أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - وليد يوسف عطو - اوهام الايديولوجيا














المزيد.....

اوهام الايديولوجيا


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4529 - 2014 / 7 / 31 - 11:39
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يؤكد المفكر علي حرب في كتابه :(اسئلة الحقيقة ورهانات الفكر :مقاربات نقدية وسجالية ) – ط2- 2012 –دار مدارك للنشر – دبي – الامارات العربية المتحدة :

( ان الايديولوجيا شان اي منظومة , تشكل نسقا متماسكا يحمل على الانغلاق والثبات ,ويعمل على النبذ والاقصاء, وذلك بقدر مايقوم على العصبية والاصطفاء . والعصبية هي لحمة الاجتماع البشري , اي الرابطة التي تربط بين فرد وفرد .واما الاصطفاء , فهو المسوغ الذي يمنح للهويات الثقافية او الجمعية اختلافها وتمايزها ).

ومن هنا كان تاثير الايديولوجيا في ترسيخ نظام السيطرة داخل المجتمعات .لقد تشكل الشعب الاسرائيلي تاريخيا من مجموعات اثنية مختلفة وحد بينها وحدة الايديولوجيا الممثلة في تشريعات عزرا ونحميا التي جلباهامن بلاد فارس وتشريعاته والتي تم اصطفائها لاهوتيا في كتاب التوراة , والقائم على اصطفاء شعب اسرائيل لاهوتيا باعتباره(شعب الله المختار ) وعلى النبذ والاقصاء لمن هو خارج هذا الشعب , وهذا ادى الى ابطال الزيجات من اجنبيات كما يخبرنا بذلك سفري عزرا ونحميا من التوراة .بالاضافة الى توحيد العشائر الاثني عشر عن طريق الاقتصاد من زراعة ورعي وتبادل في المنتوجات الزراعية والصناعات المحلية ونظام كهنوتي ونظام ارث والربا ونظام العفو عن الديون كل عدد معين من السنين ادى الى اعادة توزيع الثروات .
( فراس السواح : تاريخ اورشليم والبحث عن مملكة اليهود و الاسطورة والمعنى ).

سقوط وموت الايديولوجيا

يؤكد المفكر علي حرب ان الايديولوجيات باقية ولا تزول لانها تبدو ضرورية حتى تهب هذه الجماعات وحدتها ونظامها . وتشكل اداة فعالة في مواجهة التحديات وخوض الصراعات والدفاع عن الهويات . انما المقصود ب(السقوط ) هو ان عصر الايديولوجيا آخذ في الزوال ,وهو العصر الذي طغت فيه المذاهب الشمولية والنظريات الكبرى واليوتوبيا العقائدية غير القابلة للتطبيق على ارض الواقع . حيث وعدت اتباعها باقامة فردوس ارضي يمارس فيه الانسان حريته ويبلغ كفايته ويحقق سعادته .

ان احداث العالم خلال العقود الاخيرة تثبت ان اليقينيات المطلقة قد تزعزعت واصبحنا ندخل في عصر جديد اخذت تنحسر فيه الايديولوجيا بانساقها المقفلة وتنظيراتهاالزائفة واحكامها الجاهزة وخطاباتها الر تيبة.
انه عصر غلبة المفاجيء واللامتوقع على الضروري والحتمي . وغلبة التقنية والبرمجة والصورة وقوى الضغط على السياسة والعقيدة او الثورة .
ان وسائل الاعلام المرئي كما نشاهدها اليوم في (ثورات الربيع العر بي )قد سرقت الاضواء من الايديولوجيا من حيث التاثير في الراي العام والتلاعب به .

التعبئة الشعبية

قد تفعل التعبئة فعلها فتستحيل الجموع المؤدلجة قوة اسطورية هائلة تنجح في دك عروش الاستبداد وقلب الاوضاع, ولكن يقف تاثير الايديولوجيا عند هذا الحد فقط . فهي تقوض نظاما وتستولي على السلطة , لكنها تعجز عن فعل البناء والتاسيس . اذ البناء يحتاج الى رؤية وتدبير والى حساب وتقدير والى عقلانية .لهذا فان الايديولوجيات تؤول الى عكس المرجو منها.

ان عصر الايديولوجيات قد اوهم البشر ان في استطاعتهم الوصول الى مرحلة تزول فيه الصراعات . غير ان لاشيء من ذلك تحقق على ارض الواقع. بل اننا نشهد نكوصا الى الخلف .
هكذا حيث راجت الايديولوجيات حدث التغيير ,ولكن الى الوراء وعلى نحو اسوا , على الاقل على صعيد الحريات والحقوق . حيث جندت الايديولوجيات الناس لخدمتها والتسبيح بحمد اصحابها , بدلا من ان تستثمر لصالحهم . حتى على الصعيد الاقتصادي لم نشهد نموا اقتصاديا , بل شهدنا عجزا وتضخما الى حدودالافلاس .

ان الايديولوجيات لايهمها تغيير الواقع بل يهمها غسل الادمغة للسيطرة على اتباعها .صحيح انها تتحدث عن الحرية والعدالة والمساواة, لكنها تعمل في الوقت نفسه على نفي هذه المباديء .فخطابها هو في منطوقه خطاب حرية وعدالة , ولكن منطقه يؤول الى توحيد اللغة وقولبة وتدجين العقول والمشاعر. كل ذلك يتم على حساب المعرفة بالواقع ويترجم عجزا عن تشخيصه . ولهذا فالواقع يفاجيء اكثر مايفاجيء اهل الايديولوجيات الغرقى في طوباويتهم والمفتونين بسحر شعاراتهم .الذين يظنون انهم قابضون على زمام الامور , بمبادئهم الثابتة ومواقفهم المتطرفة وشعاراتهم المساواتية ومذاهبهم المحكمة ولهجتهم الحاسمة . فيما هم بسبب من ذلك بالذات يغيبون عن الواقع او يعملون على حجبه وتغييبه , والنتيجة هي عجز عن تغييره الى الاحسن .
ان تغيير الواقع يحتاج الى فكر غير مؤدلج او ممذهب ,يتسم بالمرونة والانفتاح والابتكار. من هنا لاغنى عن نقد الذات العقائدية او الايديولوجية .

نحو وعي كوني

ربما سيشهد العالم قريبا في ظل العولمة وثورة الاتصالات توجها جديدا نحو الانتماء الكوني بدلا من المحلي , خصوصا بعد ان اصبح كل شيء مشروطا او مربوطا بكل شيء في هذا العالم الذي باتت فيه المصائر متشابكة . وعندها سيتغلب الانتماء الكوني على الانتماءات التي تقع مادونه,اكانت دينية او قومية او قومية او اجتماعية او اقليمية .

ثمة مشكلة التلوث وانتشار الغازات السامة التي تكاد تفسد مناخ الارض . ان هذا الخطر سيفرض لامحالة قيام سلطة عالمية تتولى ادارة هذا الكوكب ,يقبل بها الجميع او يطالبون بها .سلطة تتجاوز الاعتبارات الاقليمية والصراعات بين الدول والامم لان الامر يتعلق بمصير الانسان على هذا الكوكب .انه انفتاح الايديولوجيا على الافق الكوني لاعادة ترتيب علاقة الانسان بذاته وبالكون .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف هو وسيط وليس بقائد
- هجرة محمد الى المدينة
- الاسلام بين الجامع والمسجد
- الاغتراب في الثقافة
- فتح الستارة عن حجاب المراة
- نحو مجتمع اسلامي علماني
- نهاية دولة لينين
- دبلوم في الخطيئة
- الجنس والكبت الجنسي
- نحو وطن عالمي كوني - انساني
- الانقلاب والثورة ينفيان الديمقراطية
- زعماء العالم النموذجيون
- الانساق الثقافية المعمارية - الجنسية
- تاثير الجنس في الحركات الاسلاموية التكفيرية
- الجنس بين الاثارة وشحة الامكنة
- جدلية الدين والنص والتاريخ
- الانظمة الشمولية واصابعها الخفية
- اشكالات استعادة الفعل السياسي في العراق
- الشمولية البعثية وصناعة شخصية صدام
- المسكوت عنه في الجنسانية العربية - ج 6


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - وليد يوسف عطو - اوهام الايديولوجيا