أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عادل عبدالله جويمة - اسرار فلسفة هيغل - من الله الى الدولة الالمانية















المزيد.....



اسرار فلسفة هيغل - من الله الى الدولة الالمانية


عادل عبدالله جويمة

الحوار المتمدن-العدد: 4530 - 2014 / 8 / 1 - 12:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أسرار فلسفة هيجل
من الله الى الدولة الألمانية
عادل عبد الله*
* ( ان ما هو موجود لا يجب ان نؤمن به، لكن ما نؤمن به لا بد له من ان يكون موجودا)ً
- هيغل-
*(ما من فلسفة، تستحق هذا الاسم، حتى تجيب على هذا السؤال : ماذا يعني تناول الله ؟ وان الامة التي تحمل مفهوما زائفا "وسيئا عن الله" لها ايضا دولة سيئة، وقوانين سيئة)
- هيغل-

الهيجلية كلها: حقائق وأسرار
لا يمكن التعامل مع فلسفة هيجل بوصفها كتابا مفتوحا ميسرا للقراءة، يمكّننا محتواه من نفسه دون جهد كبير او بصيرة نافذة، إذ لا بدّ للباحث في هذه الفلسفة من أن يقرأ بصبر واناة كبيرين، جميع مؤلفات هيجل من اليفها الى يائها كخطوة ضرورية أولى تمكنه من إتقان التعامل مع خصوصيات مصطلحات هيجل وما يمكن ان تعنيه لديه هذه المصطلحات حصرا، سبيلا الى الوقوف على اعتاب الخطوة الثانية التي لا يمكن الشروع فيها إلا عبر تقمص الشخصية الهيجلية نفسها، أعني قراءة هيجل من الداخل، مصاحبته وهو يقودك بالكف في رحلته الطويلة المضنية من الله كفكرة مجردة، مرورا بالطبيعة المكتظة باشياء العالم، وصولا الى الدولة الألمانية بكل اشكال اجتماع اناسها ومؤسساتها المدنية والسياسية والقانونية والتربوية والدينية والفنية والفكرية.
هذه هي الحقيقة التي آمن بها وسلم بمضمونها جميع أولئك الباحثين الذين انفقوا عقودا من السنوات في رفقة هيجل، بل أنها الطريقة الوحيدة التي مكنتهم من التعرف على اسرار هذه الفلسفة وكشوفاتها منقطعة النظير.
إنها حقيقة القول : إن لفلسفة هيجل اسرارها العميقة، وإن هاجس البحث عن سرّ دفين لا بد من أن يكون مصاحبا لك وأنت تحاول التعريف بها، او بشئ ما من مجاهيلها.
وربما يكون مبعث الاحساس هذا متاتيا من مجموعة حقائق بحّ صوت هيجل من شدة وكثرة المناداة على تأكيدها وضرورة التمسك الشديد بها سبيلا لفهم موحد صحيح لكل ما أراد قوله.
اما مجموعة الحقائق هذه، فهي:-
أولا : أن موضوع فلسفة هيجل هو ( المطلق) بكل ما يمكن ان يعنيه هذا المصطلح ( هيجليا) أي عقليا وواقعيا، من موضوعات تخص الله والانسان والطبيعة، تحديدا : تجلي الفكرة الالهية المجردة في العقل الانساني بعد اغترابها في الطبيعة.
ثانيا: إن هيجل ينظر الى نفسه، دون ان يساوره الشك طرفة عين في نظرته هذه، بأنه آخر الفلاسفة الميتافيزيقيين في العالم وان تاريخ الفلسفة الذي بدأ – من وجهة نظره- مع هيرقليطس قد آل اليه برمته، وإن عليه أن يختم الآن هذا التاريخ بنفسه وإن يغلق ملف البحث فيه الى الأبد، وهذا هو الأمر بالضبط الذي يفسر لنا السبب في حنق وحفيظة العظيمين نيتشه وهيدجر على هيجل، بسبب من تجريده لهما مسبقا من لقب الفلاسفة.
ثالثا: إن تاريخ الفلسفة – بالنسبة لهيجل- هو الفلسفة نفسها لاغير، ولما كان هذا التاريخ غائيا، أي أن له غاية محددة يسعى اليها،هي فلسفة هيجل نفسه، فإن هذا الأمر يعني أولا، ان فلسفة هيجل رتبت وقرات جميع فلاسفة العالم بهدي من هذه الغائية نفسها، وانها تضمنت عرضا ونقدا وتصويبا واِشادة بأولئك الفلاسفة كلهم.
رابعا: إن هيجل ليعتقد على نحو مطلق،ان التاريخ الكلي للعالم ليس مسرحا للصدفة العمياء بل ان الفكرة، أو العقل تتحكم في مساره، فالتاريخ هو التجلي الذاتي التدريجي للفكرة في الزمان، وهذا هو ما يسمى عند اللاهوتيين التدبير الإلهي للعالم.
ومن هنا" لا بدّ ان يكون لدينا على الأقل الإيمان الراسخ الذي لا يتزعزع بأن العقل موجود فعلا في التاريخ ,وأن عالم العقل والإرادة الواعية ليس نهبا للصدفة وإنما لا بد له ان يتجلى في ضوء الفكرة الواعية...إن التاريخ الذي ندرسه يشكّل المجرى العقلي الضروري لروح العالم ,ذلك الروح الذي تظل طبيعته واحدة وإن يكن يكشف عن هذه الطبيعة الواحدة في ظواهر العالم " كما يقول في الموسوعة ج 1، ص 211.
لكل ما تقدم أحدس ان السبب الذي سوّغ لجاك دريدا أن يقول عن فلسفة هيجل ( إنها تنطوي على احتياطي لا ينفد) هو مجموعة الحقائق التي تم لنا ذكرها عنها، ومن هنا، أجرأ على القول، إن ثلاثين عاما أمضيتها في صحبة هيجل، مكنتني من الوقوف على بعض اسرار هذه الفلسفة، بحيث يمكن لي أن أقول عنها مطمئنا الى صحة قولي، ما يلي:
أولا: إذا كانت فلسفة (كانط) النقدية قد وضعت برمتها من أجل الإجابة عن السؤال ( هل الميتافيزيقا ممكنة؟) أي: هل أن العقل البشري قادر على معرفة حقيقة الموضوعات الثلاث (الله وخلود النفس وحرية الإرادة) ثم كانت إجابة كانط عن سؤاله بالنفي، أي ان العقل البشري غير قادر أبدا على معرفة حقيقة هذه الموضوعات، فإن فلسفة هيجل هي الأخرى تبنت على عاتقها مسؤولية الإجابة عن السؤال نفسه، لكن من أجل ان تقول لنا في النهاية : نعم إن العقل البشري قادر على معرفة الله وكل ما يتصل بعالمه الغيبي من اسئلة ميتافيزيقية.
ثانيا: إذا كان هيرقليطس- الذي تبدا الميتافيزيفا بفلسفته من وجهة نظر هيجل- قد أعلن وحدة العقل الكلي والعالم عبر عبارته الشعرية الشهيرة ( الكل واحد) فإن فلسفة هيجل – التي تمثل نهاية الميتافيزيقا من وجهة نظره- قد رددت العبارة نفسها كعنوان شامل لها، لكن مع فارق تقني منطقي مفاده: ان هيرقليطس لم يكن معنيا باناس عصره ولم يكن يضمر لهم اية مودة تسوغ له إثبات حقيقة مضمون عبارته عن طريق شرحها وتفسيرها لهم، إنما أكتفى بقولها هكذا، شعرية صوفية مرسلة،
فإن موقف هيجل من اناس عصره كان مختلفا تماما، إذ انهم كانوا يعنون له كل شي، تحديدا،انهم غاية فلسفته ومحط ركاب مسيرة المطلق فيهم، ومن هنا يمكن القول استنادا الى موقف الفيلسوفين من وحدة الله والعالم: إن عبارة هيرقليطس قد عبرت عن هذه الوحدة بـ (القوة) حسب المصطلح الارسطي، وأن هيجل قد عبر عن مضمونها نفسه بـ ( الفعل) عن طريق إثباته منطقيا وواقعيا ايضا.
ثالثا : كان هيجل قد تعرف في فترة شبابه على الشاعر العظيم ( هولدرلن) الذي كان يشاطره غرفته في القسم الداخلي للطلبة، وهي الفترة التي شهدت وبتأثير مباشر من هولدرلن تعرف هيجل الشاب على ( الديانة الشعبية) للاغريق، تلك الديانة التي كان هولدرلن مفتونا بها، ولأن هيجل الذي فتن هو الآخر بنمط هذه الديانة، لم يكن شاعرا فقد عبر عن افتتانه وهيامه بهذه الديانة بطريقة فكرية مذهلة في مقدار حضورها في فلسفته، ومن هنا فلن أكون مغاليا في الرأي أبدا، إذا ذهبت الى القول بأن فلسفة هيجل كلها هي محاولة منطقية عقلية صارمة لأنشاء نموذج معاصر للديانة الشعبية اليونانية، يخص الشعب الألماني وحده، ولأن الفقرتين المثبتتين أعلاه (اولا وثانيا) لا يمثلان -على أهميتهما الكبرى- سوى وسيلتين على خطى إثبات هيجل لغايته المتمثلة بمضمون الفقرة الثالثة، ساخصص القابل من هذه الدراسة لأثبات صحة ما أذهب اليه، مبينا معنى هذه الديانة واهميتها القصوى في مذهب هيجل كله، كونها تمثل غاية هذا المذهب ومحطته الأخيرة التي سيتجسد المطلق فيها بين الشعب الألماني.

المهمة الهيجلية في استعادة وحدة الكل
سبقت الإشارة إلى ان عبارة "الكل الواحد" هي العبارة المركزية على نحو مطلق في كل من فلسفتي هيرقليطس وهيجل، من حيث أنها المحرك الخفي، الذي يوجّه المذهبين معا باتجاه تحقيق كل مذهب لغايته القصوى" وحدة الكل"، أي إلحاق الطبيعة بكل ثرائها وتنوعها، من جهة، والواقع الإنساني بكل فردياته وتنوعه الحياتي وما يصدر عن عقول أناسه، من جهة أخرى, الحاقهما بالمطلق حسب هيجل، و باللوغوس حسب هيرقليطس.
ذلك لان "التجربة الأساسية في الهيجلية، هي تجربة العلاقات الروحية، وتجربة صيرورتها، علاقة الإنسان بالإنسان ، والفرد بالمجتمع، الإنسان بالله والسيد بالعبد".( )
وتتخذ عملية التوحيد هذه في مذهب هيجل إشكالا شتى: منها ما يتحرك على مستوى وحدة التاريخ، تاريخ العالم والإنسانية، ومنها ما يتحرك على مستوى وحدة الفلسفة وتكامل مذاهبها عبر التاريخ، ومنها ما يتحرك على مستوى وحدة ظواهر الوعي، ومنها ما يجمع أشكال التوحيد هذه كلها في وحدة منطقية تعبّرعنها, سبيلا إلى التوحيد الأكبر الذي سيتم عبر المنطق نفسه، بين الفكر والوجود، أو بين الله والطبيعة والواقع الإنساني.
وفي حقيقة الأمر ، وبحسب الواقع المعرفي الذي قدّمه هيجل في مؤلفاته، يمكن القول ان إرادة هيجل ورغبته وحلمه في رد الواقع الإنساني إلى الإلهي، تسبق زمنيا وعند حدود المستوى ألتأليفي لمذهبه، جميع أنواع التوحيد المذكورة آنفاً, فضلا عن القول ان الواقع الإنساني يتضمن بالضرورة عمليات التوحيد الأخرى جميعها, بوصفه حاضنة مكانية وزمانية لكل تلك الأشكال المعرفية.
و مثل هذه الغاية وجدت في وقت مبكر جدا من حياة هيجل ومؤلفاته استنادا إلى الواقع المعاش الذي انفتحت عليه آفاق العقل الهيجلي الشاب، وهاله ما رآه منه، اعني واقع الانقسام والتناحر وتنافر الأضداد وسيادة الثنائيات ورسوخها كعلامات فارقة تميز الواقع الإنساني آنذاك.
يكتب هيجل في إحدى مؤلفاته الأولى محددا نوع مهمته ضمنا: "حينما اختفت القوة الموحّدة من حياة الناس، وحينما اكتسبت الأوضاع استقلالها بعد ان نفدت علاقتهما الحية، وفعلها المتبادل الحي، ولدت الحاجة إلى الفلسفة".( )
ومن الواضح القول هنا، ان العبارة التي يختتم بها هيجل نصه، تشير إلى مرحلة تسبق شروعه في بناء مذهبه الفلسفي، المذهب الذي يمكن – هنا – تحديد الغاية من إنشائه بكونها، "إعادة القوة الموحدة لحياة الناس" ومعنى هذا، بعبارات أُخر، إننا نبحث الآن معرفيا في المرحلة التي تسبق بناء هيجل لمذهبه الفلسفي، أي إننا نبحث الآن في المرحلة اللاهوتية من حياة هيجل، المرحلة التي يصفها احد الدارسين بالقول " انه لا توجد في الفلسفة الحديثة، فترة يمكن ان توضع موضع المقارنة مع فترة الأربعة عشر عاما الواقعة بين سنة1794-1807 من حيث تألق البحث النظري في الله "( ).
يكتب هيجل في رسالة له –خلال هذه الفترة- إلى شلنج "ان ما كان يجمعهم هو الإيمان بأن ملكوت الله على الأرض سيتحقق قريبا، وان ثلاثتهم من صناع مجيء الملكوت"( )وتجدر الإشارة إلى ان ما كانوا يقصدونه بـ "ملكوت الله" هو بعث الحياة في كل مجال : وخصوصا في الدين والدولة والأخلاق.( )
ذلك لأن هيجل "كان يعتقد اعتقادا راسخا، انه ما من فلسفة، تستحق هذا الاسم، حتى تجيب على هذا السؤال : ماذا يعني تناول الله ؟"( )
ومن هنا بدأ هيجل وفي هذه المرحلة المبكر من مشروعه الشامل نقد علاقة الفلاسفة بمفهوم الله، كما وُجد في فلسفاتهم ,يقول هيجل " فطبقا لكانط ,فأن الكائن المتجاوز للحس غير قابل لأن يصبح معروفا من قبل العقل ,وإن الأفكار العليا لا وجود واقعي لها. وطبقا لجاكوبي فأن الشعور وحده , والوعي بجهله للحقيقة،هو المعطى للإنسان ,أما طبقا لفتشه فإن الله غير قابل للإدراك والتفكير به ,وأن المعرفة تعرف ,أن لا شيء ينقذها من وضعها في كونها لا تعرف ,ولذا فإن عليها أن تلجأ للأيمان, وهكذا فجميع هؤلاء الفلاسفة متفقون على ان المطلق في تعارض مع العقل, أكثر من كونه موجودا من أجله، إنهم متفقون على أن المطلق ما وراء العقل "( ) وهذا هو بالضبط ما يقف هيجل بحزم ضده حين يكرس مذهبه كله من أجل القول بوحده الله والعقل البشري.
الديانة الشعبية: نقطة الشروع والغاية القصوى للمذهب

كان هيجل "المتأثر بالأفكار السياسية الجديدة ينظر إلى الدين من وجهة نظر جماعية وكان يتساءل عن الشروط التي يجب على الدين ان يفي بها كظاهرة اجتماعية، حتى يمثّل دورا تربويا في حياة الشعب، وهذا يعني: كيف يكون تجديد المجتمع ممكنا، وكيف يكون التنوير ليس تنويرا للنخبة حسب، بل للإنسان العادي والشعب معا".( )
وهكذا كانت عبارات مثل "العقل شعلة إلهية فينا، يقودنا الله بواسطتها ويجب ان ننميها فينا".( )
أو مثل "ان العقل الخالص، وغير القابل لشكل الحدود هو الإلوهية بالذات. ان تصميم العالم مطلقا، قد نظم بحسب العقل، والعقل هو من يعلم الإنسان تعيينا وغاية غير مشروطة لحياته، لقد غشاه الظلام أحيانا كثيرة، لكنه لم ينطفئ، ان شعاعا خافتا منه استمر دائما حتى في الظلمة."( ) عبارات شائعة تتخلل على الدوام النص اللاهوتي لهيجل.
باختصار ان ما كان يشغل هيجل في هذه الفترة هو العثور على الإجابة الصحيحة المتعلقة بالسؤال : " بم يجب ان يتصف دين الشعب؟ فيجيب : ان تعاليمه يجب ان تتأسس على العقل الكلي أولاً، وان ما يجب عليه من بعد، هو، ان يتصف بشكل تلتحق معه كل حاجات الحياة وأعمال الدولة الرسمية بهذا الدين "( )
كان هيجل في شبابه يشاطر هيدلرلن- زميله في الدراسة, وغيره من الأدباء البارزين مثل هردر وجيته وشيلر في تحمسهم للحضارة الهيلينية، فكوّن صورة مثالية للدين الشعبي الاغريقي، على انه إتحاد طبيعي أخلاقي للمجتمع الإنساني مع مبدأ إلهي، منظورا إليه على انه القوة الباطنة المحدثة للانسجام في القانون العقلي, وكان هذا هو دين المواطنين الأحرار السعداء المتكاملين الذين عاشوا في المدينة اليونانية.( )
أما عن كيفية الانتقال من هذه الحالة السعيدة إلى المسيحية فهو أمر يعزوه هيجل، إلى "التغيرات الاجتماعية التي أدت إلى الانتقال من المدنية – الدولة اليونانية – إلى الإمبراطورية الرومانية، حيث أحدثت زيادة الثروة والتوسع في المغامرة العسكرية تصدعا في السياسة المحكمة وحطّت الأساس بالتكريس للكل الاجتماعي وحولت انتباه الفرد إلى باطن نفسه والى مصلحته الخاصة.."( )
زيادة الثروة إذن وتحويل الفرد انتباهه من الكل الاجتماعي إلى باطن نفسه ومصلحتها الخاصة، هما السبب المباشر في نسيان الأصل الإلهي للعالم وحين يحاول هيجل العثور على حل لمعضلة غربة الإنسان هذه’ يجد ان الأمر كله "يتوقف على الانسجام الحقيقي بين العوامل جميعا على عودة المبدأ الإلهي إلى العالم "( )
المهمة القادمة إذن هي مهمة بناء الحياة بكل من وما فيها انطلاقا من العقل الكلي أو المطلق، غير ان هيجل وجد ان العالم الحديث في هذه الفترة يعاني من اغتراب ذي شعب ثلاث: اجتماعي وديني وفلسفي، وشخصي أيضاً ، ويكمن أساس المتاعب في فكرة غير متكافئة عن الله..ولذا فهو يقترح في نظريته الفلسفية عن الحياة – بوصفها كلا إلهيا- علاجا لما اعترى الوجود الحديث من ضروب التفسخ.( )
النموذج الهيجلي لإله الشعب الألماني
لسببين أثنين، احدهما عام والآخر خاص، نقول:
لا بد لأي بحث جاد يراد له الوقوف على حقائق المذهب الهيجلي، ورؤية المبادئ المحركة له والوسائط العاملة على انشائه وتبليغه لغاية، من ان يأخذ بعين الجدية المطلقة، فترة الشباب الهيجلي، اي كتاباته اللاهوتية المبكرة واحداث عصره الجسام معرفيا وواقعياً.
ذلك لأن المبادئ المؤسسة لمذهب هيجل ـ والتي تم وضعها خلال هذه الفترة بصورتها الاولية ـ لم يجر تجاوزها او أهمالها قط، بل بقيت عاملة حاضرة خلال خطوات انشاء هيجل لمذهبه، وهذا هو السبب العام على وجه التحديد.
أما السبب الخاص، وهو الذي يحضر هنا بهيئة اسباب فرعية تنحل عن السبب العام الذي تم لنا ذكره، فهو، كما يلي:
1- ان الصبغة الدينية التي طغت على فكر هيجل الشاب خلال هذه الفترة، ومهرت كل مؤلفاته بميسمها، ستبقى هي نفسها المحرك الخفي، والدفة الموجه لتطور مذهب هيجل عبر مراحل نموه كلها حتى بلوغه لكماله خلال الايام الاخيرة من حياة هيجل.
2- إن مذهب هيجل، الذي يمكن النظر اليه نظرة ثاقبة بوصفه (حلولاً) شاملة ونهائية لكل مشكلات الفلسفة والدين، عبر التاريخ كله، من جهة، والمشكلات الواقعية – السياسية والاجتماعية والفكرية في عصره، من جهة اخرى، قد وجد في هذه الفترة بالتحديد، جميع المسوّغات الواقعية والمعرفية لضرورة انشائه.
بعبارات أُخر، إن طبيعة المشكلات الواقعية والمعرفية (الدينية على وجه الخصوص) تلك التي شهدتها هذه الفترة، والتي بلغت من الوضوح والتماسك حداً يؤهلها لان تكون العلامة الفكرية والواقعية المميزة للحياة أباّنها، كانت المحرض والدافع الاكثر فاعلية لانشاء المذهب بوصفه حلاَ نهائياً شاملاً وتصفية مقنعة تضع الاشياء والاحداث والمعرفة في سياقها الصحيح الذي ينبغي ان تكون عليه، من وجهة نظر هيجل.
اما أهم مؤلفات هيجل في هذه الفترة، فهي:
- دين الشعب والمسيحية، عام 1793
- حياة يسوع 1795
- وضعانية الدين المسيحي 1795-1796
- مشاريع حول الدين والحب 1797-1798
- محاولة حول روح المسيحية وقدرها.
- اجزاء من نظام 1800
اما عن مضمون هذه المؤلفات، فانها تضم ثلاث تصورات رئيسة عن الدين، هن:
1- (الديانة الشعبية) وهو (تصور يدين كثيراً لـ "هردر" وهولدرلن، وهذه الديانة، هي نموذج ديانة اليونان القديمة، وفي رأي هيجل ان الديانة اليونانية لم تكن ديانة كلية عالمية، مثل الديانة المسيحية، لكنها كانت ترتبط ارتباطاً ذاتياً بشعب معين، دون ان تفرض عقائد، او معتقدات او طقوس او شعائر او مؤسسات كنسية يشعر معتنقوها انها غريبة عنهم.. ولا ينظر الى الآلهة على انها مفارقة او متعالية، سرية او متغطرسة، بل على انها آلهة خيرة وكريمة تسكن المدينة وتحميها... ولقد كان هيجل في شبابه يتوق الى استعادة هذا المثل الاعلى"( ).
هذه هي إذن طبيعة الديانة التي يسميها هيجل "شعبية" والتي كان نموذجها موجوداً لدى الامة اليونانية، الديانة التي يتوق هيجل في شبابه الى استعادتها، مسمياً إياها "مثله الاعلى" وهي العبارة التي ترد في احدى رسائله عام 1800 الى شلنج، حيث يقول له "وفي الوقت ذاته كان لابد للمثل الاعلى الذي كان موجودا في فترة الشباب ان يتخذ صورة الفكر، اعني ان يتخذ شكل المذهب"( )، تلك التي نظر اليها في حينه على انها اتحاد طبيعي اخلاقي للمجتمع الانساني مع مبدأ الهي منظورا اليه على انه القوة الباطنة المحدثة للانسجام في القانون العقلي"( ).
2- الديانة الوضعية: في رأي هيجل، ان "كل ما هو تاريخي، وضعي بمعنى انه ليس عقليا خالصا، غير ان الدين، بمعنى اضيق يكون وضعيا عندما يضع معتقدات وطقوسا وقواعد يقبلها الناس، ببساطة بسبب ان سلطة إلهية او أرضية امرت بها، لا بسبب انها تلتحم بالحياة.. ونموذج الديانة الوضعية عند هيجل هو الديانة اليهودية وهو يربط بدائيتها بايمانها بأله مفارق، غريب، وغامض يطلب من الناس عبادة مطلقة، كما يربطه بالقهر السياسي الذي تعرض له الشعب اليهودي"( ).
3- الديانة العقلية: ويشير فيها هيجل هنا، الى "ديانة الاخلاق التي طورها كانط في كتابيه، نقد العقل العملي، والدين في حدود العقل وحده، فمعتقدات الدين لا يمكن تبريرها ـ في نظر كانط ـ الا من حيث ما نحتاج اليها، وتعبر عنها وتدعمها اخلاق الاوامر الاخلاق المطلقة الكلية العقلية، ولقد صادق هيجل في البداية على فكرة كانط، لكنه سرعان ما أدرك انها تشارك في احد اخطاء اليهودية
الان، وبالرجوع والتذكير، بالخيط الذي نريد لافكارنا ان تنتظم على مساره، وهو زعمنا، ان الطبيعة الدينية التي طغت على مؤلفات هيجل في هذه المرحلة، هي المحرك الخفي والاساس المتين الذي ستبقى فيما بعد مؤلفاته الفلسفية كلها محافظة عليه ومعززة اياه، نقول:
1- ان هذه الديانة( الشعبية) لم تكن ديانة كلية عالمية، مثل الديانة المسيحية، لكنها كانت ترتبط ارتباطاً ذاتياً بشعب، وهذا هو بالتحديد التصور النهائي لمذهب هيجل، من حيث ارتباط المطلق الذي يمثل نموذج الاله الهيجلي بالمانيا، وتجسده فيها بوصفه مؤسسات وفنون (ففي الواقع ان التصور الهيجلي للدولة – وهي دولة مؤسسات بيروقراطية تقنية – هو جزء من مذهب، ولا يبرر الا بالنظر الى هذا المذهب"( ). كما يقول شاتليه
2- ثم ان هذه الديانة وهذه هي النقطة الاكثر اهمية، لا يتم النظر فيها الى آلهتها على انها آلهة مفارقة او متعالية، يؤدي الناس الطقوس لها امتثالاً لاوامرها أو انها تحظى بسلطة متعالية يفرضها عليهم امر غريب مفارق، كإله الديانة اليهودية، اذ ان نموذج هذه الديانة يضع الثنائيات والفوارق بين المتناهي واللامتناهي، الله والانسان، الذات والموضوع ، الامر الذي رأى هيجل – عند هذه المرحلة – ان الحل يتمثل بالحب، وبمفهوم الحياة الذي يجمع هذه المتناقضات بذاته.
باختصار، ان هيغل لا يريد لألهه المتمثل بالمطلق، ان يكون غريبا ومفارقا ومتعاليا، انما يريد له ان يكون حاضرا في وعي الانسان، وفي الحياة التي تضمنها معاً، الله والانسان في دولة تمثل مؤسسات كما له تجليه وحضوره.
يقول هيغل في خطابه الافتتاحي عندما تسلم كرسي الفلسفة في جامعة برلين، اي في وقت يمكن الاشارة فيه الى اكتمال مذهبه (حان الوقت لملكوت الفكر الحر ان يزدهر في الدولة بطريقته الخاصة، الى جانب حكومة العالم الواقعي)
من هنا كان من الطبيعي ان لا ينظر الى الدين من وجهة نظر فردية، انما كان ينظر اليه "من وجهة نظر جماعية، وكان يتساءل عن الشروط التي يجب على الدين ان يفي بها كظاهرة اجتماعية حتى يمثل دورا تربويا في حياة الشعب، وهذا يعني كيف يكون تجديد المجتمع ممكناً، وكيف يكون التنوير، ليس تنويراً للنخبة حسب، بل للانسان العادي والشعب"( ).
كان هيجل يومها يعتقد "ان إزاحة الدين الوثني بواسطة الدين المسيحي ، هي من اعجب الثورات الي يجب ان يشغل البحث في اسبابها الباحث والمؤرخ والمفكر"( ).
لكن "كيف استطاع الايمان بالآلهة الذي كان متشابكا بألف خيط مع نسيج الحياة الانسانية، ان ينفك عن هذا الترابط"( ).
هل الديانة المسيحية (مؤهلة لان تكون دينا حياً وذاتياً)( ) ان واقع الحال هذا يخبرنا، ان ثمة ديانة شعبية، مثلا اعلى لاشكال الديانات التي كان هيجل بالغ الاعجاب بها قد زال، وان بديلا له اسمه (الديانة المسيحية) قد تمكن من ازالته ومحوه، غير ان هذه الديانة الجديدة، قد ارتدت الى نموذج الديانات "الوضعية" التي يبدي هيجل نفوره من طبيعة العلاقة التي تتضمنها بين الله والانسان.
ما هو الحل الذي يمكن لهيجل التفكير فيه خلال هذه المرحلة وما هي الخطة التي يجب عليه وضعها لاصلاح ذلك؟
ان الاجابة عن هذه التساؤلات تمثل في خطوتين، اولاهما، معرفة اسباب زوال الديانة الوثنية الشعبية
واخراهما وضع المخطط العام لاصلاح المسيحية، انطلاقا من نموذج الديانة الشعبية اليونانية.
وهنا يتساءل هيجل: بم يجب ان يتصف دين الشعب، فيجيب: ان تعاليه يجب ان تتأسس على العقل الكلي اولا، (انما يجب عليه من بعد هو، ان يتصف بشكل تلتحق معه كل حاجات الحياة واعمال الدولة الرسمية بهذا الدين"( ).
ومن الواضح القول هنا، ان هاتين الصفتين الضروريتين تحددان على وجه جلي نقطة الشروع في المذهب الهيجلي بـ(المطلق) ونقطة المنتهى ايضا بارتباط مؤسسات الحياة كلها بذلك المطلق وصدورها عنه وهذه هي الاجابة الموجزة عن سؤال (وضع المخطوطة).
اما السؤال عن سبب انهيار نموذج الديانة الشعبية، فهو ما عزاه هيجل الى (التغيرات الاجتماعية التي ادت الى الانتقال من المدينة – الدولة اليونانية، الى الامبراطورية الرومانية، حيث احدثت زيادة الثروة والتوسع في المغامرة الفكرية تصدعاً في السياسة المحكمة، وحطت الاحساس بالتكريس للكل الاجتماعي – وحولت انتباه الفرد الى باطن نفسه والى مصلحته الخاصة"( ).
اما عن طبيعة الربط بين السؤال الذي طرحه هيجل والاجابة التي قدمها له، فهي تتمثل بالقول، ان بناء مؤسسات المجتمع انطلاقا من المطلق ذاته، يجعلها تنسجم معه في جميع اخلاقياتها، وان قيمتها كلها تتحدد انطلاقا من موقعها، من الموقع الذي يتحكم في وجوده على نحو كلي "المطلق" ذاته، انه تجريد الفردية من موقعها الخاص بها.
بعبارة اخرى، ان على القانون البشري، ان يستمد ماهيته من القانون الآلهي ومن الطبيعي ان نقول هنا، لما كانت الفكرة الاساسية في مذهب هيغل كله، هي المطلق، أو "ألله" فان قيمة الإنسان والعالم تتحدد هي الاخرى انطلاقا من هذه العلاقة مع الله".
يقول هيغل، في كتابه محاضرات في فلسفة الدين " ان الامة التي تحمل مفهوما زائفا وسيئا عن الله، لها ايضا دولة سيئة، وقوانين سيئة".
ان الطابع اللانساني في الحياة الاجتماعية الحديثة، يردّه هيجل على نحو مباشر، "الى تلك الثنائية التي يقيمها مذهب الالوهية والمسيحية بين الله والعالم، بين الوعي الباطني والمطالب المادية"( ). ومن هنا يرى هيجل : ان الانسجام الحقيقي بين العوامل جميعاً "يتوقف على عودة المبدأ الألهي الى العالم".
ان صفة مذهب هيجل، من حيث تأسيسه في لحظاته الفلسفية المتاخرة، على ارضية مرحلة الشباب اللاهوتية، مسألة يؤكدها عدد كبير من الباحثين الكبار في مذهب هيجل، يقول شاتليه "وعندما أتى – هيجل – الى يينا كان في الثلاثين من عمره وكان قد وضع آنذاك مذهبا يدل دلالة واضحة على ما سيكون عليه فكره النهائي في بنيته الاساسية"( ).
والفينومينولوجيا "تقيم الدليل على ان مضمون فكره، لم يطرأ عليه من جراء ذلك، اي تغيير جذري"( ).
إن رفض هيجل لنموذج الأله في الديانات الوضعية، بكل ما يتضمنه مفهومه، من علو وتعال ومفارقة وغربة، هو الاجراء الذي تمت معالجته في هذه الفترة على نحو تفصيلي، وقد بقيت فلسفة هيجل محتفظة بنموذج الرفض هذا من حيث انها "رفض لكل علو"( ) فالاله البعيد قد مات بالفعل"( ) عندما تم استبداله بالعقل المطلق الذي هو إله هيجل، وهو إله (ليس متعالياً، او خالقاً كاملاً بالمعنى الديني، انه غريب، لا يكتمل الا في التاريخ الانساني، ولا يوجد في الماوراء ، فالعقل اللامتناهي والواقع متطابقا الهوية"( ).
يقول هيغل في مقطع من شبابه "عقل الحياة: هذه هي المهمة"( ) وهكذا فان "منطق هيجل الاول في عام 1802، جواب عن السؤال الذي كان هيجل القى لطرحه على نفسه: كيف نعقل الحياة البشرية"( ).
وقدر تعلق الامر بتوحيد الاضداد الواقعي منها والفكري "اراد هيجل ان يكون الدين عقليا وحسيا معاً، حتى يكون دين الشعب"( ) يقول في (مشاريع حول الدين والحب 1897-1798) "حيث نفكر ان الذات والموضوع والحرية والطبيعة، هي متحدة هو موضوع كل دين، ان الالوهية هي ذات وموضوع معاً"( ).
ثم يختتم قوله يهذه العبارة الرائعة " ان ما هو موجود لا يجب ان نؤمن به، لكن ما نؤمن به لا بد له من ان يكون موجوداً"( ).

• شاعر وباحث عراقي


الهوامش



#عادل_عبدالله_جويمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عادل عبدالله جويمة - اسرار فلسفة هيغل - من الله الى الدولة الالمانية