أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجوى أم عائشة - صديقاتي (6)














المزيد.....

صديقاتي (6)


نجوى أم عائشة

الحوار المتمدن-العدد: 4528 - 2014 / 7 / 30 - 12:15
المحور: الادب والفن
    



(اِ)

تشاء الصدف أن أطلع على ركن التعارف في إحدى المجلات العربية ..
وكما الأغلبية الذين يحبون خوض تجربة التعارف ، اخترت عشوائيا اسما من دولة عربية..
لكن المشكلة كانت تكمن بالنسبة إلي في كيفية تطبيق هذه الهواية ..
أخبرتُ صديقتي ( اِ) باستحالة المراسلة عبر عنوان بيتنا ، ولم أتوقع منها أن ترشح لي عنوان منزلها .
كانت (اِ) فتاة جميلة ، مهذبة إلى أبعد حدود ، لبقة ، ومن عائلة محترمة ..
أعجبتني الفكرة التي لم تخطر ببالي ..وشكرتها على ذلك..
كان أول شخص أراسله من اليمن يقارب سني ..وأذكر أني كتبت له رسالة بلغة عربية فصيحة ،مختصرة، مؤدبة ، ذاكرة فيها هواياتي وميولاتي..
ولم أكن أتصور الرد العجيب الذي توصلتُ به ، لقد كان ردا ركيك اللغة ، مليئا بالأخطاء على أنواعها، ينم عن سذاجة صاحب الرسالة وعن نقص في عواطفه ..فهو صال وجال في ذكر العشق والهيام ..و..
ولأني مذ صغري كنتُ فتاة غيورة على كل من يتطاول همسا أو جهرا على فتيات المغرب ،أو يعتقد جازما أنهن لقمة سائغة ..فقد رددتُ عليه برسالة علمته فيها معنى الأدب ومعنى التعارف ومن تكون " فتاة المغرب" .. و صححتُ له فيها أخطاءه الفادحة ..
لم يصلني جواب منه ... ولم أكترث بعدها ل "ركن التعارف "في أية مجلة مهما كان شأنها ..
.
.
مرضت صديقتي(اِ) وغابت عن الإعدادية أياما، زرتها زيارة قصيرة جدا خارج وقت الدراسة ...لأسأل عن أحوالها ..وكان من ضمن ماحدثتني به أنها رأت شبحا يمر أمام بهو منزلهم بالليل ..ومن يومها وهي تحس بتعب وضيق وبصداع في الرأس ..وأغلب الظن أن هذا الشبح جنيّ يسكن المنزل.
ودّعتها راجية لها الشفاء العاجل ..وشعرت بقشعريرة يومها وأنا أمر بالبهو ..كأن الأشباح تترصدني وستقبض علي ..
أسرعتُ إلى منزلنا ..وأنا أفكر في شكل هذا الذي رأته صديقتي ..والذي ترجّح أن يكون " جنيا" ..
لكن زيارة أختي المتزوجة إلى المنزل ، جعلتني لاأفكر في الأمر كثيرا ..
فقد كانت أختي هاته - رحمها الله_ من الشخصيات التي تخلق من جو الجلسة العائلية جوا حميميا دافئا ..يسترسل الجميع فيه في الحديث والفكاهة ..
عند مغادرة أختي لمنزلنا تمام الساعة السابعة مساء ، اكتشفنا أن مصباح الزقاق الضيق معطل ..فأصبح المكان مظلما .. وكان الجو ممطرا ..ولابصيص نور يساعد على رؤية الطريق ..ولأن لاأحد كان موجودا من إخوتي الذكور وقتئذ ، فقد أخذت المبادرة عوض أبي الذي لم يعلم بأمر المصباح ، لمرافقتها حتى آخر الزقاق ..تحت تنبيهات والدتي بأخذ الحذر..
وكم أحسستُ بالفخر وأنا أضع يدي في يد أختي الكبرى ، ونحن نقطع الزقاق والظلام ..نسير بخطى ثابتة ،نرسم الطريق بذهننا ..فنحن تربينا هنا وياما لعبنا هنا مع بنات الحي ونحن صغيرات..
شعوري بالفخر أصبح يتلاشى ..حينما أحسستُ بيد تجذبني من كتفي ..همستُ لأختي أسألها إن كانت هي ..
لم تكن هي ..فيدها اليمنى في يدي والأخرى تحمل بها طفلها الصغير ..
بسملتْ أختي ..و أنا ..أنا أحسست بطنين في أذني ..و ..شعرت بأنّ " الجني" الذي حدثتني عنه صديقتي ..تبعني إلى منزلنا ..وهاهو ينتقم مني أيضا ..
فجأة ..أصدر الجني صوتا ..كان كافيا ليجعلنا نقطع المسافة هروبا ونحن نصرخ بكل ما أوتينا من قوة ..
وهاهو النور يلمع في الزقاق ..لأن المنازل كلها شرّعت أبوابها عند سماع صرخاتنا بما فيها منزلنا ..
وأبي يهرول تحت المطر ..يستفسر عما وقع ..لكنه يصطدم بأخي الذي كان غارقا في الضحك ..
فعلها أخي" صاحب المقالب " هذه المرة أيضا ، لكنه تلقى منا الشتائم ..أنا شتمته في نفسي ..وأختي علانية ..
وكانت فرصة لسكان زقاقنا أن يبادروا بإصلاح العطب..لكنها كانت فرصة أيضا لأكتشف أن خيالي نجح في تضخيم صورة " الجني" المخيف الذي حرمني النوم أياما ..لم أتخلص منها إلا بالإكثار من قراءة القرآن .



#نجوى_أم_عائشة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صديقاتي (5)
- صديقاتي (4)
- صديقاتي(1)
- صديقاتي (2)
- صديقاتي(3)
- على صفحة الرابطة المغربية (الالكترونية)


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجوى أم عائشة - صديقاتي (6)