أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر جمعة العابدي - بداويتنا تسترد مفاتنها على يد داعش














المزيد.....

بداويتنا تسترد مفاتنها على يد داعش


حيدر جمعة العابدي

الحوار المتمدن-العدد: 4529 - 2014 / 7 / 31 - 20:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بداويتنا تسترد مفاتنها على يد داعش
قراءة في الانساق الثقافية المضمرة . 
لقد اصطنع العرب ممثلا بالإسلام السياسي حتى الوقت الحاضر ، معاني وأفكار خاطئة عن أنفسهم وعن وجودهم وعما يجب ان يكونوه ، فقد نظمو علاقاتهم الدينية والسياسية والاجتماعية وفق تصوراتهم عن المطلق المقدس والمحدود المدنس00تضخمت منتجات عقولهم حتى طغت ودمرت واقعهم وهيمنت علية فإذا هم يركعون امام مخلوقاتهم 0
ان فاجعة ظهور التيارات الدينية والسياسية المتطرفة والمتمثلة بدواعش العصر في العراق والشام وقبلها القاعدة ،أحدثة صدمة ورجة في عمق الوعي العربي والإسلامي المتفائل نسبيا ،بإمكان تحقيق خلاص الأمة من هيمنة الخارج والتسلط السياسي في الداخل 0لقد كشف حدث اعلان دولة الخلافة ،من قبل أمير داعش (ابو بكر البغدادي) حجم خواء وغباء المشاريع العربية والإسلامية من حيث هي مشاريع وتصورات فاقدة لكل مقومات العصر وغير قادرة على احداث التقدم والتحرر المعرفي والسياسي ،كاشفا في الوقت نفسة مدى هشاشة هذا العقل الذي لم يتخلص بعد من انماطة التاريخية والفكرية الكسيحة في بعديها البداءي/البدوي والتي استطاع هذا العقل عبر تحولاته التاريخية والسياسية من دمج هذه الأنماط في نمط فكري قادر على استيعاب النمطين السابقين في بنية فكريه واحدة أسميتها الفكر (البداوي) ، والبداوية وفق هذا التصور هي اتحاد البداءي الديني والبدوي السياسي ،مع فكر يقف بالضد من التجديد والتحديث والاختلاف المعرفي والإنساني ولا يمكن معه انبثاق الفرد بوصفه ذاتا حره مبدعة تستطيع تقرير مصيرها وتعيد بناء عالمها الجديد على أنقاض الماضي المتجاوز .
ان مدلول ظهور داعش من رحم القاعدة ومثيلاتها اليوم يدفعنا بنوع من المرارة والبصيرة للبحث عن سبب الموت والدمار العربي والإسلامي بما يحملة هذا الموت من بشاعة قل نظيرها في العالم شملت كل مظاهر الحياة
الانسانية مما يتطلب منا اخضاع هذا الفكر وهذه الثقافة بكل أشكالها وأنماطها السلوكية لا محاكمة كبيرة أذنت وحلت ساعتها للذات العربية والإسلامية التقليدية السائدة والتي لم تستطع العيش مع كل التحولات المعرفية والفكرية الاعلى هامش هذه التحولات او قشورها دون استلهام او مشاركة فاعلة ، وما الأحداث اليوم الا مؤشر خطير ومرعب على غياب الفهم والوعي الإنساني العربي والسلامي 0من هنا توجب علينا سؤال الحاضر 0 هل نحن امام خواء حضاري وإنساني عربي إسلامي ام العكس ؟؟. وللإجابة علينا اتخاذ الحاضر معيار مادي وموضوعي للكشف عن مدى نجاعة منتوجات عقولنا او خواءها . ان ما نشهد اليوم من هدم للآثار التاريخية والدينية والقتل على الهوية العرقية والمذهبية واغتصاب النساء وحرق الأطفال وذبح الرجال وتهجير للأقليّات المسيحية والشيعية وعودة لا أسليب الجلد وقطع اليد وختن النساء له اكبر دليل على هذا الخواء الفكري و استدعاء لنمط تاريخي ديني سياسي عنيف لكن بأسماء جديدة وزمن جديد نمط (بداوي ) قادر على استدعاء الماضي والموروث القمعي الفقهي العصبي وإخضاعنا لمسبقات الوعي التقليدي لكن بأساليب وطرق اكثر عنف ووحشية 0 فالبداوية هي بنية ثقافية واجتماعية قيمية تدميرية للأشياء والعالم تقف بالضد من الشأن المعرفي والحضاري الحديث ، تستدعي الموروث القمعي والاقصاءي على انه أنموذج فكري قادر على إيجاد الحل والإنجاز الحضاري 0
نحن اذا امام وعي وتاريخ لم يعد لدية مايقولة او يقدمة للحاضر بل اننا نعيش هزيمة حضارة وهزيمة عقل اما عصبية بداوية ترفض كل ممانعة واختلاف وتجديد ،عصبية تكرس ثقافة التسلط والعنف والإقصاء للآخر ،نحن امام بداويتنا التي رسخناها عبر عاداتنا وقيمنا وتصوراتنا وموسساتنا التربوية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية لا يمكن الخلاص منها الا في احداث قطيعة معرفية وأخلاقية تشمل كل مفاصل حياتنا تبداء من الأسرة الى المدرسة والجامع والشارع والمؤسسة ، واعتماد الفكر العلمي والمعرفي الحديث كبديل ابستمولوجي معرفي قادر على تجاوز اخفاق العقل التراثي بشقية الفقهي والسياسي السائد اليوم0 إذن نحن امام تحدي كبير وخطير اما بداويتنا وضمحلالنا، أو النقد والتجديد والتطور المعرفي الحقيقي ومن يظن ان داعش ستنتهي بمجرد التصدي العسكري لها هو واهم لان داعش هي نحن انها نتاج عقولنا وثقافتنا ، لكن بشكل اكثر تطرف ووضوح انها جزء مما يخفيه اللاوعي الجمعي للشعوب العربية والإسلامية ينتفض بين فترة وأخرى كلما سنحت له فرصة العودة مثل خلية ناءمه0



#حيدر_جمعة_العابدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتراب الذات في القصة القصيرة قراءة في مجموعة( أنا وكلبي وال ...
- النقد الثقافي : قراءة في الانسياق القافية المضمرة في رواية ا ...


المزيد.....




- المصانع الصينية تنقل الحرب التجارية مع أمريكا إلى مكان جديد ...
- الصين تحتفظ بورقة استراتيجية في صراعها التجاري مع ترامب
- هذه الصور الزاهية هي رسالة حب لنساء المغرب القويات
- ماذا نعرف عن الكلية العسكرية التي درّبت قوات المعارضة قبل ال ...
- أمير قطر يزور موسكو
- صراع النفوذ على النفط يعمق أزمات ليبيا
- عراقجي يميط اللثام عن رسالة خامنئي لبوتين
- غزة.. نزوح نصف مليون فلسطيني جراء استمرار العمليات العسكرية ...
- توتر تركي يوناني حول التخطيط المكاني البحري
- مصادر بوزارة الدفاع التركية: آلية خفض التصعيد مع إسرائيل لا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر جمعة العابدي - بداويتنا تسترد مفاتنها على يد داعش