عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 4532 - 2014 / 8 / 3 - 20:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الثلاثاء الثاني ... انفراج أو مزيدا من الضياع
يعقد مجلس النواب العراقي جلسته يوم الثلاثاء القادم 5-8-2014 بعد عطلة العيد وأمامه كم هائل من التحديات المصيرية الناشئة عن أزمة أختيار وتكليف الكتلة الأكبر تشكيل الحكومة وأختيار نواب رئيس الجمهورية ومناقشة موضوع الميزانية الاتحادية وملف النازحين وملف الوضع الأمني الذي سيلقي بظلاله على المجتمعين , وهناك قضية أخطر يجري التعتيم والتكتم عليها وهي مسألة أعلان إقليم كردستان برغبته عن الانفصال وتقرير المصير وما أتخذ برلمان الإقليم من خطوات منها إنشاء مفوضية خاصة بذلك تعديا على الدستور الذي يدعون التمسك به .
ولكن الملاحظ أنه سيدخل المجتمعون قبة البرلمان وتراهم جمعا وقلوبهم شتى حتى داخل المكون الواحد مما يزيد من صعوبة إيجاد أرضية مشتركة تساهم في التغلب على المشاكل المحدقة بالبلد والتي تعصف بأركانه , إن عدم تقدير الخطر وعدم توافق السياسيين وتوحدهم في مواجهة القضايا المصيرية يعطي إشارات سلبية لكل المتربصين بالعراق وعلى رأسهم داعش والعصابات التكفيرية الإجرامية وتشجع على المزيد من التمادي في إجرامها ضد الشعب وأرض العراق .
لقد أنكشف الكثير من الأوراق التي كان يتحجج بها البعض من عدم التوافق والتآزر المطلوب وعدم وجود أرضية مشتركة تسمح للعمل الجماعي أن يأخذ مكانه الطبيعي في قيادة البلد ويتصرف البعض وداخل قبة البرلمان الذي هو بيت الشعب الحقيقي كأنه في ملعب خارجي وغير مرتبط بوحدة الوطن وعليه فهم يمارون ويزايدون ويناقصون من أجل مصالح ضيقة كل ارتباطاتها تدور في فلك لا وطني ولا أخلاقي وتحولوا من ممثلي للشعب إلى ممثلي قوى خارجية له أجندات وأهداف ورؤى ترتبط بمصالحها ومصالح قوى خارجية , أما الشعب الذي يعيش تحت وطأة الإهمال ونقص الخدمات ضعف الأداء الحكومي وانهيار للوضع الأمني وتحت ضائقة اقتصادية لا تجد لها حلول ومخارج فهؤلاء لا يهمهم قضية شعب ووطن بل جل ما يهمهم تجارة المصالح وتجارة الفساد الذي أنهك العراق داخليا وخارجيا .
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟