العقيدة والمعتقد والجدارة في التقديم

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)

الحوار المتمدن-العدد: 4538 - 2014 / 8 / 9 - 17:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

أساس الجدارة في ترتيب الاحترام للعقيدة والإيمان بها كونها قيمة جديرة بالأخذ طالما تتفاعل مع العقل من جهة ومع الحاجة الحسية من جهة أخرى , هذه الجدارة لها مناطات وصور تقديمية وتفضيلية على أساس مت تأت به من علاقات عقلية تمتد من ذهن صاحب العقيدة والتفكير إلى الإنسان وبمستويات مختلفة من الترتيب والتقدير , لكن القاعدة النهائية تعتمد على الغائية البعيدة من العقيدة والمعتقد ,الأساس لا بد أن يكون بعيدا وليس بظاهر ما تقول وفي وصف نتائج الإيمان , بل الأجدر هو ما تريده أصلا من الإنسان وكيف تصنعه وعلاقة هذا كله بالتوافق مع الطبيعة في بسط قانونها السيال .
حتى في الأعمال الفكرية من أدب وفن هناك ما يسمى الواقع الفكري الذي يتناوله المفكر الأديب والفنان مثلا من خلال السرد أو البناء اللفظي أو من خلال علاقة اللون والشكل في اللوحة الفنية , هذه العلاقة تفصح عن مبنى يصل بك إلى المعنى وقد يكون المبنى جميلا ورائعا ويشد الإنسان لقيم ولكن يبقى هذا الشكل ليس الأساس الأهم في العمل الفكري طالما أنه مقطوع من هدف أعمق هدف يتبلور مع كل جماليات وشكليات البناء الفكري وهو ماذا يمكن أن يساعد هذا العمل الفني أو الأدبي الإنسان كي يكون مؤهلا لفهم أكبر وأدق لإشكالية وجوده .
في مثل ما يستهدف الفكر تستهدف العقائد الإنسان فلا يمكن الفصل بين الفكر الإنساني بوجهه الخياري المتمثل مثلا بالأدب والفن والفلسفة وحتى الأيديولوجيات عن العقائد الدينية وحتى العقائد بمفهومها التنظيمي إلا كون الأخيرة فيها ألزام وألتزام , لا تختلف من حيث قيمة ما يجب أن تعطي ويأخذ وما تعطي للإنسان وما يأخذ منها , العقائد الدينية وإن أحتوت على مراسيم ورسوم شكلية وأنماط ملزمة من تعبدات ومستويات من الأنتماء لها قد يجد الإنسان فيها إطمئنان أو حلول روحية ولكن هذه النتيجة ليست هي الأهم والأجدر بالأخذ بقدر ما يمكن أن تعطي فهما متميزا للإنسان ودوره الوجودي وكيفية تفسير وتبرير الحياة .
هنا تتجلى المسألة الأهم في العقيدة والمعتقد الديني والروحي وهما من أكثر الأفكار المعرفية ألتصاقا بالإنسان , والحقيقة الأهم أن ما يمكن أن نعتبره عقيدة أو فكر هو نتيجة وعي الإنسان بها وترجمة هذا الوعي بأسلوبية مميزة أيضا , لذا فالعقيدة ليست دائما واحدة وهنا يمكننا أن نستبدل كلمة عقيدة بالمعتقد لأن المعتقد هو نتيجة القراءة وكيفية التعاطي مع العقيدة , لوعي هو العامل الوحيد الذي يفصل بينهما , لذا الأجدرية تتبلور في المعتقد في كيفية قراءة الإنسان للعقيدة بوعي وما هي الأثار البعيدة الحقيقية من ألتزام المعتقد .
يمكن أن تتوافق العقيدة والمعتقد أفتراضا طالما القراءة كانت صحيحة ومطابقة للهدف بشرط أمتلاك الوعي الكامل الوعي الذي يحيط بالعقيدة ويفهم كل خيوط الترابط بينها وبين الواقع المستهدف وهذا الوعي نادر الحدوث لأنه وعي كامل وتمامي , أما ما نزل عن هذا الحد بأي درجة نجد هناك نفس التفاوت بين العقيدة والمعتقد وبالتالي تتعد القراءات وتتعدد النتائج وننتهي إلى تعدد صور الهدف الأساسي من العقيدة بحسب القراءات لنصل في الأخر إلى ظهور ما يسمى بتشتيت العقيدة وانحرافها عن الخط الوصل بين العلة والغاية نتشهد ظهور العقائد المتعددة التي كل منها تدع أنها الممثل الوحيد , والأديان عموما عانت م هذه الإشكالية وخاصة الاديان الإبراهيمية .

#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات