أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب كمال الدين - ميم المشهد














المزيد.....

ميم المشهد


أديب كمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4532 - 2014 / 8 / 3 - 10:16
المحور: الادب والفن
    


1.
الشاعرُ كائنٌ تطيرُ الساعات
مِن بين يديه كالعصافير
في المشهدِ المسرحيّ العجيب.
ومعَ ذلك،
فهو يصرُّ على أنَّ الساعات
هي حروف كاذبة لشدّةِ جمالها،
وأنَّ العصافيرَ ترفرفُ
مهما كانَ الجوّ مُمطراً
أو مُرعِباً
أو مَليئاً بالدخان.
2.
لماذا تطلبُ مِن السين
أنْ تعطيكَ جواباً
وهي التي خُلِقَتْ كسؤالٍ أبديّ؟
ولماذا تطلبُ مِن الباء
أنْ تغادرَ نقطتَها الصاخبة
وتطرقَ بابَ قلبِكَ المثقوب؟
هذا هو سؤال المشهدِ المُكَرّر أبداً.
3.
كانَ المشهدُ عَصيّاً على التصديق:
أنْ تكونَ ملِكاً
وتحمل على رأسِكَ في حفلةِ التتويج
تاجاً من الشوكِ بدلاً من الذهب،
وتمسك صولجانَ الحروف
بدلاً من صولجان الكبرياء،
وتمشي على سجّادةٍ حمراء
مُلِئتْ بالجمر
مِن المهدِ إلى اللحد.
4.
كانَ المشهدُ سِحريّاً
فقد كانتْ حاشيتُك عجيبة:
الأمراءُ كانوا أشباحاً
والأميراتُ دونَ وجوه،
والضيوفُ كانوا أجساداً
ينمو منها الدخان.
5.
كانَ المشهدُ غريباً،
فكيفَ يُنَصَّبُ مَلِكٌ
كلّ ثروته صرّة ملابس مُمزَّقة
وكتاب حروفٍ مُطَلسَم
لا يفهمهُ أحدٌ سواه.
6.
كانَ المشهدُ مُمَسْرَحاً تماماً،
إذ كانَ على الملِكِ أنْ يغنّي
بدلاً مِن أنْ يصدرَ الأوامرَ الملكيّة،
ويدمدم بدلاً مِن أنْ يتكلّمَ بكلامٍ فصيح،
وأنْ يقرأ خطابَ العرش
لضيوفٍ مُصابين بالصممِ الأبديّ.
7.
الأغرب مِن ذلك،
أنّ خطابَ العرشِ لم يكنْ مكتوباً
فتوجّبَ على الملِكِ أنْ يرتجله فوراً
متحدّثاً:
عن المطرِ أم الحرب؟
عن المرأةِ أم الوهم؟
عن الذهبِ أم الرغيف؟
8.
لحسنِ الحظّ،
تعلّمَ الملِكُ مِن صرّةِ ملابسه الممزَّقة
أنْ يكونَ طيّباً مع الشحّاذين والمُشرَّدين،
وتعلّمَ من حاء حرمانه
أنْ يفهمَ لغةَ الطير،
وتعلّمَ من جيمِ جنونه
معنى الجريمةِ والجُثثِ والجحيم.
9.
لسوءِ الحظّ،
فإنَّ مخرجَ العرضِ المسرحيّ
اختفى بين الجمهور
وتركَ الملِكَ أو مَن يؤدّي دورَ الملِك
يمثّلُ على خشبةِ المسرح
إلى أنْ يموت.
نعم، اختفى.
لكنّهُ كانَ، أحياناً،
يقولُ: "نعم".
مُطلِقاً في الصالة
طائراً أبيضَ يخلبُّ قلبَ الجمهور.
أو يقول : "لا".
مُرسِلاً سهماً ناريّاً
يصيبُ المُمثّل
بمزيدٍ مِن الألمِ والدموعِ والحريق.
10.
قالَ لي الملِك
أو مَن يمثّلُ دورَ الملِك:
كلُّ شيء كانَ مسرحاً عابثاً.
لم أعدْ أتذكّر منه شيئاً
سوى نزولي مِن الدرج
مُشتعلاً بالرغبةِ والهلع.
11.
قالَ لي:
كانت المرأةُ مُسْتَعدّةً للرقصةِ الكبرى،
لكنّي لم أجسرْ أنْ أطلبَ منها
حتّى قُبْلة واحدة
لتخفّفَ من ألمِ حرماني الخرافيّ.
12.
هل كانت المرأةُ هي المَلِكة؟
أم الساحرة؟
أم علامة النحسِ والممنوع؟
أم الطلسم؟
أم الذاكرة المليئة بالثقوب؟
13.
هل كانت المرأةُ هي اللعنة؟
14.
الدرجُ طويل
والنزولُ مستمر
والتمسّكُ بالهدوء المُزيّف
أكثر مِن ضروري هنا.
15.
هل كانَ المشهدُ في قاعةِ العرش؟
أم في قاعةِ الرغبة؟
أم في قاعةِ العبث؟
أم في قاعةِ الموت؟
16.
لكنَّ الأرض زُلزِلَتْ
فركضَ الجميع
ومعهم الملِك أو مَن أدّى دورَ الملِك.
وبعد أنْ كادَ يموت مِن الرعب،
انتبهَ إلى أنَّ نهاية الزلزال
كانتْ سعيدة جدّاً!
17.
إذ امتلأت الأرضُ بأوراقٍ كُتِبَ عليها:
مَنفيٌّ،
مَقتولٌ،
مُعذَّبٌ،
مَجنون.
18.
التقطتُ ورقةً بسرعةِ البرق
لأعرفَ قَدَري
هل كنتُ المنفيّ،
أم المقتول،
أم المُعذَّب،
أم المَجنون؟
19.
أفنيتُ عمري،
في المشهدِ المسرحيّ العجيب،
وأنا أقرأُ ورقتي دونَ جدوى.
لأنَّ حروف الورقةِ كانتْ تشتعل
كلّما قرأتُها
فتفيضُ عيناي بالدمِ والدخان،
ويفيضُ قلبي بالدموع.

**************
www.adeebk.com
أستراليا 2014



#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلاة صوفيّة
- الكلُّ يرقص
- قاب قوسين
- قاف القضبان
- راء المطر
- القصيدة الأنويّة
- حاء الحلم
- إشارة كم كتبوا
- إشارة من أنا
- إشارة الباب
- إشارة الحاء والباء
- إشارة حَتْفي
- إشارة لماذا
- إشارة المقام
- إشارة نهاية الحرب
- إشارة الرعب
- إشارة البُعد
- إشارة ما لا يُقال
- إشارة المرأة
- إشارة السواد


المزيد.....




- بيت المدى ومعهد -غوته- يستذكران الفنان سامي نسيم
- وفاة الممثلة المغربية الشهيرة نعيمة المشرقي عن 81 عاما
- فنانون لبنانيون ردا على جرائم الاحتلال..‏إما أن نَنتَصر أو ن ...
- مخرج يعلن مقاضاة مصر للطيران بسبب فيلم سينمائي
- خبيرة صناعة الأرشيف الرقمي كارولين كارويل: أرشيف اليوتيوب و( ...
- -من أمن العقوبة أساء الأدب-.. حمد بن جاسم يتحدث عن مخاطر تجا ...
- إعلان أول مترجم.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 166 مترجمة على قص ...
- رحال عماني في موسكو
- الجزائر: مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي يستقبل ضيوفه من ج ...
- أحلام تتفاعل مع تأثر ماجد المهندس بالغناء لعبدالله الرويشد


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب كمال الدين - ميم المشهد