|
موت الشعر في فلسفة هيجل
عادل عبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 4539 - 2014 / 8 / 10 - 09:47
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
1 -2 عادل عبدالله
( إن الفن يظل بالنسبة لنا شيء من الماضي من ناحية الهدف الأعلى المكرس له ، ومن هنا فإنه فقد في نظرنا كل ما كان له من حقيقة وحياة على نحو صحيح وفقد واقعه وضرورته الماضية وإحتل مكاناً هامشياً في تصورنا ) هيجل - فلسفة الجمال
( إن هيجل في فلسفة الجمال ، سهل بل ثرثار في بعض الأحيان ، إنه يمجد في هذا الكتاب الروحية التجريبية في صيغ تحمل كل ما ينبغي لطمأنة هواة الفن وغيرهم من المتذوقين المحتاجين لضمان ثرثرتهم )
فرانسوا شاتليه (ان هيجل قد قام بسجن الفن في مشرحة كيما يتمكن من تشريحه على نحو علمي، هو الآن شبيه بالفئران البيض تعيسة الحظ في مختبرات البيولوجيين وعلماء النفس، يشرّح الى أشياء ونتائج لا يفهمها، ربما الا العلماء الهيجليون مثل الروح والمطلق وغيرهما)
أ. نوكس
حين توصف فلسفة هيجل بأنها فلسفة كلية، فإن صفة الكلية هذه تعني بأحد معانيها ، حوار هيجل مع كل الفلاسفة السابقين عليه ، مثلما تعني في الوقت ذاته ، تضميناً وإختزالاً لكل طروحاتهم المهمة من وجهة نظرجدلية موحدة متماسكة تخترق المذهب كله ، بدءاً بأول ثلاثية تضم (الوجود والعدم والصيرورة) وإنتهاءاً بلحظة الفلسفة التي هي آخر لحظة في مذهبه وأول لحظة فيه أيضاً ، بإعتبار أن المذهب الهيجلي ، كلي ، دائري إذ يبدأ عند نقطة الوجود المنطقي الفارغ ،ينتهي عند النقطة ذاتها ، لكن بعد إمتلائه وتعيينه . من هنا كانت فلسفة الفن التي تشكل مع الدين والفلسفة دائرة الروح في المذهب وآخر مثلثاته الجدلية ، فلسفة كلية لمفهوم الفن – من وجهة نظر هيجل – هي الأخرى- بمعنى " أنها العمل الأول في تاريخ الثقافة الغربية الذي يقرن بين التأمل في الفاعلية الفنية في علاقاتها بالإنشاء التاريخي للإنسان بوجه عام ، وبين تعريف لمفهوم الجمال في تجلياته المختلفة وبين تاريخ عام للفن " (1) كما يقول شاتليه .
هذه المهمة المركبة التي يخصها فرانسوا شاتليه لفلسفة الجمال في مذهب هيجل ، تكتسب أهميتها الإستثنائية من كونها لا تنتج بمعزل عن مجمل البناء الهندسي لمذهب هيجل ، لا بوصفها مؤلفاً مستقلاً يحمل ترتيباً زمنياً ما بالنسبة إلى مؤلفات هيجل ولا بوصفها عملاً نظرياً مستقلاً في قيمته ومفهومه ، أو مقطوع الصلة بالمذهب أيضاً إنما هي حلقة من مسيرة كلية مسبوقة ومرتبطة معرفياً بما أدى اليها كغاية مؤقتة ، من جهة ومرتبطة أيضاً بما ستؤدي اليه وما سيليها من حلقات أخر ، لذا فإن ثغرة ما يمكن أن توجد في فلسفة الجمال الهيجلي لا تتحمل هذه الحلقة المصابة وزرها حسب إنما يتحمل البناء الهندسي بمجمله وضعها القلق وبدرجة أكثر وضوحاً ما سيلي هذه الحلقة من لحظات معرفية في المذهب . الأهم من هذا هو القول بأن فلسفة الجمال الهيجلي تنتمي بكامل تفاصيلها إلى دائرة الروح من المذهب أي إلى القسم الكلي الثالث منه بعد فلسفتي المنطق والطبيعة ، أما وجه الأهمية في ذلك القول فيمكن إجماله بالقول: أن هذا القسم هو قسم الثغرات والمناطق الرخوة في مذهب هيجل ، لا لأن القسمين الأوليين منها ( فلسفة المنطق والطبيعة ) أكثر تماسكاً وصحة في الإستنباطات الجدلية للمثلثات ، ولا لأن هذه الثلاثيات الصارمة تفقد حدتها وضرورتها الإستنباطية الحتمية في القسم في القسم الأخير كما يقول ( ولتر ستيس ) ، بل لأن هذا القسم هو قسم النتائج ، القسم الذي تعود فيه الروح إلى نفسها بعد أن خرجت منها كأفكار مجردة لتتحد بالطبيعة - من أجل أن تعود بعد هذا الاتحاد إلى نفسها – لتصبح وقائع عيانية نستطيع إدراكها بشكل أوضح ، متعرفين من خلال هذا الوضوح على صحة ومشروعية الإستنباط والتحقق معاً . إنه القسم الذي يبلغ المطلق عنده ذاته بالفعل بعد أن كان بالغاً إياها بالقوة ،وهو أخيراً القسم الذي يخص روح الإنسان ممثلة بأعلى أشكالها ، وتجلياتها ، (الفن ، الدين ، والفلسفة) . أقول : إن هذا القسم هو قسم الثغرات في فلسفة هيجل ، وما أود الإشارة اليه - هنا في بحث موجز كهذا - هو إحدى أهم المشكلات التي واجهت البناء النظري لفلسفة هيجل والتي يمكن إجمالها : بـ ( الإخضاع القسري للمعرفة والحياة بكل تفاصيلها الفردية المعاشة إلى سلطة العقل المطلقة من أجل إدراك الحق لذاته ) ! ( 2 ) . هكذا جعل هيجل الحياة كلها ، المعرفة والإنسان بكل داخليته موضوعاَ ومادة لموضوعية وسيطة مؤقتة تؤدي دورها المرسوم لها سلفاً في بلوغ الروح المطلق لغايته عبر تطوره من الوجود الذي يبدأ به مذهبه ، حتى اللحظة الأخيرة التي ينتهي هذا المذهب بها – لحظة الفلسفة – ولعلنا نجد في صيغة الإعتراض التي ساقها الفيلسوف الوجودي الكبير سورين كير كغارد ضد فلسفة هيجل ، عندما حاول أن يدحض بإسم مأساة الفرد ومعاناته الذاتية إنسان هيجل التدريجي المنطقي وكل ما كان يحسبه هيجل أفكاراً مجردة وإدراكاً آلياً للفكرة . ( 3 ) أقول لعلنا نجد في هذه الصيغة ما يصلح مدخلاً للخوض في تفاصيل هذا البحث وبلوغ غاياته ، حيث يؤكد هيجل وبشكل مستمر على وجود الوسائل ، غايات ، رغبات ، رغبات أفراد لابد من أن يقدموا تضحياتهم من أجل بلوغ الحق لذاته ، ولما كان الشعر أحد هذه الوسائل الوسيثطة المؤقتة التي يمر بها الروح المطلق ، توجب حسب ضرورات المذهب الهيجلي أن يؤدي دوره الوسيط ، ثم ينتهي ، ينحل ، يلغي ذاته من أجل مواصلة الحق لمسيرته ، يقول هيجل : هذه المجموعة الهائلة من الإرادات ، المصالح والأنشطة ، تشكل الأدوات والوسائل التي يستخدمها روح العالم لبلوغ هدفه ( 4 ) ، أي أنها لا تحمل أيما قيمة بذاتها ولذاتها ،إنما تتأتى كل قيمتها من دورها الوسيط في بلوغ الحق لذاته ، " إننا تنكامل أحياء في الكل الأكبر ومن ثم فالناحية الخاصة المعاشة من أية تجربة مأساوية ومن المعاناة التي تفضي إلى الموت ، هي ناحية يمتصها النظام الفلسفي كهدف مطلق نسبياً ينبغي ان يكون وسيطاً ومعبراً يقود إلى المطلق وهو المتعين الحقيقي الوحيد " ( 5 ) أردت من خلال هذه المقدمة التعريف بطبيعة الوجود الفردي في الكلية المنطقية الجدلية كي يتسنى لي الإنتقال بصورة صحيحة نحو الخطوة الأخرى في موضوعنا ، أعني مفهوم الشعر في فلسفة هيجل بإعتباره وسيطاً ، معبراً يؤدي مهمة محددة – خارج ذاته – ينبغي أن ينفي نفسه بعد إستنفادها ، وأحسب أن الإحاطة بهذه المهمة تستدعي أولاً التعرف على طبيعة وجود الشعر وأهميته في المذهب الجدلي لهيجل ، تحديداً في دائرة الروح من مذهبه .
عرض داخلي لمسيرة الفن في مذهب هيجل
لابد للفن في فلسفة هيجل الجدلية من أن يمر بمراحل كلية ثلاث تمثل مجمل مسيرته ، منذ ظهوره الأول في المرحلة الرمزية ، مروراً بالمرحلة الكلاسيكية الوسيطة ، وإنتهاءاً بالمرحلة الاخيرة التي يبلغ عندها الفن كماله وغايته والتي هي المرحلة الرومانتيكية ، حتى إذا بحثنا عن السبب الذي يبرر لهيجل مثل هذا التقسيم ويستند اليه وجدناه متحدداً تبعاً لمستوى العلاقة القائمة بين المضمون والشكل بإعتبارهذا الأخير المادة و الوسط الحسي الذي يتجسد فيه هذا المضمون المطلق . في الفن الرمزي – العمارة – ثمة إنفصال بين الشكل والمضمون ، غلبة جائرة للشكل على مضمونه الروحي ، في المرحلة الثانية الكلاسيكية – النحت – تقترب العلاقة بين الشكل والمضمون لتقيم نوعاً من التوازن بين بإتخاذها من الشكل الإنساني رمزاً للعقل الإنساني الكلي ، أما في المرحلة الثالثة – الرومانسية – والتي تشمل التقسيم الثلاثي ، الرسم ، الموسيقى والشعر ، فإن التناقض بين الشكل والمضمون لا يلبث أن يظهر مرة أخرى ، لكن في مستوىً أعلى روحياً من التناقض الأول ، فبعد أن كانت الغلبة للشكل على المضمون أصبحت العلاقة هنا تغلباً للمضمون على الشكل ، أي للروح على مقدار تجسدها الحسي . إذا كان ثمة إستنتاج حقيقي يمكن أن تقدمه لنا مسيرة الفن هذه فإنه يتلخص بالقول ، أن هذه المسيرة التاريخية لصيرورة الفن هي مسيرة التخلي التدريجي للروح / المضمون عن أشكاله المادية الحسية العالقة به كضرورة لتجسيده مرحلياً . فما كانه المضمون في البداية ، من حيث درجة تحققه الشكلي هو غير ما سيكونه في المرحلة الأخيرة من مسيرته ، أعني أن نمو المضمون وإقترابه من تحققه الكلي يتم ، يكون وينجز تبعاً لتخلصه المستمر من تجسيداته الحسية المتفاوتة في درجات تعينها ، وصولاً إلى تحققه الكلي الكامل الذي يبلغ فيه ذاته فيصبح المضمون نفسه شكلاً دونما أي إنفصال أو تجسد حسي يمكن أن يشوب هذا المضمون في تحققه ، كما سنرى ذلك عبر الشرح التفصيلي الضروري الآتي والمستمد من طروحات هيجل ذاتها . تنقسم فلسفة هيجل الجدلية المثالية المطلقة بشكل شامل إلى ثلاثة أقسام رئيسية كبرى هي : هي، المنطق، الطبيعة، والروح، الأخيرة التي هي وحدة ومركب الفلسفتين السابقتين والتي تنقسم بدورها الى ثلاثة أقسام رئيسية هي، الفن ،الدين، الفلسفة، اي المراحل التي يمر بها المطلق وتتجلى فيها الفردية الواحدة عينها، (جليلة سامية كما في الدين، او موضوعاً لتأمل حسي كما في الفن، أو تدرك كتصور عقلي خالص كما في الفلسفة) (6). بذا يكون الفن، أول شكل لظهور المطلق في هذه الدائرة الروحية، وهو التعبير الحسي عن الحقيقة المطلقة، أو هو الروح معبراً عنها بطريقة حسية، غير ان هذه الحسية او التعبير المادي/ الشكلي للمضمون الروحي، يتفاوت في درجة ظهوره وتجليه كما رأينا، حتى اذا أردنا تحديداً فلسفياً لهذه العلاقة بين المضمون والشكل، الروح والمادة، أمكن القول ان مسيرة الفن هذه، تبدأ بأكثر الفنون احتواءً على المادة – فن العمارة- وتنتهي بأقلها علاقة بها- أي بالشعر، اللحظة التي ينحل فيها الفن على ذاته، يلغي ذاته من أجل الانتقال والتحول الى لحظة أخرى، وضمن دائرة الروح ذاتها– هي لحظة الدين. أما السؤال عن سبب اختيار هيجل للحظة الشعر بالذات كحد أعلى وغاية قصوى يبلغ الفن عندها ذاته ثم ينحل عليها، فذلك ما يجيبنا عنه هيجل نفسه اذ يقول (ان الشعر هو اشارة الى مجمل الروح بأسرها، وهو مركب الفنون كلها بالاضافة الى ان الصوت الذي فيه – وهو الجانب الحسي الوحيد (والغريب) – هو ظل واشارة لشيء أكثر وأبعد من مجرد صوت، وانه اشارة لاختلافه عن المضمون الروحي الذي يريد التعبير عنه) (7).
الشعر بين موته الجدلي السامي واغتياله المنطقي الجائر واضح، ان النظام الفلسفي الهيجلي برمته، مبني على فكرة الجدل وصراع الأضداد، والجدل – الديالكتيك- بتوضيح عام موجز (8)، فكرة ما تسمى قضية، تقوم باخراج نقيضها من داخلها، لتعود بعد ذلك للاتحاد به في ما يسمى منطقياً بالمركب أو وحدة القضية ونقيضها. وهنا تجدر الاشارة الى ان هذا التحول، من الفكرة الى نقيضها، ثم الاتحاد به مرة أخرى ينبغي أن يتم تحت صرامة منطقية دقيقة تتضمن أمرين، أو شرطين لابد من توفرهما، الأول هو، أن الفكرة الجزئية الماثلة أمامنا، لابد لها من أن تبرز تناقضاتها من داخل ذاتها، أي ان تلغي نفسها بنفسها، بمعنى أن لا نكون نحن سواء أكنا افراداً أم انسانية بصفة عامة، من يجد مثل هذا التناقض داخل الفكرة ثم يفتش عن فكرة جديدة تحل هذا التناقض، بعبارة أخرى أن على الفكرة القديمة أن تستخرج هي بنفسها هذه الفكرة الجديدة من داخلها وأن يكون انتقالها موضوعياً وليس فعلاً ذاتياً حسب. أما الشرط الثاني فيتضمن ان تكون هذه المتناقضات ملغاة بشكل حتمي ولا يمكن ظهورها مرة أخرى في الفكرة الجديدة. السؤال هنا، هل استطاع الاستنباط الهيجلي في دائرة الروح، تحديداً في لحظة انتقال الشعر الى الدين ان يكون استنباطاً جدلياً منطقياً صارماً خالياً من التعسف ومشتملاً على نقطتي الاستنباط الجدلي السلم كما يفترض المنهج ذلك ام ان شييئاً آخراً مختلفاً عن ما تم الاتفاق عليه قد تم حدوثه في هذه الدائرة؟ لنصغ الى ما يقوله بهذا الصدد – أي صحة وشرعية الاستنباط في هذه الدائرة ثم وضعها القلق، واضح الاختلاف في مقدار اقناعه عن مجمل تماسك المنهج – عدد من كبار أساتذة الفلسفة ونقادها. أولاً: يقول ولتر ستيس (9)، ان الصرامة المنطقية للاستنباطات الجدلية والتي شاهدناها في جوانب المذهب السابقة، قد خفت حدتها في دائرة الفن بشكل ملحوظ – ورغم تأكيد هيجل على صحة استنباطاته المنطقية، يضيف ولتر ستيس معلقاً على ذلك- ان ليس في استطاعتنا ان نشعر بأن هذه الأقوال مقنعة أو لها ما يبررها، لأن الانتقالات في دائرة الروح كلها انتقالات ذاتية وليست موضوعية كما يفترض المنهج الجدلي ذلك. ثانياً: يقول كروتشه: ان كل شكل من أشكال الروح في فلسفة هيجل – هو مجرد سبيل مؤقت ومتناقض عن سبل ادراك المطلق.. ان النشاط الجمالي عند هيجل هو شكل من أشكال ادراك المطلق وهو أحد أشكال حل المسألة الفلسفية الكبرى. (10). ثالثاً: يقول فرانسو شاتليه (11) ان هيجل في فلسفة الجمال، سهل، بل ثرثار في بعض الاحيان، انه يمجد هذا الكتاب الروحية التجريبية في صيغ تحمل كل ما ينبغي لطمأنة هواة الفن وغيرهم من المتذوقين المحتاجين لضمان ثرثرتهم. أخيراً، يقول الدكتور ا.نوكس (12) ان الحياة لايمكن وضعها واختزالها في صيغة جدلية وان هيجل قد قام بسجن الفن في مشرحة كيما يتمكن من تشريحه على نحو علمي، هو الآن شبيه بالفئران البيض تعيسة الحظ في مختبرات البيولوجيين وعلماء النفس، يشرّح الى أشياء ونتائج لا يفهمها، ربما الا العلماء الهيجليون مثل الروح والمطلق وغيرهما) بعد هذا العرض النقدي لدائرة الروح في لحظات مرور المطلق بالفن، نصل بالتحديد الى اللحظة القلقة التي يقدم/ يستخدم هيجل فيها الشعر طريقاً لاكمال مذهبه وأحسب أن شكل التقديم هذا، اسلوبه وما يحيط به هو ما يحمل اللغز كله وما يجعل هيجل مصيباً أو مختلفاً في مذهبه خلال لحظات مرور الروح بالفن، أعني هل (قتل) هيغل الشعر اكراماً وضرورة لاكمال مذهبه؟ هل موّه هيجل الحقائق الموضوعية التي حملها مذهبه، مستحدثاً بذلك مبررات وحججاً جديدة مبتكرة تمكنه من رؤية الشعر محتضراً في لحظة لم يكن الشعر فيها على هذه الحقيقة التي تسمح بالاجهاز عليه كضرورة حتمية لأن يبلغ المذهب غايته؟ هل فعل ذلك حقاً وهو الذي يعرف ان هذا الأمر لايعني خطأ المذهب الجدلي في دائرة الفن حسب، بل اخفاقه أيضاً في ما يستتبع ذلك من اللحظات القادمة من مذهبه، اي لحظتي الدين والفلسفة، لأنهما مقامتان مرتبطتان بلحظة الفن بوصفه مقدمة لهما، واقعة منطقية مفترضة لاحياة ولا عيان فيها؟ أم ان الأمر قد جرى على خلاف ذلك؟ أعني ان الشعر قد (مات) ميتة طبيعية جدلية مشرفة أمتص خلالها لصالح مركب أعلى وفي حركة استنباطية منصفة كما يفترض المنهج الجدلي ذلك ويؤكد هيجل نفسه؟ هذا ما سنتعرف عليه في اسلوب موت/ قتل الشعر في دائرة الفن من أجل انتقاله الى دائرة اخرى من دوائر الروح هي الدين، لكن في الحلقة القادمة من بحثنا هذا . الهوامش:
(1) فرانسو شاتليه – هيجل- ص153- ترجمة جورج صدقني. (2-3) جان بول سارتر – نقد العقل الجدلي- ص17-18 ترجمة عبد المنعم الحنفي. (4) هيجل – محاضرات في فلسفة التاريخ – ص89- ترجمة د.امام عبد الفتاح امام. (5) سارتر – نقد العقل الجدلي –ص18- ترجمة عبد المنعم الحنفي.
(6) شاتليه ، ص 155. (7) وولتر ستيس – فلسفة هيجل- ص650 ترجمة امام عبد الفتاح الحنفي. (8) ينظر وولتر ستيس – المصدر نفسه- فقرة 126 وما بعدها. (9) المصدر نفسها ص659. (10) ينظر أ. نوكس –النظريات الجمالية- ص118 ترجمة الدكتور محمد شفيق شيا. (11) فرانسو شاتليه – هيجل- ص155- ترجمة جورج صدقني. (12) أ. نوكس النظريات الجمالية – ص124.
#عادل_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الموهبة الشعرية - بحث في أصولها و معناها
-
الكتابة بوصفها خلاصا من الكتابة - مقاربة شعرية لفهم (اختلاف)
...
-
هيجل - نيتشه الصراع على هيراقليطس
-
.زرادشت نيتشه - من الأخلاقي الأول الى اللا أخلاقي الأخير
-
شخصية هيراقليطس - من تحامل أرسطو الى تشويه النقاد العرب
-
المطلق الهيجلي - إنقاذ مفهوم الله من التصور الديني اليهودي و
...
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|