعة السكانية .
لكن ، هناك خلل في الميل والسلوك الجنسي ، لا يُمكن " التعامل " معه ، على أنه خارج عن إرادة الفرد ، ولو كان كذلك ..!! فالبيدوفيليا (الميل الجنسي نحو الأطفال ) والزوؤفيليا وغيرها الكثير ، ما تزال في نظر الثقافة والعلم ، خللا تجب "مكافحته " أو مُعاقبة مُرتكبيه ، حتى عند عدم قُدرة "الضحية " على الشكوى .
وتأتي النيكروفيليا (مُمارسة الجنس مع الجُثث – الموتى ) ضمن هذه المجموعة ، ولو لم "تتأثر الضحية " ذاتها ..!! لكن الثقافة الإنسانية بشكل عام ، تنظر بإحترام وتقديس لجسد الميت ، ناهيك عن مشاعر العائلة والمُقربين من الميت ، والذين يمرون بحالة حزن وأسى شديدين على فقيدهم الغالي ، ذكرا كان أم أُنثى !! فالنيكروفيليا هي عدوان صارخ على مشاعر المجتمع ، الأهل وذوي القربى ،إضافة إلى أنها إعتداء على جسد الميت .
ولا أُخفيكم ، بأنني أحسستُ بالغضب والقرف لمُجرد التفكير ، فما بالكم بالكتابة في هذا الموضوع .
لكن ، وللنزاهة العلمية ، فإنني أكتبُ ، لأنني أعتقد بأن من قرأ النص الذي يتحدث عن إضطجاع النبي محمد في قبر زوجة عمه ، أبي طالب ، فاطمة بنت أسد ، والتي أعتبرها النبي محمد أُمه ، وبناء على الرواية قام بالإفتاء ، بأن نكاح "الميتة " جائز شرعا ، لم يقرأ النص كما هو بشكل "موضوعي " ، بل قرأه بميوله ، أهوائه وغرائزه .
ورغم أن من أفتى بجواز نكاح الوداع ، قد أعتمد على الأية : " الذين آمنوا و كانوا مسلمين ادخلوا الجنة أنتم و أزواجكم تحبرون " ، فإن أي قاريء للأية لا يستطيع أن يفهم منها بجواز نكاح الزوجة المتوفاة .
وأنا شخصيا ومثلي الملايين ، الذين نعتبرُ أنفُسنا مجيدين للغة العربية ، لم ولن يخطر لنا على بال ، أن نفهم مما ورد في الأية أو في الرواية ،على حد سواء ، ولو بشكل ضئيل جدا ، أن الحديث يدور حول الجنس على الإطلاق ...!!
إذن ، كيف "توصل " هؤلاء "العباقرة " إلى هذه النتيجة " المريضة ، المُعتلّة والمُختلة " ؟؟!!
أعتقد جازما ، بأنهم ، هم بذواتهم ، مُصابون بخلل في الميل أو السلوك الجنسي ، لذا يبحثون عن سند شرعي ، يُبررُ لهم سلوكهم ، ولكي لا يشعروا بأنهم شاذون في مُجتمع تأنف غالبيته المُطلقة من هكذا "ممارسات " ، فإنهم يستعينون بالسلاح الأقوى لإضفاء صبغة "الطبيعي " على سلوكهم ، وهو النبش في الكُتب القديمة ، فإذا وجدوا "مُختلا " قد فهم الأمور كما " يفهمون "، سارعوا بنشره على الملأ ، وطالبوا بإباحته شرعا وقانونا .
وتجد التكفيريين يسيرون على هذا المنوال في فتاويهم وسلوكهم ، فهم يستغلون جزئية ما ليبنوا عليها "جبالا" من مُمارسات القتل والتشريد . رغم رفض غالبية المُسلمين لسلوكهم وفهمهم للنصوص .
ففهم النصوص هو في المُحصلة ، فهم ذاتي فردي ، فمن يبحث عن التعددية لأنه يؤمن بها مثلا ، سيجد بأن النص الديني ، يدعو إلى حرية المُعتقد .
ومن يبحث عن إشباع ميله الجنسي غير السوي ، كالبيدوفيل والنكروفيل ، فسيجد في "متحف " التُراث من يُلبي له خلله الجنسي ، ويُضفي عليه شرعية دينية ..!!
وللتنويه ، فأنا لا أُدافعُ عن الإسلام ، بل أُدافع عن بُسطاء المُسلمين الذين يؤمنون بأن دينهم هو دين المحبة والسلام ، ويأتي "مُختل " ليقول لهم : " يجوز لكم نكاح الوداع شرعا " ..!! وغيرها الكثير من الفتاوى المجنونة ...



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم شنتون وألقاضي ألشرعي ..!!
- زووفيليا : ما لا يجوز في نكاح البهيمة ..!!
- الأزهر يتمترس بداعش : خلّي بالك من ميزو ..!!
- طليعة بلا أمل ..؟!
- ما بين الحُلم الطوباوي والحُلم الواقعي ..
- إضاءة على مقال الزميلة ليندا كبرييل : مُتلازمة ستوكهولم وأهد ...
- ألناسخ والمنسوخ وما بينهما ..
- ألرد الأريب على تساؤلات سامي لبيب...
- مكاسب ألحرب ..!!
- ألمشاعر وسياسة ألقوة ..!!
- تابوهات وطابوهات : حوار عن الحوار في الحوار ..!!
- بعد زوال حماس ..!!
- الألم النفسي : قراءة للحالة ألعربية الإنتحارية (3)
- ألحرب وألأخلاق
- الألم النفسي : قراءة للحالة ألعربية الإنتحارية (2)
- مردخاي كيدار : دكتور في -الإغتصاب -..!!
- داعش : الإستثناء عن -القاعدة - ..!!
- التنزيه لسياسات أليمين الإسرائيلي ..!!
- أنا فلسطيني شريف .. نقاش هاديء مع الزميل ماجد جمال الدين .
- حياة جدعون ليفي في خطر ..!!


المزيد.....




- رقصت بالعكاز.. تفاعل مع إصرار هبة الدري على مواصلة عرض مسرحي ...
- هل باتت فرنسا والجزائر على الطريق الصحيح لاستعادة دفء العلاق ...
- الجزائر تعلن إسقاط طائرة درون عسكرية اخترقت مجالها الجوي من ...
- من الواتساب إلى أرض الواقع.. مشاجرة بين المسؤولين العراقيين ...
- قفزة بين ناطحتي سحاب تحول ناج من زلزال تايلاند إلى بطل
- قراءة في تشكيلة الحكومة السورية الانتقالية : تحديات سياسية ...
- قناة i24 الإسرائيلية: ترامب يعتزم لقاء الشرع خلال زيارته للس ...
- إعلام أمريكي: دميترييف وويتكوف يلتقيان في البيت الأبيض
- الخارجية الألمانية تعلن إجلاء 19 مواطنا ألمانيا مع عائلاتهم ...
- الولايات المتحدة توسع قوائم عقوباتها ضد روسيا


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - النيكروفيليا والفتاوى -ألمُختَلّة - .