أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر أبو رصاع - كم اندلس ضائع نحتاج؟














المزيد.....

كم اندلس ضائع نحتاج؟


عمر أبو رصاع

الحوار المتمدن-العدد: 1282 - 2005 / 8 / 10 - 08:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في المشهد العراقي : عصر ملوك طوائف في أندلس ضائع جديد
كنا من الذين استبشروا خيرا بالعملية الانتخابية التي جرت في العرق بل وسعدنا بارتفاع نسبة الاقتراع أيما سعادة ، إلا أن ما تبع ذلك وخلفه من الأحداث إنما كان دليلا على ما نهجته أمريكا من ضروب التقسيم والشرذمة لهذا البلد العظيم وأهله فيسهل لها حكمها إذا ما انقسم أهلها شيعا.
وكان أول ما نهد إلينا من شواهد ذلك التقسيم الفج لشعب العراق على أسس طائفية وعرقية مما سمحت به سلطة الاحتلال وما رضيته لأهل بلادها من أحزاب طائفية وأخرى جهوية فحزب للشيعة وآخر للسنة وثالث ورابع للكرد وخامس للتركمان وهكذا دواليك ما عاد هناك عراق بل طوائف وشيع وأعراق ليس لها أبدا أن تنتج العراق الذي أملنا ، لتضيف بذلك إلى همومنا حول شكل الديموقراطية وضمانات نجاعتها في مستقبل أمتنا بعامة .
نتسأل هل تسمح أمريكا بأحزاب في أرضها على أسس عرقية كأن يقوم حزب أفريقي للسود مثلا أو حزب كثوليكي وآخر بروتستنتي ؟
وأصبحنا أمام شاهد الممارسة عندما بدأ تشكيل لجنة الدستور في اختيار أعضائها على أساس عكس التمثيل النسبي لجهاتهم وطوائفهم وأعراقهم فأي دستور إذا نرجو ، من هكذا طريقة في التمثيل وبالتالي التفكير ، أذكر يوما أن كان حديثنا مع أحد أساتذتنا في علم السياسة حول القانون الانتخابي المعدل لمجلس النواب في الأردن لتمرير معاهدة السلام يومها قال استاذنا :"غبي هو الحاكم الذي يزور الانتخابات إن بإمكانك دائما أن تضع القانون الانتخابي بالطريقة التي تضمن لك خروج الاكثرية النيابية التي تريد ونوعية النواب التي ترغب دون حاجة للتزوير"
وقس على ذلك دائما في قانون الاحزاب وفي التقسيمات الإدارية وغيرها .
هناك دساتير وقوانين تصاغ لتحقق أهافا عليا كما فعلت الثورة الفرنسية والأمريكية مثلا عندما جعلت الحرية والعلمانية من أقدس مبادئها رغم أن اليمين الماكارثي الجديد آخذ على عاتقه كما يبدو هدم هذه الأسس ، وهناك دساتير وقوانين تصاغ لتحقيق إرادات فرعية ومصالح نخبوية وجهوية وطائفية إلى آخر القائمة ، ولا ضير في أن يكون صندوق الإقراع فيصلا تمرر من خلاله إرادة تلك النخب على حساب الوطن ، كما كان يفعل السادات ولا زال غيره يفعلون عندما يعرض في الاستفتاء على التعديل الكثير من الامور الثانوية التي تتمسح بما يمس مشاعر الناس كالدين ولكنك لو دققت مليا لوجدت بينها جوهر الاستفتاء ومرامه المتمثل مثلا في تعزيز سلطة الرئيس .
إن أي حزب يقوم في البلاد على أساس جهوي أو ديني أو طائفي إنما هو حزب فئوي يمزق المجتمع ويستبعد شرائحا من الشعب عن أن تكون ممثلة فيه ، بل ويعمل جهارا على حرمان من لا ينتسب لطائفته أو ديانته أو جهته من حقوقهم المشروعة من زاوية كونهم مواطنون ابتداء في هذه الدولة .
لا تريد أمريكا تمزيق العراق جغرافيا قد يكون هذا صحيحا على الأقل في الأمد المنظور لكنها تعمد والشواهد كثر على صحة ذلك إلى تمزيق شعبه وتحرص على ذلك ايما حرص وتعض عليه بالنواجز مذ دخلت وحرست وزارة النفط وأخلت البلد من كل رجل أمن حتى تصبح مسرحا للنهب والسلب والتدمير والأهم عمليات الانتقام وغسل الدم بالدم ، ثم هي تلك تؤسس لنظام الجمعية الوطنية بأحزاب كما قلنا لا تمثل في أغلبها الأعم نسيجا عراقيا وإنما نسيجا جهويا وعرقيا وطائفيا ، وعلها إذ تفعل تضمن عراق الطوائف والأعراق المشرذم أبدا المستجيرة اشلاؤه ببلاط روما العصر تستميله وتستعطفه في نزاعها وتنافسها ومتى كان ذلك حالهم ضرب بعضهم ببعضا وكان الضعف والتشرذم حالهم لا وحدة وطنية ترص صفوفهم ولا أمة أو وطنا أكبر يفزعون إليه بل ولا ايديولوجيا أو فكر ينهجوهه غير العصبيات فيسهل حكمهم وسياسة أمرهم وعلينا نحن أن نصفق لأمريكا أو روما الجديدة وهي تدخلنا عصر ملوك طوائف في أندلس ضائع جديد.



#عمر_أبو_رصاع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نتجه نحو دولة ديموقراطية لكنها شمولية قمعية ؟
- إغتيال الحريري والإنسحاب السوري
- حتى يرجع اللحن عراقيا
- مزابل التاريخ تنتظركم
- هذا ماقاله لي سعد زغلول
- أنا الحلاج يا وطني
- دمشق
- الفكرة القومية _ 4
- الفكرة القومية -رد لا بد منه- –3
- الفكرة القومية -2-
- الفكرة القومية-1-
- اضاءة على النزعة الرمزية و التأريخ الاجتماعي في أدب نجيب محف ...
- د.ابتهال يونس امرأة تدفع ثمن باهضاً لأنها زوجة مفكر عربي!
- اهداءإلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- الشعب هو المعلم (2)(المشهد الفلسطيني)
- الشعب هو المعلم (1) المشهد العراقي
- ليس اختيار
- في نقد القراءة التراثية
- الذَّبحُ و الأرَبُ
- قراءة حول إشكالية النهضة في الخطاب المعاصر


المزيد.....




- استمع إلى ما قاله بايدن في أول تصريحات علنية له منذ ترك منصب ...
- شاهد.. متظاهرون يتعرضون للصعق أثناء جلسة حوارية للنائب مارغو ...
- الرئيس الإيطالي يخضع لعملية جراحية
- هل تعرقل قرارات ترامب خطة مكافحة تغير المناخ العالمية؟
- المساعدات تنفد في غزة وسط حصار مطبق وأزمة إنسانية متفاقمة
- فرنسا والجزائر.. علاقة يحكمها التوتر والأزمات المتلاحقة
- مفتاح جديد للسيطرة على ضغط الدم المرتفع
- الجيش الإسرائيلي يعلن مهاجمته بنية تحتية تابعة لـ-حزب الله- ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على المساعد الأبرز لقائد لواء غ ...
- الدفاعات الروسية تسقط 26 مسيرة أوكرانية غربي البلاد


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر أبو رصاع - كم اندلس ضائع نحتاج؟