أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان جبران - كيف نقول Traffic Jam او פ-;-ק-;-ק-;- بالعربية














المزيد.....


كيف نقول Traffic Jam او פ-;-ק-;-ק-;- بالعربية


سليمان جبران

الحوار المتمدن-العدد: 4538 - 2014 / 8 / 9 - 20:34
المحور: الادب والفن
    


كيف نقول Traffic Jam او פ-;-ק-;-ק-;- بالعربية


طبعا هذا من مصطلحات الحياة المعاصرة. طبيعي إذن أن لا نجد له في العربية الكلاسيكيّة مصطلحا قديما مطابقا. هو مصطلح جديد جاءنا مع دخول السيّارات بأنواعها المختلفة حياتنا الحديثة. حركة الجمال في الصحراء الواسعة لا تولّد هذه الظاهرة! لا أعرف إذا كان الآباء في عهد الانتداب عرفوا هذه الظاهرة المروريّة حتى . لم تكد توجد السيّارات في حياة آبائنا يومذاك، فكيف تنشأ هذه الظاهرة فتسمَّى؟ حتّى السيّارة في اللغة الكلاسيكيّة كانت تعني القافلة، واستعمالها بمعناها الجديد كان استحداثا موفقا إلى أبعد الحدود. لذا لم يكن غريبا استيعابها في لغتنا المعاصرة، بحيث لا يفطن كثيرون اليوم إلى دلالتها في لغتنا القديمة.
في الإنجليزيّه يسمّون هذه الظاهرة المروريّة ترافك جام، كما هي في العنوان [ليس سهلا علينا إدخال الأحرف الإنجليزيّة في نصّ عربي. فقد لاقينا في كتابة العنوان أعلاه "عرق القربة"، بأسلوب الشدياق. لذا فنحن نرسم الكلمة الإنجليزيّة هنا بأحرف عربيّة، فالمعذرة]. الكلمة الأولى، ترافك، تعني حركة السير، أو حركة المرور، أو المشاة والعربات في الطريق أيضا. أبناء جيلي يذكرون، أظنّ، أنّ الناس عندنا كانوا يسمّون بوليس السير بهذا الاسم- ترافك - في زمن الانتداب. ذاك في الواقع هو اختصار لكلمتين- ترافك بوليس، أو ترافك كوبس بلغة الأميركان. يلاحظ أخيرا أن المصطلح الإنجليزي، ترافيك جام، استعاروه من مجال المأكولات. فالجام هو التطلي، أو المربّى بلغة بعضهم. وعليه شبّهوا هذه الظاهرة المروريّة بالتطلي "الملبّطة"!
في العبريّة، اسم هذه الظاهرة المروريّة، على ألسنة الناس هنا، اليهود والعرب أيضا- بكاك. هذه التسمية غير دقيقة، لأن البكاك معناها سدادة القنينة، أو الفلينة، وهذه لا تسمح بخروج الماء مطلقا. لذا يحاول "حرّاس" الفصاحة في العبريّة تسمية الظاهرة المذكورة، بعد فوات الأوان، غودش أو عومس. من يصغي إليهم وقد شاعت البكاك على الألسنة، بما فيها الألسنة العربيّة بيننا أيضا؟!
من ناحية أخرى، التسمية العبريّة أجمل وأدقّ من التسمية الإنجليزية. المصطلح مستمدّ من استعارة، أو تشبيه كبير، تشبّه فيه حركة السيّارات في الشارع بحركة أو سيلان الماء. فالسيّارات تجري، وتتوقّف، تسرع وتبطئ، تتدفّق و"تحقّن"، تماما كالماء الجاري في القنوات. ومن عاش طفولته مثلي، في قرية تتدفّق المياه من ساحتها في مركز القرية، ثمّ تجري في القناة (القناي في لهجتنا)، فتسقي حواكيرها كلّها- يدرك على الطبيعة مدى جمال وملاءمة تشبيه السيّارات على الشارع بالماء الجاري!
المرحوم إميل حبيبي سمّى البكاك في أحد مؤلّفاته، على ما أذكر، جلطة. تسمية جميلة، تشبيه أدبي، لكنّها ليست تسمية علميّة، فنجعلها المصطلح الدقيق الشائع في الكتابة الموضوعيّة، بعيدا عن الأدب والمجاز. لاحظوا مع ذلك أن التسمية هذه مستقاة أيضا من عالم السوائل والجريان!
بناء على كلّ ما تقدّم، يجدر بنا، في رأيي، اشتقاق التسمية العربيّة من عالم السوائل بالذات، دون أن تعني الانسداد تماما، كما في العبريّة. ثمّ أن تسمية هذه الطاهرة المروريّة اختناقا، أو عجقة، أو عجقة سير، غير مناسبة، لأنّها لا تشي بالتشبيه الجميل المذكور، ولا تفي بالغرض. الاختناق مصطلح مستقى من عالم التنفّس والصحّة، لا من عالم السوائل والجريان، والعجقة هي "فساد الترتيب والنظام، أو الازدحام والفوضى"، كما وردت في معجم الألفاظ العاميّة، للأستاذ أنيس فريحة. لا إشارة من قريب أو بعيد، في الاختناق أو العجقة، إلى تشبيه حركة السير بالماء أو السائل الجاري.
بناء على كلّ ما تقدّم، نقترح تسمية البكاك احتقانا أو تحقينة، أو أيّ مشتقّ آخر من الأحرف الثلاثة الأصليّة هذه، ح ق ن . شريطة أن يكون المشتقّ الجديد خفيفا على اللسان والأذن، لا معنى سابقا له في المعاجم أو على الألسنة.

[email protected]



#سليمان_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ...علمتَ شيئا وغابت عنك أشياءُ!
- حكاية الفيل والنملة
- الطريقة الأكيدة للقضاء على غزة العنيدة
- الأستاز!
- أشهر من الحمص؟!
- اسمعوا الحكيم!
- فإن تهدموا بالغدر داري..
- سليمان جبران: إنّا نغرق.. إنّا نغرقِ!!
- -بعيد استقلال بلادي-!
- -لحن الخلود المقدس- في غنى عن التغيير والتطوير!
- عناصر كلاسيكية في شعر المهجر*
- الصمت رصاص!
- -شبه نظريّة- للإيقاع وتطوّره في الشعر العربي
- تحوّلات الأب في شعر محمود درويش*
- إذا اتفقنا في الجوهر فلا بأس إذا اختلفنا في الأسلوب!
- كيف تصير، في هذه الأيام، أديبا مرموقا، وبأقلّ جهد!!
- كيف نقول -موتاج- في العربية؟!
- مدخل لدراسة الشعر الفلسطيني في إسرائيل 1948 1967 – (الحلقة 4 ...
- 3- مقاومة أم معارضة أم ماذا؟ (المقالة الثالثة)
- مدخل لدراسة الشعر الفلسطيني في إسرائيل 1948 1967 – القسم الث ...


المزيد.....




- أم كلثوم.. هل كانت من أقوى الأصوات في تاريخ الغناء؟
- بعد نصف قرن على رحيلها.. سحر أم كلثوم لايزال حيا!
- -دوغ مان- يهيمن على شباك التذاكر وفيلم ميل غيبسون يتراجع
- وسط مزاعم بالعنصرية وانتقادها للثقافة الإسلامية.. كارلا صوفي ...
- الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته ...
- شائعات عن طرد كاني ويست وبيانكا سينسوري من حفل غرامي!
- آداب المجالس.. كيف استقبل الخلفاء العباسيون ضيوفهم؟
- هل أجبرها على التعري كما ولدتها أمها أمام الكاميرات؟.. أوامر ...
- شباب كوبا يحتشدون في هافانا للاحتفال بثقافة الغرب المتوحش
- لندن تحتفي برأس السنة القمرية بعروض راقصة وموسيقية حاشدة


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان جبران - كيف نقول Traffic Jam او פ-;-ק-;-ק-;- بالعربية