أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - الموقف المصري تجاه العدوان على غزة - بعض الاستنتاجات














المزيد.....

الموقف المصري تجاه العدوان على غزة - بعض الاستنتاجات


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4532 - 2014 / 8 / 3 - 11:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم يكن الموقف المصري في يوم من الأيام هزيلاً وضعيفاً ومتخاذلاً ومهادناً ومتواطئاً ومكشوفاً ولم يرتق للمسؤولية الوطنية والقومية والتاريخية والعروبية ،
كما هو الموقف الآن إزاء ما يتعرض له شعبنا من عدوان غاشم وبربري متواصل ، وحرب إبادة جماعية بحق المدنيين الأبرياء ، وما ترتكبه حكومة الاحتلال وجيشها من مجازر وجرائم حرب بشعة ضد الإنسانية . فحتى في أيام الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك كان الموقف أفضل ، حيث كان مبارك يتعامل بمواقف ايجابية أشد وأقوى بوقوفه ضد العدوان ، والسماح بدخول قوافل الإغاثة لغزة ، ودخول أبناء القطاع لمصر سواء أكانوا من الجرحى والمصابين أم لا ، فضلاً عن توفير احتياجاتهم لطبية والإنسانية ، واتخاذ مواقف حاسمة ضد العدوان واستخدام وسائل الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف انتهاكاتها الخطيرة وعدوانها الهمجي .
فأين مصر أم الدنيا، وقلب العروبة النابض ، وقاطرة الأمة العربية ، مصر الأصالة والحضارة والتاريخ المجيد المضيء ، مصر عبد الناصر صاحبة المواقف القومية والعروبية الجليلة الحقة ، مصر التي قال عنها الشاعر احمد رامي في قصيدته "مصر التي في خاطري وفي دمي " التي غنتها كوكب الشرق أم كلثوم :
أحبها للموقف الجليل
من شعبها وجيشها النبيل
دعا إلى حق الحياة
لكل من في أرضها
وثار في وجه الطغاة
منادياً بحقها
يا مصر يا مهد الرخاء
يا منزل الروح الأمين
إنا على عهد الوفاء
في نصرة الحق المبين
في الحقيقة أننا كنا نرى في الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي ، الرجل العسكري القوي الذي أنقذ مصر من حكم "الإخوان المسلمين" ، الأمل والمستقبل والبطل القومي لمصر وخليفة عبد الناصر ، ولكن سرعان ما تبددت الأوهام وتبخرت الآمال بعد سقوطه في أول امتحان صعب ، وبعد أن أصبح حارساً أميناً وخادماً مطيعاً وكنزاً استراتيجياً لإسرائيل ، وشريكاً في العدوان على غزة التي تحترق ، وعلى شعبها الذي ينزف ويستغيث ويستصرخ العالم كله ..!
ولا أغالي إذا قلت ، أن الموقف المصري تجاه العدوان والحرب على عزة مخزٍ وبمثابة وصمة عار في جبين مصر ، وتشويه لمواقفها التاريخية المشرفة ، وكل إنسان عربي وقومي وحر بات يخجل من موقفها الحالي ومن لغة الإعلام المصري الرخيص الذي غداً بوقاً وأداة من أدوات الإعلام الصهيوني المضلل ويخدم الأجندات الإسرائيلية وذلك بتأييده وتشجيعه للعدوان لاجتثاث "حماس" وتحميلها المسؤولية عن الحرب وعرقلة الهدنة ووقف إطلاق النار برفضها المبادرة المصرية . هذه المبادرة الهزيلة التي جاءت كمناورة سياسية ودبلوماسية لخدمة المعتدي الإسرائيلي ، وليس الضحية الفلسطينية ، ولا تلبي مطالب شعبنا الفلسطيني لكسر وإنهاء الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة منذ العام 2006 ، وفتح المعابر الحدودية وإلغاء المنطقة العازلة وتوسيع منطقة الصيد في البحر . وقد فتحت شهية الوحش الاحتلالي المتعطش للدماء الفلسطينية بالتمادي ومواصلة القصف والاجتياح العسكري الجوي والبحري والبري واقتراف عشرات المذابح والمجازر الدموية التي حصدت أرواح أكثر من 1700إنسان فلسطيني وآلاف الجرحى والمصابين والمشوهين من الأطفال والنساء والرجال والشيوخ .
إن موقف عبد الفتاح السيسي من العدوان فاجأ جميع الناس التقدميين والوطنيين والديمقراطيين واليساريين وكل شرفاء الأمة ، وهو أضعف بكثير ممن سبقوه . ومن المفروض أن تلعب مصر دوراً أكبر بكثير من أي دولة عربية بسبب موقعها وبحكم الحدود والجغرافيا والتاريخ كقائدة للأمة العربية ، وليس وسيطاً وطرفاً مفاوضاً ، خاصة وان القضية الفلسطينية هي قضية مصرية وعربية ، ومن واجب القيادة المصرية أن تكون في صف الشعب الفلسطيني وليس داعمة للكيان الإسرائيلي . وفي السابق كانت ردة الفعل الشعبي المصري على الاعتداءات الإسرائيلية على شعبنا الفلسطيني في القطاع تصل إلى محاصرة السفارة الإسرائيلية والمطالبة بطرد السفير الإسرائيلي وتنظيم قوافل الإغاثة والمساعدات الإنسانية والخروج بمظاهرات احتجاجية غاضبة في الشوارع والميادين وأروقة الجامعات المصرية .
لقد أسقطت الحرب على غزة ورقة التوت عن عورة السيسي ، وكشفت حقيقة أن مصر لم تتغير منذ عهد محمد أنور السادات وحتى اليوم ، رغم اندلاع ثورتين فيها ، ونظامها السياسي الحالي يتصرف وفق السياق الأمريكي – الإسرائيلي والمنظور السعودي ، وهو شريك في العدوان على قطاع عزة والمخطط التآمري للقضاء على المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عذراً غزة، يا جرحنا الباقي
- غزة / ستالينغراد وإرادة شعب لا يقهر
- الأعنية الوطنية الفلسطينية في المعركة ..!
- غزة .. الجرح النازف !
- مجلة -الإصلاح- الثقافية تحيي ذكرى الشاعر والمناضل توفيق زياد
- لتتوقف جرائم التطهير العرقي ضد المسيحيين في العراق ..!
- رفعت السعيد والموقف من العدوان على غزة ..!
- غزة تنزف وتحترق والعالم يتفرج ..!
- -لن تقبروا شعباً فجر المقابر وانبعث عملاقاً -..!
- إنها حرب عدوانية شاملة على شعبنا الفلسطيني بأكمله وليس على - ...
- غزة تتحدى وتقاوم العدوان ..!
- حسين عبد اللطيف سراج الشعر الذي انطفأ مبكراً
- لطيف دوري والحنين إلى بغداد ..!
- مع الكاتبة والمناضلة المصرية الراحلة فتحية العسال
- الكاتب محمد كمال جبر نورس فلسطيني آخر يودع الدنيا
- لتتوقف حرب الإبادة..!
- هويتنا الوطنية ..!
- المطلوب لجم الحرب العدوانية على غزة ..!
- الحكومة الإسرائيلية تدفع الفلسطينيين باتجاه انتفاضة ثالثة .. ...
- -عابرون في كلام عابر -


المزيد.....




- حارس بيئي للإمارات..مصورة تبرز دور أشجار القرم بمكافحة تغير ...
- مذبح غامض وجثث مدفونة.. من يقف خلف هذا الهيكل المدفون في قلب ...
- ولي نصر لـCNN: إسرائيل تفضل ألا يتفاوض ترامب مع إيران.. ماذا ...
- -متلبسا بالصوت والصورة-.. ضبط مدير جمعية تعاونية بالكويت يطل ...
- مصر تمتلك -إس-400- الصيني.. تقارير إسرائيلية تعبر عن مخاوف م ...
- زيارة سرية لقائد سلاح الجو الإسرائيلي إلى واشنطن واتفاق حول ...
- بعد رفضها لمطالبها.. إدارة ترامب تجمد 2.2 مليار دولار لجامعة ...
- إدارة ترامب تخطط لخفض ميزانية الخارجية إلى النصف وتقليص البع ...
- مصر تقترب أكثر فأكثر من ترؤس اليونسكو
- الداخلية السعودية تطلق -منصة تصريح- الذكية لإصدار وتنظيم تصا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - الموقف المصري تجاه العدوان على غزة - بعض الاستنتاجات