عدنان حاتم السعدي
ناشط مدني
(Adnan Hatem Alsaadi)
الحوار المتمدن-العدد: 4544 - 2014 / 8 / 15 - 07:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليلة تحتمل التأويل !
ليلة 14/15- آب ، ليلة ( مُش هنمشي ..هوَ هيمْشي ) ، تراجعَ نموذج الزعيم الأوحد والقائد الضرورة ، اللية انقلبت الأمور رأساً على عقب ، فسلطة السيد نوري المالكي التي كانت تبدو ( قوية ) ومتماسكة قد تداعت من فرط ضعفها ، الليلة ورغم كم الاهوال والكوارث الإنسانية السائدة في العراق ، فسحة من أمل للمواطن العراقي والعراق بيوم اخر اكثر وضوحاً ، بذات الوقت هي فسحة للسيد حيدر العبادي ، ان يعي بأن العراق كان اكبر وسيبقى اكبر من الجميع ، الفرصة والوقت سانح للسيد حيدر العبادي ، أن يرتب اوراقه وطنيا ً ، ويكون اسير برنامج وطني عراقي ، وتشكيل خارطة السلطة على أسس وقيم وطنية عراقية جديدة ، وليس اسير رغبات طائفية - عرقية او حزبية ضيقة كما ارادها السيد المالكي في خطبة ( الوداع ) من فرض شروط ورغبة بأن يكون (مرجعا ) و (وصيا ) سياسياً يستشار بالصغيرة والكبيرة ، وهو امر جائر ومفزع ! ، الاستحقاق عراقي بأمتياز ، وعلى السيد حيدر العبادي ان يستوعب المهام وطنياً .
تجاوز التركة الثقيلة التي خلفتها الفاشية البعثية والاحتلال الامريكي وسلطة السيد نوري المالكي من فوضى امنية وصراع اهلي ، وسنوات فشل مريرة قاسية وفساد مالي كبير وارهاب يومي وتهجير ونزوح جماعي واحتلال مدن وبلدات من قبل حثالات البعث الفاشي واجلاف دولة الخلافة ( داعش ) ، ليس بالمهمة الهينة والبسيطة كما كان يتصور ويدعي السيد نوري المالكي وطاقمه واعلامه الذليل ، مطلوب من السيد حيدر العبادي ، فهم وادراك علمي لأسباب الفشل اقتصاديا وسياسيأ وقضائياً و الأهم الأنكسارات الأمنية القاسية التي باتت مدخلاً جديداً وعودة ( مبررة ) للولايات المتحدة الامريكية ودول الجوار للتدخل في الشأن العراقي ولدواعي (إنسانية ) . على السيد حيدر العبادي أن لا يُهمل الاصوات الوطنية المخلصة التي استعجلت مضطرة وهي محقة بتقديم بما يعين من مشاريع للخروج بمسارات ومخارج حلول وتغيير جذري ينقلنا من (دولة السلطة ) الى ( سلطة الدولة ) وتشكيل حكومة وحدة وطنية نزيهه واثراءها بعقول وطنية شريفة نظيفة اليد مرنة ، تأخذ بعين الاعتبار تنوع المجتمع العراقي وتعقيدات الواقع العراقي امنيا وسياسيا واقتصاديا ، السلطة مسؤولية جسيمة يؤمل أن يستوعبها السيد حيدر العبادي وفريقه وكل الكتل والاحزاب السياسية ، فمن غير المسموح من الآن وصاعدا ً اعادة انتاج الاستبداد والفساد ، انه لامجال بعد الآن ان تدار الدولة العراقية من فرد او طائفة او عائلة ، ليس لاحد أن يتعامل مع العراق بوصفه مشروع خاص يحتكر السلطة والثروة .
التأريخ والمواطن العراقي سيظل يتذكر ويستحضر الليلة 14/15- آب وفعلها التراجيدي ورمزيتها ، الأمل ان يتعزز هذا المنحى ( مُش هنمشي ..هوَ هيمْشي )1 كلما كان ذلك ضرورياً .
عدنان حاتم السعدي
1-( مُش هنمشي ..هوَ هيمْشي ) شعار شباب ثورة مصر
#عدنان_حاتم_السعدي (هاشتاغ)
Adnan_Hatem_Alsaadi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟