هوامش على حديث وزير الأوقاف

داود روفائيل خشبة

الحوار المتمدن-العدد: 4530 - 2014 / 8 / 1 - 14:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

سيقولون: ما شأنك أنت بهذا؟ فأقول: وزير الأوقاف عضو حكومة مدنية تحكم باسمى، وما يقوله له دلالات وانعكاسات على أمور تخصّنى كمواطن من حقه ومن واجبه أن يجهر برأيه فيما يراه يعود على الوطن بنفع أو بضرر. على هذا الأساس أدوّن فيما يلى بعض ما عنّ لى من خواطر إذ قرأت ما نشر بموقع "المصرى اليوم" بتاريح 31 يولية 2014 منسوبا لوزير الأوقاف. وأنا أنقل عبارات "المصرى اليوم" بنصّها، مع بعض الاختصار، وأتبعها بخواطرى.
"حذر وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، من المساس بثوابت العقيدة والتجرؤ عليها، وإنكار ما استقر منها في وجدان الأمة، لأن ذلك يخدم قوى التطرف والإرهاب، خاصة في ظل الظروف التي تمر بها الأمة حاليا."
إننى أقرأ فى هذا دعوة صريحة للجمود الفكرى وإنكارا صارخا لمبدأ حرية التفكير والتعبير ولحرية العقيدة. أما التذرّع بأن ذلك يخدم قوى التطرّف والإرهاب فهو نموذج للقول المرسل على عواهنه دون سند ودون منطق والذى تحتمى خلفه سلطاتنا الحكومية كلما ارتفع صوت ينادى بالحرية أو بأى حق من حقوق الإنسان.
"وأوضح الوزير، ... أن الجماعات المتطرفة تستغل مثل هذه السقطات لترويج شائعات التفريط في الثوابت ..."
هل لهذا معنى غير أن علينا أن نستسلم لإرهاب الحماعات المتطرفة؟ ألا يكشف هذا عبثية الحديث عن تطوير الخطاب الدينى ونشر فكر الإسلام الوسطى؟ ليس ثمة سبيل وسط: إما أن نحارب الخرافة والجهالة فى وضوح وشجاعة أو أن نترك دعاة الجمود والتطرّف يسوقوننا إلى غياهب الجهل والتخلف.
"... ينبغي ... وقوف كل إنسان عند حدود ما يعلم، وعدم إقحام نفسه فيما لا يعلم وفي غير مجال اختصاصه."
بهذه الحجّة يثبّت محتكرو "علوم الدين" عندنا سلطانهم ويقيمون الأسوار العالية التى تحمى امتياراتهم كما هو واضح من العبارات التالية:
"وأضاف: «الدين ليس كلا مباحا، ويجب الرجوع في قضاياه العقيدية والفقهية إلى علمائه المتخصصين» ..."
"يأتي ذلك ردا على تصريحات الإعلامي إبراهيم عيسى ... وطالب الشيخ أبوإسحاق الحويني، الداعية السلفي، شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، بالتحرك ضد «عيسى»، لإساءته للنبي وزوجاته، وللإسلام بشكل عام."
يحدثوننا عن الإرهاب، أفليس هذا هو الإرهاب بعينه؟ منطق السيد وزير الأوقاف يعنى أن أى مناقشة لآفكار الحوينى وأمثاله " يخدم قوى التطرف والإرهاب، خاصة في ظل الظروف التي تمر بها الأمة حاليا"..
أكرّر، ليس ثمة سبيل وسط: إما أن نحارب الخرافة والجهالة فى وضوح وشجاعة أو أن نترك دعاة الجمود والتطرّف يسوقوننا إلى غياهب الجهل والتخلف.

#داود_روفائيل_خشبة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات