ابراهيم حمي
الحوار المتمدن-العدد: 4528 - 2014 / 7 / 30 - 18:29
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
اهداء الى المناضل الكبير "سي علي بوشوى"
*رجل أقوى من الصخر*
بعض الرجال يفرضون على الجميع احترامهم وتقديرهم، بإصرارهم القوي بقناعتهم وصبرهم وتواضعهم الكبير الذي لم ولن يؤثر عليه بريق و وهم الشعارات التي تحمس لها البعض من المناضلين "المثقفين" و أشباههم،
رجل ناضل واقتنع بخطه النضالي وأصر على أن يضل وفيا لقناعته وخطه النضالي،
رجل برصيد وتاريخ نضالي غير قابل للتوضيف ولا للصرف بأية عملة وكيفما كان قدرها أوحجمها أو نوعها،
رجل قهر الصخر وقهر الحجر وطوع الطبيعة بإرادته وإصراره ليستخرج قوته وقوت أبنائه دون أن يتوسل أو يستغل نفوذ تاريخ معانته مهما كان حجمها،
رجل مناضل ليس ككل المناضلين من جيله، لقد فاقهم صبرا وأنافة وتواضع وشموخ،
رجل لم يركع لأحد ولم يتوسل برسائل وشكاوي رغم إحتياجه في سنوات الضيق لم ينهزم ولم يتراجع عن قناعته وعن صموده في وجه كل أنواع القهر والظلم والإستبداد،
رجل لم يطلب من جلاده ومن سجانه تعويضا عما لحقه من معانات وتعذيب نفسي وجسدي له ولأسرته أيضا،
رجل لم يهرول نحو الطوابير الطويلة التي تنتظر جبر الضرار من المعتدي الأثيم،
رجل صاحب وصادق معواله لإستخراج رزقه ورزق أسرته من الأرض التي بقيت وفيتا له أيضا لقد إنتظرت عودته كي يحررها من التهميش والاهمال وضياع السنين،
رجل أحيا أرضا موتى بمعوله وبإصراره ولم ينتظر مساعدة أحد،
رجل لم يسجل عليه أنه شتم أو سخر أو إستهزاء من أحد حتى الذين خانوا العهد وتجاهلوه في زمان الصعاب ، وعندما يحتد الصراع بين الرفاق يصعد الجبل، فلا وقت لديه يلهيه عن العمل،
رجل عملي بإمتياز لا يحسن الكلام المنمق ولا يجامل بالحديث ولا ينافق في النقاشات،
له من الشجاعة الأدبية ما يكفي للتعبير عن رأيه دون إسهاب في المزايادات،
رجل أغلق كل أبواب التشكي وكل صياغ التظلم والإستعطاف حين قال أنا لست ضحية أنا قاومت الاستبداد والقهر السياسي والظلم الاجتماعي ضد خصم عنيد وقوي بكل معنى الكلمة ولم يحمل المسؤولية لأي أحد ولا لأي جهة،
رجل يتحدث ببساطة وتواضع العارفين ليقرأ من يحدته بين تقاسم عينيه علامة الإصرار والشجاعة والتقدم الى الأمام نحو الكفاح ولا شيء غير الكفاح، والعمل بعيدا عن البهرجة والضجيج والشعارات الفارغة،
رجل فضل صدى الجبال على ترديد صدى الخطابات والشعارت، لأن الصدى في الجبال لا يتردد إلا عندما تكون الأصوات قوية وحقيقية،
رجل آمن بالعمل ولا شي غير العمل ولم ينتظر زيارة قوافل تحمل له كومة أوراق مبالغة في تمجيده بأصوات لا تناسب إقاعه الصادق في العمل،
فهو الشامخ شموخ الأطلس الذي أنجبه، فتحية لهذا الرجل الذي قهر الأرض والحجر و الأعداء والخصوم وحتى الأصدقاء بصمته الحكيم، إنه رجل أقوى من الصخر
فتحية للمناضل الشامخ شموخ العدل والحق الذي يعلو ولا يعلى عليه،
تحية حب وتقدير للرجل المناضل بصمته القوي والمعبر في أيامنا وزمننا الأغبر هذا, تحية لأسطورة النضال سي علي بوشوى.
مراكش في 26فبراير 2014/
{بقلم ابراهيم حمي]
#ابراهيم_حمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟