أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - باليرينا في سجن النساء














المزيد.....

باليرينا في سجن النساء


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4530 - 2014 / 8 / 1 - 12:43
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


مدهشٌ غضبُ السجّانات الفاضلات من مسلسل "سجن النسا"! مدهشٌ خلطُ الغاضبات الدراما الخيالية بالواقع! مدهشٌ شخصنتهن الأحداث وإسقاط كل ما جرى في المسلسل على حيواتهن الخاصة! مدهشٌ تلبُّس كل منهن شخصية "غالية" السجّانة التي غدت سجينةً، ظلمًا! مدهشٌ أن يرى كل زوج سجانة في نفسه "صابر" النصاب الكذوب الذي يعيش على قوت النساء ويُحمّل سواه جرائمه! مدهشٌ أن تقول السجانة، الموظفة المحترمة بوزارة الداخلية، إن المُشاهِد قد كره مهنة السجّانة بعد مشاهدته المسلسل! والصحيح لكل ما سبق هو العكس تمامًا.
ثمة سؤالان يجب الإجابة عنهما.
1- منَ هي السجانة في "الواقع"؟ الإجابة: مربيةٌ ومُصلحة تربوية وخُلقية. وظيفتها، ليست وحسب، مراقبة السجينات حتى يلتزمن بالتعليمات ولا يحاولن الهرب، بل الأهم والأخطر أن وظيفتهن هي تقويمهن وإعادة تأهيلهن حتى إذا ما خرجن للنور، بعد قضاء مدة عقوبتهن، انخرطن في المجتمع من جديد وغدون مواطنات صالحات.
2- ما هي الصورة الذهنية "الخاطئة"للسجانة في "الوعي الجمعي" للمُشاهدين، قبل المسلسل؟ الإجابة: امرأة فظّة غليظة الملامح، قاسية القلب، تتعامل مع السجينات كأنهن حيوانات، لا بشر. تضرب السجيناتِ بالسياط، وتُفرغ فيهن همومَها. إن عانت السجانةُ في بيتها، تُسقط قسوة زوجها على السجينات. إن تعرّضت لمضايقات في المواصلات أو قاست شظف العيش، وهموم الأولاد، سكبت قسوتها على السجينات كنوع من المُعادل الموضوعي الإنساني. القوي يعذّب الضعيف، فيردّ هذا الضعيف بتعذيب الأضعف، وهكذا في دائرة لا تنتهي. ذلك ما كنّا نظنه في وظيفة "السجانة" قبل مشاهدة المسلسل. مثلما نسمي كل جبار نراه في حياتنا:"عشماوي"، رغم أن هذا العشماوي ليس إلا موظفًا يؤدي واجبه، وربما ينفطر قلبُه مع كل شَدة ذراع مقصلة، وتتفتت روحه مع كل روح تصعد إلى السماء مع قبضته على رافعة أنشوطة المشنقة.
لكن المسلسل كشف لنا الوجه "الإنساني" للسجانة. فشاهدناها تتعاطف وترحم وتبكي على سجينة مريضة، وتساعد أخرى على الولادة، وتحنو على مُقبلة على الإعدام، وترأف بمريضة نفسية قتلت أطفالها. شاهدنا مرارة سجينة مظلومة كانت سجانة قبل أيام. نجحت "غالية" في أن تسرق منّا، نحن المشاهدين، تعاطفَنا حتى وهي تقتل الذين دمّروا حياتها وزجّوا بها للسجن ظلمًا، وقتلوا طفلها الأوحد.
أن تجسّد باليرينا فاتنة، مثل "نيللي كريم"، دور سجّانة، ثم سجينة، يعني أن نرى الوجه الجميل لمهنة مظلومة في الوعي الجمعي. كنا نظنّها فظة، فرأيناها شاحبةً مغلوبة على أمرها. نظّنها تحمل سوطًا في يدها، فإذا بقلبها مرتعٌ لكل سياط الظلم والقهر الذكوري والفقر والجهل واليُتم والثكل وانكسار القلب.
أن تجسد الفنانة "سلوى عثمان" دور سجانة نمطية على هذا النحو المدهش، يعني أن نعرف كيف تحنو الأم على بناتها، وإن كنّ طريدات العدالة.
أن تجسّد المبدعة "سلوى خطّاب" دور تاجرة مخدرات جبارة، يعني أن تُعلمنا أنه ليس ثمة شيطانٌ كامل، ولا ملاكٌ كامل، بل يقف الإنسانُ بينهما دائمًا. تلك "الَمعلّمة" التي تدمر أولادنا بالمخدرات القاتلة، جهلا، أو طمعًا، تحمل، رغم هذا، قلبًا يرقّ للفقير ويحنو على المستضعَف.
أما "روبي"، بأدائها الفذّ لدور الخادمة التي ستتحول إلى قاتلة في لحظة غياب عقل، فتعلّمنا أن للخادمة مشاعرَ وأحاسيس وكرامة وأحلامًا صغيرة من العيب تجاهلها، لئلاا نحوّل الأبرياء إلى مجرمين، دون أن ندري.
مسلسل عبقري كسر الصور النمطية "الوهمية" التي نحملها في أذهاننا عن البشر الذين يختفون عن عيوننا وراء قضبان جامدة. تحية لكل من شارك فيه.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكفيريون في ثوب الميري
- القتل أرحم فظاعات داعش
- هل ندرس عملية الفرافرة؟
- سجينات الفقر
- أيها الشيطان، قرّ عينًا
- الدراما، آمرةٌ أمّارةٌ، أم مرآة؟
- ميرفت التلاوي، جبلُ الكريستال
- أستاذية العالم الداعشية
- لما كنا صغيرين
- سرقوا التلاجة يا محمد
- دريّة شرف الدين.. شكرًا
- -الشاعر- هاني عازر
- هل يعرف الداعشيون جبران؟
- العنف ضد المرأة
- الكاتب الداهية
- المجد للنباتيين يا آكلي اللحوم
- الفئران أول من يشعر بالخطر فتغادر السفينة قفزاً في الماء، يل ...
- متى ينام إبراهيم محلب؟
- ثاني رمضان، بلا إخوان
- المايسترو


المزيد.....




- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - باليرينا في سجن النساء