أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - هزيمة ما قبل الهزيمة














المزيد.....

هزيمة ما قبل الهزيمة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4532 - 2014 / 8 / 3 - 17:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هزيمة ما قبل الهزيمة
جعفر المظفر
نتفق مع الكثيرين أن داعش تحمل كثيراً من المساوئ والشرور، لكننا نختلف مع الكثيرين في طريقة تصريف هذه الرؤيا. بعضهم يكتفي بحدود وصف الحالة, وربما يزيد عليها بشتيمة من الوزن الثقيل ظانا انه بذلك أتى بالبسملة التي تشفي قلوب قوم مؤمنين ، رصيده في ذلك ان شتيمة العدو تحتل الجزء الأهم من ثقافتنا السياسية.
لا ضير, لأن الشتيمة لن تلف وترجع على صاحبها إذا ما إقترنت بحالة فعل إيجابي, أما بقاؤها في مساحتها فهي دليل, أما على العجز, وأما على الخداع, وحينما تكون في السلطة مسؤولا عن شعب ووطن, فإن بقاءك في مساحة العجز ستكون كافية لتدمير بلد بحاله, فكيف إذا دخل الخداع لتغطية العجز ورافقه في رحلة التدمير.
أما العجز الذي يبديه النظام السياسي الحالي, وخاصة حينما أصبح تحت رعاية مختار العصر, فواضح وجلي ولا سبيل لتجاوزه, لأنه بنيوي وكامن في صلب النظام نفسه, الذي وضع نفسه في صندوق فكره الطائفي المحاصصاتي المتخلف ثم ألقى بمفتاح ذلك الصندوق في البحر, ليخبرنا هو بنفسه أنه ما عادت هناك ثمة وسيلة لفتح الصندوق إلا بكسره. ويكفينا دليلا على هذا العجز البنيوي الهزيمة الساحقة لجيش النظام برغم كثرة اسلحته ورجالاته أمام ثلة من رجال داعش, وقد كانوا, كما قيل, بعدد لا يتجاوزالألفين.
ورغم كل ما قد يقوله البعض حول الوجود المؤثر لمقاتلي العشائر وبقية الفصائل المسلحة, وما ذكره المالكي حول وجود عملية تآمر وخداع, فإن ذلك لا يعتم على حقيقة ان القوة الأساسية كانت قوة داعشية, وأن هزيمة الجيش المذهلة لم تحققها داعش لأن الجيش الذي كان في مواجهتها كان مهزوما أصلا, فالجدار المتآكل والمنخورلن يكون بوسعه الصمود حتى ولو إتكأ طفل عليه.
لقد حاولوا إقناعنا أن الهزيمة الكارثية هي نتيجة للخداع والتآمر. وكالعادة كان ذلك جزء من عملية تهريب المشاكل, أما النظام بكل اشكال بؤسه, وأما قائد قواته المسلحة الذي أثبت أنه غير كفء حتى لوظيفة آمر على طوب ابو خزامة, فهو لا صلة له بالهزيمة.
ويقولون أن لدينا ديمقراطية ثم نلمس كم هي بائسة هذه الديمقراطية التي ليس بمقدورها أن تستدعي رجلا مسؤولا عن واحدة من أكبر الهزائم العسكرية في التاريخ لكي تسأله ولو مجرد سؤال عن اسباب تلك الهزيمة.
أما الهزيمة في نينوى فلم تكن قد حدثت يومها, وإنما كانت تجمعت عبر سنين من عمر النظام, فالعسكري ضابطا كان أم جنديا, غير مستعد للتضحية بنفسه من أجل الدولة اللادولة, حيث يغيب الإنتماء وتسقط النماذج ويهوى الوازع الأخلاقي. ويوم يكون هناك عدو لهذه الدولة على شاكلة داعش فإن الهزيمة حينها لن تكون مستغربة وإنما سيكون عدم حصولها هو المستغرب.
إن كل محاولة لتفسير الهزيمة الكبرى في الموصل على هدي نظرية المؤامرة ستكون سيفا بحدين. بإمكان المالكي وجماعته أن يفسروا اسباب الهزيمة على أساس أنها كانت عبارة عن مؤامرة نفذها الأخوان النُجَيْفيان بالتعاون مع البشمركة, ولا بأس ايضا من إضافة قطر لأن الوجبة دونها لن تكون شهية ومشبعة, لكن بإمكان الجهة الأخرى ان تتحدث عن وجود دور تآمري للمالكي هدفه تغليب هيمنة داعش على هذه المدينة وما يحيطها وذلك لتشويه سمعة الرافضين له ولحزبه ولنظامه السياسي, وكل ذلك كان أتى على هدي الإستفادة من دور بشار الأسد في تشويه سمعة الثورة ضده عن طريق –التعاون- مع هذا التظيم الإرهابي. ولعل ما يزيد هؤلاء ثقة بصحة إطروحاتهم أن المالكي كان عالج قضية الإعتصام وكأنه كان يخطط لإهداء المنطقة لداعش.
وربما أن الأمر لا يخلو من شيء من هذا وشيء من ذاك, غير أن على اصحاب نظرية المؤامرة أن يُطعموا حديثهم بكلام يتعرض للسياسات والمناهج التي ادت بمجملها إلى إضعاف العراق وجعله مهزوما قبل الهزيمة.
وعليهم ان يعلموا ان الجدار المخنور هو آيل للإنهيار لمجرد أن يتكأ طفل عليه.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حرب العراق ضد داعش.. هل العراق بحاجة إلى اسلحة متطورة
- خطبة الوداع
- الطبعة العراقية لنظرية المؤامرة
- فؤاد معصوم رئيسا لدولة فاقدة العصمة
- الشيعة والسنة والكورد وحوار حول قدسية الجغرافيا وقدسية الإنس ...
- المكونات والأقليات
- 14 تموز .. ثقافة جلد الذات
- لعلي حينما أعشق
- حينما يكون عدو عدوي .. عدوي
- كركوك, هل ستكون كويت البارزاني
- الدولة الكردية وقضية الثابت والمتغير في الموقف التركي
- الأحزاب الإسلاموية وقضية الوطن العراقي الواحد
- دشاديش البيشمركة
- داعشيون وإن لم ينتموا
- في الحرب ضد داعش والفتوى الأخيرة
- وهل ستسلح أمريكا جيشا يسلم أسلحته لعدوه
- مرة ثانية .. الصفر التاريخي
- خوزية موخيكا
- الصفر التاريخي
- إسعف فمي .. قصة قصيدة, وبعض قصة عن شاعرها العظيم وعنا


المزيد.....




- أوكرانيا تعلن إسقاط 50 طائرة مسيرة من أصل 73 أطلقتها روسيا ل ...
- الجيش اللبناني يعلن مقتل جندي في هجوم إسرائيلي على موقع عسكر ...
- الحرب في يومها الـ415: إسرائيل تكثف هجماتها على لبنان وغزة ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام تسفي كوغان في الإمارات ب ...
- اتفاق الـ300 مليار للمناخ.. تفاصيله وأسباب الانقسام بشأنه
- الجيش اللبناني: مقتل جندي وإصابة 18 في ضربة إسرائيلية
- بوريل يطالب بوقف فوري لإطلاق النار وتطبيق مباشر للقرار 1701 ...
- فائزون بنوبل الآداب يدعون للإفراج الفوري عن الكاتب بوعلام صن ...
- الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة ...
- مصر تبعد 3 سوريين وتحرم لبنانية من الجنسية لدواع أمنية


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - هزيمة ما قبل الهزيمة