أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود جديد - المالكي يرفع الراية البيضاء ، ولكن ...















المزيد.....

المالكي يرفع الراية البيضاء ، ولكن ...


محمود جديد

الحوار المتمدن-العدد: 4545 - 2014 / 8 / 16 - 13:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المالكي يرفع الراية البيضاء ، ولكن ...
محمود جديد
بتاريخ 7 / 7 / 2014 كتبت مقالاً عن الأزمة في العراق واختتمته بما يلي : " إنّ الدروب كلّها حتى الآن تؤدّي إلى قطع الطريق على المالكي لاختياره كرئيس للحكومة العراقية ، ولكنّ سيناريو الإخراج قد يأتي شيعيّاً ، غير أنّ هذا الموضوع ستحدّده مجموعة من العوامل منها : موقف المرجعية في النجف ، ووحدة التحالف الوطني ( الشيعي ) ، ومدى تماسك كتلة " دولة القانون "نفسها أو الكتل الأخرى ، وما تبقّى من جيشه حوله مع تحقيق إنجازات ميدانية سريعة على الأرض أو إخفاقات جديدة .. وهذا ماستكشفه الأيام القادمة . "
وهاهي قد كشفته ، فالمرجعية في النجف اعتبرت بشكل غير مباشر أنّ مواصفات رئيس الوزراء المطلوب للمرحلة القادمة لا تنطبق على المالكي ، والتحالف الوطني يتمرّد ويرفض ولاية ثالثة له ، وأخرج رئيسه ( الجعفري ) الموضوع بدهاء ممزوج بالثأر على الرغم من ضعف مجموعته داخل التحالف ( ستة نواب فقط ) ، وفي الوقت نفسه فإنّ التمرّد والتصدّع وصلا إلى " كتلة القانون " ذاتها ، وخاصة بعد وضوح رأي المرجعية ، وتضافر العوامل الخارجية ضدّ خياره بما فيها إيران .. كما أنّ الجيش العراقي لم يحقّق إنجازات تسند الظهر وترفع الرأس ، بعد فضيحة الموصل وانتشار وباء داعش حتى وصل إلى أبواب بغداد وأربيل .. ولكنّ المالكي بقي يكابر ويعاند بانتظار قرار المحكمة العليا .. ويقيناً أنّه أدرك صعوبة موقفه ،وتمنّى في أعماقه أن يأتي قرار المحكمة لغير صالحه حتى ينقذه من هذالورطة ، وهكذا سُدًّت الأبواب والطرق في وجهه ، ووجد أنّ عناده ومكابرته ستقودانه إلى مزيد من الخسائر ، ولذلك لم يبقٓ-;- أمامه سوى رفع الراية البيضاء لالتقاط الأنفاس وانتظار الزمن وما يحمله من متاعب لبديله ، ولمّ شمل حزبه استعداداً لمفاجآت وتطورات المستقبل ..
- وعلى كلّ حال ، فقد جمع الموقف من المالكي الأضدّاد بمساندة ترشيح الدكتور حيدر العبادي من قبل الأنظمة في السعودية ، وإيران ، وتركيا ، وسورية ، وأمريكا ، وأوربا ،. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا : أليست هذه المواقف من ترشيح رئيس وزراء شكلاً من أشكال التدخّل في شؤون العراق الداخلية ؟ وهل كلّ ذلك محبّة بالعراق وحرصاً على مصلحته ؟ أم أنّ لكلّ منها أسبابه ودوافعه ؟... ألم يكن بالإمكان تجنيب العراق أزمة إضافية من خلال إعطاء الفرصة للمالكي كي يرشّح نفسه باعتباره يملك الكتلة الأكبر ثمّ إسقاطه داخل مجلس النواب العراقي بأصوات خصومه ومنتقديه داخل التحالف الوطني ( الشيعي ) ، وأصوات معارضيه من الكتل الأخرى وبدون لفّ ودوران وطبخات سياسية وتدخّلات خارجية ؟
وعموماً ، إذا نظرنا للأمر من الناحية المذهبية فلا فرق بين الإثنين ، لا بل قد يكون العبّادي أكثر شيعية من المالكي وأكثر مطواعية للمرجعية وإيران .. وإذا أخذنا بعين الاعتبار الموقف من حزب الله وسورية فلن يتغيّر من الأمر شيء ، وقد يكون العبادي مع حلفائه أكثر قرباً منهما ، ولا سيّما أنّه كان ممثّلا لحزب الدعوة في سورية ولبنان قبل الغزو الأمريكي للعراق .. ولكنّه يمتلك مواصفات أخرى قد تريحهم ، فقد حصل على الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية من بريطانيا ، وعمل كوزير في حكومة " بريمر " ، وربّما يُعتٓ-;-بٓ-;-ر أقلّ عناداً ومشاكسة وصلابة من المالكي ، فيسهل التعامل معه داخليّاً وخارجيّا .. وبمعنى آخر ، إذا تركنا الأخطاء التي ارتكبها المالكي في الداخل العراقي فالموقف منه تشخصن إلى حدّ كبير مع السعودية وتركيا وربّما مع البرازاني وغيرهم ، ويريدون بديلاً عنه سهل العريكة والاحتواء .. وحتى الأمريكيين لم ولن يغفروا له رفضه للشروط التي رغبوا بفرضها عند تنفيذ الاتفاقية الأمنية تتعلّق بحصانة القوات الأمريكية التي يمكن أن تتواجد في العراق ، أو توجّهه نحو الاتحاد الروسي للتسلّح، أو لموقفه من الملفّ السوري على الرغم من كلّ أوجه التعاون التي نفّذها للسياسة الأمريكية وإملاءاتها ... كما أنّ رحيل المالكي يُعتبٓ-;-ر ذريعة لتعديل السياسات والمواقف تجاه العراق من قبل أطراف عديدة أخرى ...
ولكنّ حظ العبادي قد يكون سيّئاً لأنّه سيرث تركة ثقيلة من المشاكل والمتاعب السياسية والاقتصادية والأمنية الملحّة وفي طليعتها مواجهة داعش ، ونجاحه وفشله لن يتوقّف على مؤهّلاته الشخصية بل على مدى التعاون معه داخليّاً وخارجيّاً ، وهذا ليس بمنتاول اليد ، وستبرز الكثير من الصعوبات والشروط التعجيزية والابتزاز من أطراف عديدة ..
ملاحظات واستنتاجات :
- بروز مدى هشاشة النظام العراقي وديمقراطيته وجيشه ، ومدى تأثير العوامل الخارجية عليه ...
- تبيّن أنّ قوة وصلابة " البشمركة" التي كان يتباهى مسعود البرازاني بها ، ويعتبرها بأنّها أقوى من الجيش العراقي قد سقطت في الامتحان ، وخيّبت الظنّ بها ...ممّا دفع الإدارة الأمريكية لكسر حاجز الصمت والانتظار حتى تؤدّي داعش مهمّتها المرسومة لها فأسرعت بإرسال طائراتها لنجدته .. باعتباره الحليف الموثوق رقم واحد في العراق ، والإيعاز للحكومة البريطانية بتقديم مشروع قرار في مجلس الأمن يقضي بتجريم داعش ومٓ-;-ن يساعدها ... وقد تستغل الإدارة الأمريكية توسّع داعش في كردستان كذريعة لتسليح البرازاني مباشرة ، وعلى حساب الصفقات المعقودة سابقاً مع الجيش العراقي والتي ماطلت في تنفيذها ..
- اتّضح دور المرجعية في النجف المتزايد في الحياة السياسية العراقية وتدحرجها باتجاه الوصول إلى ولاية الفقيه التي ترفضها نظريّاً وفقهيّاً ..
- أثبتت الحكومة الإيرانية براغماتية جليّة بتخلّيها عن دعم المالكي عندما أصبح حالة سياسية ميئوس منها .. وساعدها على ذلك وجود بدائل أخرى مناسبة ...
- تعاملت الإدارة الأمريكية مع الأزمة العراقية ببرودة أعصاب متعمّدة حتى تعطي الفرصة أكثر فأكثر لداعش وحلفائها لمزيد من القتل والتدمير ممّا يمهّد لها المناخ المناسب لتنفيذ حلقة جديدة تستهدف خلق كيانين إتحاديين إضافيين في العراق في هذه الفترة ، على أنّ تُستٓ-;-كمل الحلقة التالية بتجزئته إلى ثلاث دول مستقبلاً ..
وأخيراً ، نستطيع القول : لن يؤدّي إنهاء مهمّة المالكي ، وتكليف حيدر العبادي إلى حلّ سريع للأزمة العراقية لأنّها في جوهرها تتجاوز الأشخاص ، وهي نتاج إرث طويل من الأنظمة الديكتاتورية ، ومن تركة الاحتلال الأمريكي وبذور الشرّ التي غرسها في التربة العراقية ، وشرعنها دستورياً وقانونيّاً ، وما المحاصصة الطائفية الكريهة في الحكم إلّا إحدى إفرازاتها وتجلّياتها والتي تترسّخ مع الأسف يوماً بعد يوم .. وبالتالي ، لا مخرجاً حقيقيّا ومضموناً سوى بإجراء مصالحة شاملة ترتكز على أسس وطنية تؤدّي إلى تغيير الدستور ، والقوانين المنبثقة عنه ، وإحياء وترميم الأحزاب العلمانية والوطنية واليسارية ،، ثمّ إنشاء جبهة وطنية عريضة ، وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية حرّة ونزيهة ، وتشكيل حكومة تعبّر تعبيراً حقيقيّاً عن إرادة الشعب العراقي من الكفاءات السياسية والاقتصادية والعلمية بعيداً عن الحسابات الطائفية المدمّرة ...
في : 16 / 8 / 2014



#محمود_جديد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزّة : عدوان غادر ، ومقاومة من طراز جديد
- الصراع المسلّح في العراق وآفاقه المحتملة
- الأزمة العراقية وآفاق حلّها
- تقدير موقف للأزمة العراقية الراهنة وآفاق حلّها ( الحلقة الثا ...
- تقدير موقف للأزمة العراقية الراهنة وآفاق حلّها ( الحلقة الأو ...
- حقائق عن صلاح جديد - الحلقة الثانية -
- حقائق عن صلاح جديد
- العلاقات السعودية - الإيرانية إلى أين ؟
- صفقة حمص في الميزان
- سورية : محرقة ومغرقة حتى إشعار آخر
- أكاذيب ممزوجة بحقائق حول صلاح جديد / الحلقة 6 /
- أكاذيب وحقائق حول صلاح جديد / الحلقة الخامسة /
- أكاذيب وحقائق عن صلاح جديد / الحلقة الرابعة /
- أكاذيب وحقائق عن صلاح جديد / الحلقة الثالثة /
- أكاذيب وحقائق عن اللواء صلاح جديد / الحلقة الثانية /
- أكاذيب وحقائق عن الشهيد صلاح جديد
- - غزوة الأنفال - في كسب : الدوافع والآفاق .
-     - طبخة جنيف 2 لم تنضج بعد ، وقد تحرقها المقامرات  وكثرة ...
-            مؤتمر جنيڤ-;- 2 محطة للحلّ أم للتصعيد ؟ 
- اتفاق جنيڤ-;-2 شرّ لا بدّ منه ، ومحطّة لكشف النوايا وا ...


المزيد.....




- رقصت بالعكاز.. تفاعل مع إصرار هبة الدري على مواصلة عرض مسرحي ...
- هل باتت فرنسا والجزائر على الطريق الصحيح لاستعادة دفء العلاق ...
- الجزائر تعلن إسقاط طائرة درون عسكرية اخترقت مجالها الجوي من ...
- من الواتساب إلى أرض الواقع.. مشاجرة بين المسؤولين العراقيين ...
- قفزة بين ناطحتي سحاب تحول ناج من زلزال تايلاند إلى بطل
- قراءة في تشكيلة الحكومة السورية الانتقالية : تحديات سياسية ...
- قناة i24 الإسرائيلية: ترامب يعتزم لقاء الشرع خلال زيارته للس ...
- إعلام أمريكي: دميترييف وويتكوف يلتقيان في البيت الأبيض
- الخارجية الألمانية تعلن إجلاء 19 مواطنا ألمانيا مع عائلاتهم ...
- الولايات المتحدة توسع قوائم عقوباتها ضد روسيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود جديد - المالكي يرفع الراية البيضاء ، ولكن ...