جعفر المظفر
الحوار المتمدن-العدد: 4538 - 2014 / 8 / 9 - 17:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
طرفان أساسيان للأزمة الحالية التي يمر بها العراق, لو تخليا عن عقيدتهما ومواقفهما لوضعنا الخطوة الأولى على طريق الحل.
الطرف الأول هو داعش.. لكن المراهنة عليه لكي يقدم على ذلك هو تماما مثل الطلب من جزار أن يتخلى عن سكينه وهو ينحر الخراف.. طلب كهذا يمكن أن يتحقق لو لم يكن الجزار مؤمنا أن الذبح يجب أن يتم على الطريقة الإسلامية, وفي هذا هناك تفاعل جدلي بين السكين والجزار.
أما الطرف الثاني فهو التحالف الوطني الذي يعتمد عليه قرار تشكيل الوزارة والذي يحسبه البعض الخطوة الأولى على طريق الحل. لكن أطراف هذا الطرف ما زالوا يرفضون الخروج على عقيدة المحاصصة الطائفية كنظام سياسي يضمن إستمراره إستمرار هذا التحالف نفسه.
لو اعلن بعض أطراف هذا التحالف الرافضين للولاية الثالثة تحالفهما مع أطراف اخرى من خارج التحالف نفسه لخرجت هي من هذا المأزق الذي وضعت نفسها فيه ووضعت فيه العراق أيضا.
من جهة أخرى لو إتخذ دولة القانون أيضا نفس الخطوة لصار ممكنا ايضا حلحلة الأزمة.
على أن جماعة التحالف يريدوها حارة ومكسبة ورخيصة, والوضع لم يعد يسمح بذلك, فلا الطحين عاد متوفرا ولا التنور عاد شغالا, وربما هم يطلبون منا أن نأكل البسكويت بدلا من الخبز على طريقة المغفور لها ماري إنطوانيت.
الطلب من أحد الأطراف الرئيسة ترك التحالف الوطني وإقامة إئتلاف آخر عابر للطائفية هو مثل الطلب من شيخ مدمن شره على التدخين ترك السيكارة. هذا الشيخ المدمن يعتقد أن عمره الباقي بدون سيكارة هو موت بحد ذاته, والأفضل له ان يموت وبيده سيكارة بدلا من ان يموت ويده فارغة, فهو يعتقد أنه ميت في الحالتين.
بالنسبة لكثيرين, لا مشكلة هناك في موته مدخنا, غير ان المشكلة تتجلى في وجود غير المدخنين معه في غرفة صغيرة مغلقة, وهم باتوا يعرفون أن التدخين السلبي سوف يفضي بهم إلى الموت أيضا, أو يجعلهم عاجزين.
بين سكين داعش وسيكارة التحالف نحن ميتون ميتون..
أحدهما يميتنا ذبحا والثاني يميتنا إختناقا.
وقد تعددت الأسباب وظل الموت واحدا..
#جعفر_المظفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟