أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام عبد الامير - قرآة في شخصية رئيس الوزراء الجديد















المزيد.....

قرآة في شخصية رئيس الوزراء الجديد


عصام عبد الامير

الحوار المتمدن-العدد: 4544 - 2014 / 8 / 15 - 16:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قرآة لشخصية رئيس الوزرء الجديد
أن البيئة بما تتضمن العائلة والمنطقة والمدرسة والمدينة والظروف التي تحيط بالزمان والمكان لأي شخص تمثل العوامل الرئيسية في بناء شخصية الانسان حيث هي التنشئة والتربية والتوجيه الذي يمنح الانسان كثير من الصفات ليس له ارادة في أختيارها وهنالك عوامل أخرى من وجهة نظري المتواضعة الا وهي العوامل الوراثية وان اختلف الناس حول ماهيتها ودورها في تشكل البناء النفسي للانسان
الذي يهمنا في هذه الدراسة هي العوامل الموضوعية لما لها من أثر بالغ في صياغة الشخصية الانسانية حيث كلنا نعلم أن لا أحد منا قد أختار دينه او مذهبه والعائلة والمنطقة التي تربى فيها وكل هذه تنعكس في بناء الانسان النفسي ومن ثم السلوكي وأهم من ذلك تكون لتلك العوامل دور في بناء الوعي ونمط التفكير
أن المعرفة وبالتالي الوعي الناشء عنها يمثل ثقب صغير نطل من خلاله على العالم الفسيح هذا الثقب في وسط أما أن يكون مرننا أو متصلدا فأذا كان مرننا أعطى الامكانية لهذا الثقب بالتوسع وبعلاقة طردية بمعنى كلما زادة مرونة الوسط أتسع الثقب حد الوصول الى أن كل المفاهيم والافكار التي سقينا أياها منذ الصغر بل حتى الهوية الدينية والطائفية وما يتصل بها من حقائق هي ليست مطلقة بل نسبية ولا تمثل كل الحقيقة بل هي جزأ منها لذلك ينفتح الانسان الذي يصل الى هذه القناعة على التأريخ والافكار والمعتقدات بل التراث الانساني بذهن حر غير مقيد وقلب محب لكل ما هو جميل يتناغم مع حريته وأنسانيته هذه التي يكتشف أنها الفضاء الاوسع والاشمل من كل الطوائف والقوميات
أما أذا كان الوسط الذي تحدثنا عنه صلدا وغير مرننا يبقى ثقب الوعي والادراك ضيقا بضيق الافكار والمعتقدات التي تلقاها الانسان منذ صغره وهذا مما يؤدي الى التعصب والانغلاق والكراهية للاخرين حد التكفير والقتل كما نشاهد في زمننا الحالي
أن الحد الفاصل ما بين الأنفتاح الكامل في الوعي الى درجة أن صاحبها لايرى أي حدود أو حواجز بينه وبين الاخرين مهما كانت أديانهم أو مذاهبهم أو قومياتهم بل يعتقد أنهم جزء منه وهو جزء منهم بألانسانية والطرف الاخر أقصد الانغلاق التام حد العزلة والتعصب الاعمى بين هذين الحدين توجد مساحة واسعة تمثل نسبية أدراكية وسلوكية وحسب الوسط ومرونته وأتساع ثقب الوعي والمعرفة الذي تحدثنا عنه
أن أولائك الذين يتحركون في المنطقة الوسطى ما بين الحدين يمتلكون القدرة على التعايش مع الاخرين مع احتفاظهم بمعتقداتهم الدينية والمذهبية والقومية وحسب النسبية التي ذكرناها قبل قليل وتتحول قضية حرب الوجود لدى اصحاب الانغلاق الى قضية حرب حدود أي نتعايش وألزم حدودي وتلزم حدودك ضمن الاحترام المتقابل بل يصل الحد الى البحث عن المشتركات والقواسم المشتركة لتعزيز الانفتاح وأزالة الحواجز
أن المعرفة التي تلقيناها منذ الصغرسواء من العائلة أو في المدرسة ضمن المناهج الدراسية وحسب قانون التناقض كانت مقترنة بالقيود فكل معلومة نتلقاها وأن كانت تقربنا الى المعرفة يقترن بها قفل يغلق حيز من أفاق الفكر وكل درس نتعلمه يرسم لنا دائرة في فراغ الوعي في نفس الوقت يقيد بها رحابة الدماغ وأمتداده الامتناهي حتى تتحول هذه القيود والدوائر المتراكمة الى جدار كبير يفصل ما بيننا وما بين الحقيقة
نأتي وبعد هذه المقدمة لتحليل شخصية رئيس الوزراء الجديد وفي ضوء ما يمكن أن نسميه جدول الوعي الذي ذكرناه أن الدكتور حيدر العبادي لا يمكن أن يصنف على أصحاب الوعي المنفتح الكامل وذلك للأسباب التالية أولا هو أبن عائلة شيعية محافظة قدمت ضحيتين هما أخوين لدكتور العبادي تم أعدامهما زمن النظام الدكتاتوري البائد على خلفية أنتمائهما لحزب الدعوة ثانيا أن منطقة الكرادة وهي مسقط رأس العبادي معروفة بطبيعة انتمائها الشيعي المحافظ حيث الحسينيات ومرقد سيد أدريس وفي هذه المنطقة كانت تقام فيها مجالس العزاء ومراسيم عاشوراء في الخمسينات والستينات بشكل متميز وواضح ثالثا أن السيد العبادي هو أحد الاعضاء القياديين في حزب الدعوة وهوحزب أسلامي سياسي شيعي أن لم نقل طائفي فقضيته الاساسية هي ليس الوطن أو قضية دفاع عن الطبقات المحرومة من الشعب وأنما قضيته تتعلق بالبعد التأريخي لحقوق الشيعة وعلى هذه الاسس لايمكن لمثل هكذا شخص أن يخرج من دائرة التنشئة ومجمل الظروف الخارجية التي أحاطت به ربما سائل يسئل كيف تم للجواهري أو محمد صالح بحر العلوم أن يخرجون من الشرنقة الدينية ويلقون بالعمائم وهم أبناء البيئة ذاتها بل أشد من التي تربى فيها حيدر العبادي نحن نجيب أن هذه الحالات النادرة والفريدة لها عوامل وخصوصية لا مجال لبحثها في هذا المقال البسيط
يبقى أن يصنف الدكتور حيدر العبادي أما من أصحاب الوعي المنغلق الكامل أو من الذين يتحركون على الهامش ولديهم القدرة على التعايش والانفتاح النسبي مع الاخرين أنا من وجهة نظري المتواضعة أن العبادي يمكن أعتباره من الصنف الثاني أي المنفتح نسبيا وأرجو أن لا يكون هذا التحليل أماني وتمنيات وهمية لاعلل النفس بالأمل لخروج شعبنا من المصيبة بل الكارثة التي هو فيها
أن هذا التشخيص له أسبابه وهي أولا أن العبادي هو أبن بغداد مع أحتراماتي للأبناء المحافظات وأنا منهم ولكن أبن بغداد المدينة والعاصمة حيث الحداثة والتمدن وتعدد الطوائف والاديان كل هذا يساعد على الانفتاح والتعايش ويقلل التعصب والانغلاق ثانيا هو أبن الكرادة حيث كان يقطنها وبشكل كبير الطائفة المسيحية هنا التسامح والحضارة والمودة ما بين الاديان ثالثا حسب السيرة الذاتية للدكتور حيدر يذكر أنه كان رياضيا وكابتن فريق لكرة القدم وهذا لابد أن يمنحه شيء من الروح الرياضية التي تتقبل الفوز والخسارة برحابة صدر رابعا أنه حاصل على شهادة الدكتوراه في الألكترونيات من جامعة مانشستر ولا بد من الشخص الذي يحصل على هكذا مؤهل أن تترك الحصيلة العلمية الاثر الايجابي في نمط تفكيره ووعيه خامسا لقد كان السيد العبادي يعيش في لندن عاصمة الديمقراطية والتحضر هذا وبشكل مؤكد له أنعكاسات وهوامش لا بد أن تظهر في سلوكه ووعيه
هنالك نقطة أضافة الى العوامل التي ذكرناها أن المتتبع الى لقاءات السيد العبادي في الندوات والمناقشات التي تظهر على الفضائيات ومن خلال تردده وتلكؤه أحيانا وبالنظر الى تعابير وجهه يجد المتتبع أن السيد حيدر العبادي غير صارم في طرح وجهة نظره هذا مما يدل على عدم قناعته الكاملة بالوجهة الطائفية التي يدافع عنها كذلك هنالك ضمير لا يزال حي في داخل هذا الرجل نأمل أن يكون عند حسن ظننا ويؤدي دور على الاقل في نقل العراق من مرحلة الاحتقان والاقتتال الطائفي الى مرحلة التعايش والسلم الاهلي



#عصام_عبد_الامير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقييون ينتظرون المنقذ من السماء
- النموذج العراقي في الديمقراطية والكارثة
- متى نتعلم الحكمة
- أني أتعاطف مع أيهود أولمرت
- هل يستحق العراق قائد أفضل من المالكي ج3
- هل يستحق العراق قائد أفضل من المالكي ج2
- هل يستحق العراق قائد أفضل من المالكي ج1
- قصتي مع الأنتخابات العراقية
- نداء الى موقع الحوار المتمدن المحترم
- الديمقراطية تعني أن الأسبقية لمن في الساحة
- الأحساس المفقود
- الذاكرة والوعي الجمعي في العراق الجزء ألأول
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الأخير
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء العشرين
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء التاسع عشر
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الثامن عشر
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء السابع عشر
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء السادس عشر
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الخامس عشر
- أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الرابع عشر


المزيد.....




- كيف يؤثر اسمك على شخصيتك؟
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل حاخام في الإمارات
- حائزون على نوبل للآداب يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب بوع ...
- البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسان ...
- أكسيوس: ترامب يوشك أن يصبح المفاوض الرئيسي لحرب غزة
- مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بقصف قوات النظام لريف إدلب
- أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنساني ...
- تحقيق لأسوشيتد برس: حملة قمع إسرائيلية ضد الفلسطينيين المقيم ...
- خبير فرنسي: هذه هي الإدارة الأكثر معاداة للفلسطينيين في التا ...
- واشنطن بوست: معاد للإسلام يعود للبيت الأبيض


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام عبد الامير - قرآة في شخصية رئيس الوزراء الجديد