|
على هامِش أحداث سنجار
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4535 - 2014 / 8 / 6 - 13:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من إفرازات سقوط " سنجار " و " زُمار " بيد عصابات داعش ، وإنسحاب قوات البيشمركة منهما في 3/8/2014 .. هو دخول ( وحدات حماية الشعب YPG ) على الخَط . ولِغَير الكُرد الذين رُبما لايعرفون مَنْ هي YPG ، فهي القوات التي تحمي وتُدافع عن الكانتونات الكردية في سوريا ، والتي دخلتْ في مواجهات شرسة طيلة الأشهُر العشرة الماضية ، ضد جبهة النصرة وداعش ، التي حاولتْ مِراراً السيطرة على الكانتونات ، لكنها فشلتْ في كُل مّرة . بعض قوات YPG كانتْ متواجدة منذ أشهُر في الجانب السوري القريب من منفذ ربيعة الحدودي .. وبعد سيطرة عصابات داعش على سنجار وزُمار وربيعة ، خلال الأيام الماضية .. سارعت YPG الى التقّدُم ودخلتْ في قتالٍ ضارٍ ضد داعش ، وإستطاعتْ تأمين الطريق بين العديد من القُرى وزُمار الواصل الى ربيعة ثم الى داخل سوريا ، وبالفعل فأن الكثير من العوائل الإيزيدية النازحة والهاربة من داعش ، دخلتْ الى سوريا ووصلتْ الى القرى الكردية القريبة . بل ان قوات YPG قاتلتْ في الأيام الأخيرة ولا تزال ، جنباً الى جنب البيشمركة ، في أنحاء زُمار وعلى مشارف سنجار ، وقّدمتْ لغاية مساء 5/4 ، ستة عشر شهيداً وعشرات الجرحى . قوات ال PKK ، هي قوات حزب العُمال الكُردستاني ، الشهير . وهي مُتمركزة في معظمها ، على جبال قنديل الوعِرة في أقليم كردستان . والمُلفِتْ أن قيادة ال PKK أعلنَتْ يوم أمس ، بأنها أرسلتْ قُوّةً للمُشارَكة في تحرير سنجار والمناطق الأخرى ، من يد عصابات داعش ، جنباً الى جنب البيشمركة وال YPG . ................................. 1- جبهة النصرة وداعش الإرهابيتان ، صنيعة غربية مشبوهة ، ودَور تُركيا في ذلك مركزي ، فتركيا تستخدمهما في الحرب ضد النظام السوري جُزئياً ، ورئيسياً ضد الكانتونات الكردية في سوريا المُدارة من قِبَل " حزب الإتحاد الديمقراطي " و ال YPG . 2- ال PKK و ال YPG ، علاقتهما وثيقة ، بل كأنهما فرعان لتنظيمٍ واحد . 3- علاقة الحزب الديمقراطي الكردستاني ، خلال السنوات الأخيرة ، توثقتْ مع تركيا ولا سيما مع حزب العدالة والتنمية ، وتحولتْ الى حدٍ ما الى علاقة إستراتيجية ، يلعب النفط والغاز والتجارة ، دوراً مهماً فيها . ومن إفرازات هذه العلاقة الوطيدة ، ان هنالك تقاطُعاً بين الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة البارزاني وحزب الإتحاد الديمقراطي السوري بقيادة صالح مُسلم . علماُ ان البارزاني حاول ان يُذيب الجليد في علاقة الحكومة التركية مع ال PKK ، ولعب دوراً في مساعي حل القضية الكردية هناك بالطرق السلمية والتفاوُض . لكن هذه العملية مُتعثرة حالياً . 4- الحدود بين أقليم كردستان العراق ، وكردستان سوريا ، وكذلك الحدود مع تُركيا ، خاضعة لِسُلطة ونفوذ الحزب الديمقراطي الكردستاني تحديداً . في حين ان الإتحاد الوطني الكردستاني بقيادة الطالباني ، يتوّدد لل PKK و ال YPG .. لا أعتقد بسبب حُبهِ لهما ، ولكن تنفيذاً لرغبة طهران ، ونكايةً بالحزب الديمقراطي ، ولأنه ( بعيد ) جغرافياً ، فلو كان هو المُسيطر على الحدود المشتركة مع سوريا ، فربما كان له نفس موقف الحزب الديمقراطي ! . 5- ال PKK و YPG ، في مناطق نفوذهما ، لايسمحان للأحزاب الأخرى ، العمل بحُرية او منافستهما بجدية . وبالمُقابِل وقبل ذلك ، فأن الحزب الديمقراطي والإتحاد الوطني ، يفعلان نفس الشئ في مناطقهما ، بدرجةٍ أو بأخرى . أي ان الصراع على السُلطة والنفوذ والمال ، مُحتَدِم بين هذه الأطراف . والدليل ، بأنهم جميعاً ، فشلوا في عقد ( المؤتمر القومي الكردي ) ، منذ سنتَين ولحد اليوم . 6- منظومة " البيشمركة " في أقليم كردستان ، وبعد مُمارسة الحزبَين الديمقراطي والإتحاد ، للسُلطة منذ 23 سنة لغاية اليوم ، أصابَتْها الشيخوخة المُبَكِرة ، وفُقدان الدافع والإفتقار الى روح التضحية والوطنية الحَقة . بسبب إنغماس القادةِ في الكسل والرفاهية والفساد .. الخ . بينما ان قوات ال PKK و YPG ( رغم التحفظات والمآخذ العديدة عليها ) ، وقياداتها الميدانية ، [ لم تتلّوث بعد ، بِمُمارسة السُلطة ] ، ولم تتنعم بالإمتيازات المادية الهائلة ، ولهذا لا تزال تحتفظ ، بجزءٍ مُهم من الروح الثورية ، والإستعداد للفداء . أعتقد ، ان ما جرى في سنجار ومحيطها قبلَ أيام ( مَهْما كانتْ الأسباب الظاهرية أوالمَخفِية لِما حَدَث ) ، فأنها دَقَتْ آخر مسمارٍ في نَعش " الإسلوب التقليدي القديم في الإدارةِ والحُكم " .. فالبيشمركة ، ليسوا أقل شجاعةً من ال PKK وال YPG بأي حالٍ من الأحوال .. لكن بيشمركة اليوم ، يفتقرون الى " الرومانسية الثورية " ، التي يتحلى بها الأخيرَين !. ....................................... الغالبية العُظمى من الكُرد ، وأنا منهم ، يرويدون ويتمنون ، ان يتوحد الكُرد وان تتكاتف جهودهم وان يُحارِبوا أعداءهم في جبهةٍ قوية واحدة .. أي بترجمة ذلك ، يعني : ان يستمِر ما يحصل خلال الأيام القليلة الماضية : أن تصطف قوات البيشمركة مع YPG و PKK ، في خندقٍ واحد ، لكسر شوكة عصابات داعش في سنجار وغيرها . ولكن .. ولكن لاأدري لماذا لستُ مُطمئناً كثيراُ لما يجري !! . أرى سكوت إيران وتُركيا ، مُريباً الى درجةٍ كبيرة .. وأرى صمت المالكي غريباً . أخشى من حدوث مفاجآت خلال الأيام القادمة . هل أنتمُ أيضاً تشعرون بعدم الإطمئنان ؟ عسى ان تكون هواجسي في غير مَحّلِها !.
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إقترابات ، مما حصلَ في سنجار
-
سنجار .. معركة الحضارةِ ضد الهَمَجِية
-
النازحين .. وأحفادي ، هُم السبب في كُل المشاكِل
-
الفرقُ بين ( الفَرض ) و ( السُنّة )
-
جيش المالكي يُدّمِر ( المّزَة ) !
-
مَخالِب حّادة .. وقفازات من حَرير
-
الجَورَب الذهَبي
-
أيُ عِيد ؟
-
الرئيس فُؤاد معصوم
-
الى متى الهروب من الإستحقاق ؟
-
إرحموا الطالباني ، ودعوهُ في سَلام
-
أُذْنان ولسانٌ واحد
-
بدون المسيحيين ، لايكون العراقُ جميلا
-
الكُرد وإسرائيل
-
هل علينا أن نَقلَق ؟
-
حقول نفط كركوك
-
حدود الدُوَل ليستْ ( مُقّدَسة )
-
لو كانَ الأمرُ بِيَدي
-
أقليم كردستان .. المَطالِب الشعبية والخَطَر الخارجي
-
دولة كردستان . خطوات على الطريق
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|