|
محطات في الذاكرة عادل شعلان تحية وسلام
سعدي شرشاب ذياب
الحوار المتمدن-العدد: 4528 - 2014 / 7 / 30 - 08:14
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
محطات في الذاكرة عادل شعلان تحية وسلام سعدي شرشاب ذياب بابل /العراق
هذه القصة الحزينة تحكي باختصار محنة العقل وانجازاته بشكل عام ومحنة الموهوبين المبدعين بشكل خاص في بلادنا وربما في محيطنا العربي او الإقليمي. أنهينا السنه التدريبية في مستشفى الكرامة التعليمي بغداد وتم سوقنا الى الخدمة العسكرية الإلزامية لننقل بعدها الى الوحدات في جبهات القتال ليستقر المقام بي في وحدة الميدان الطبية التابعة لفرقة المشاة الحاديه عشرة والتي كانت وقتها في التنومه او ما يسمى قضاء شط العرب و مرت الأيام وكأنها ليل طويل ينزلق كحبات المسبحة على خيطها ويالها من مسبحة طويلة كانت, لتحدث خلالها معارك نهر جاسم التي استمرت تقريبا اكثر من أربعة اشهر وذلك استدعى مجيء معظم القوات الموجودة في الجبهات الأخرى الى قاطع هذه الفرقة وكان واجبنا تقديم الخدمات الصحية والطبية لمقاتلي هذه الوحدات وكنت انا فقط طبيب الاسنان في وحدتي ولي غرفه كامله ومجهزة بكل الآلات والأدوات الخاصة بطب الاسنان. ذات يوم كنت جالسا في بهو الضباط والأطباء لمشاهدة تلفزيون الكويت ومتابعة اخبار الحرب اللعينة وأحتسي الشاي خلالها دخل العسكري الانضباط الخاص بالمقر ليخبرني بوجود ضابط مراجع في غرفتي أكملت الشاي وخرجت لأدخل الغرفة وإذا بي أجد ضابطا برتبه نقيب مربوع القامه، ممتلئ الوجه بسحنة حنطاويه مع هندام عسكري مرتب جدا ونظيف وانيق هذه الملامح توحي بشيء ما عن الشخص المعني الواقف. قلت عند دخولي: السلام عليكم رد النقيب: وعليكم السلام وقام واقفا ليصافحني مبتدئاً قوله بأسف شديد لحضوره في هذا الوقت رغم ان الوقت كان قبل بدء الظهر بقليل اجبته: خيرا تفضل ماذا عندك وما هي حاجتك أجاب: العفو دكتور إذا تسمح لدي مشكله بأسناني وبحاجه الى عنايتك قلت له: تتدلل وبالخدمة وابتدرته قائلا قبل ان يبدأ بوصف شكواه: أعتقد حضرتك ضابط مجند أجاب والابتسامة تعلو محياه: نعم لكن كيف عرفت اجبته: وضعك العام يشي بانك ضابط احتياط وليس ضابط دائمي ومظهرك يوحي إنك خريج احدى الكليات ابتسم وقال: نعم انا دورة الاحتياط رقم(؟) نسيت رقم دورته اجبته: الله كريم لان خدمتكم العسكرية طالت ولا أرى بارقة امل لكم بالتسريح منها اجابني: العفو دكتور (انته سامع بواحد اسمه عادل شعلان) اجبته: نعم وهل يخفى اسم هذا الموهوب اجابني: دكتور انا عادل شعلان ظننت في البداية انه يمزح معي او انني امام مقلب مرح لا يدوم طويلا وابتسمت كرر الضابط قوله انا عادل شعلان فرحان نظرت اليه باحثا بمظهره الجميل المنمق أي أثر لرجل ربما يعاني من اضطراب في السلوك أثر ضغط نفسي تتسببت به أجواء الحروب اختلست النظر الى ورقة العيادة الخاصة به لأحسم موقفي وإذا هي مسجله بإسم النقيب عادل شعلان فرحان وموقعه من قبل اّمر الفوج الأول لواء المشاة الخامس الذي يحمل نفس الاسم النقيب عادل شعلان فرحان نهضت واقفا لأحيّيه بحرارة مرة أخرى وقلت: أهلاً بك أيها الموهوب في الرياضيات سألني: دكتور حضرتك من أي مواليد اجبته :1960 استغرب قائلا لكن انا عندما ظهرت في تلك الفترة وانت بعمر اقل من سنه؛ كيف عرفتني؟ اجبته: كان ابي عند دخولي المدرسة في الأول الابتدائي يساعدني كثيرا في دروسي حيث انا ابنه الذكر البكر وخصوصا بالرياضيات رغم أنى كنت بها متميزا، لكن أي تأخير في حل مساله بالواجب البيتي او أي خطأ بالإجابة كان يعنفني ب(رزاله) خفيفة قد تعقبها ضربه خفيفة على الراس او ما نسميه (دمغه) ويردد حانقا: اللي (الذي)خلق عادل شعلان مو هوة (أليس هو) اللي خلقك شبيك بابا انتبه وفكر ولتغلط (لا تخطيء) بعد. اود ان انوه بان (عادل شعلان فرحان من مواليد مدينة النعمانية في محافظة واسط في الخمسينات، لم يكن طفلا عاديا عندما قدمه لأول مرة الأستاذ الراحل (كامل الدباغ) في برنامجه الشهير (العلم للجميع) الذي كان يعده ويقدمه خلال فترة ستينيات وسبعينيات القرن الماضي وقدمه كموهبة وأعجوبة في الرياضيات، كان يحل أصعب الأرقام وجداول الضرب وبسرعة بديهية يعطي الجواب، ونحن المشاهدين مشدودين الى شاشة التلفاز آنذاك وبقي في ذاكرتنا سرعة بديهيته ونباهته وموهبته الربانية تلك في لغة الأرقام ضربا وجمعا وقسمة وطرحا. وكذلك ظهر مرة أخرى من على شاشة تلفزيون بغداد وقدمه الفنان التشكيلي (المرحوم نوري الراوي) في البرنامج الذي كان يقدمه (مع الموهوبين) ونحن ننظر مرة أخرى الى براعته وسرعته في حل لغة الأرقام هذه، بعدها ظهرت صوره وأخباره في الصحف وكانت صوره تباع كطفل موهوب في بغداد والمحافظات الأخرى)(1)
:(جاء في كتاب (قراءات) لعبد الخالق ناصر شومان ص 124-125 ما يلي (في بداية الستينات برز اسم عادل شعلان الموهوب بالرياضيات، بعد ان استضافه كامل الدباغ في برنامجه (العلم للجميع فانهالت التبرعات عليه من الشركات ومن التجار والمواطنين...، وجاء تلفون من وزارة الدفاع بان الزعيم عبد الكريم قاسم أمر بتكريم عادل شعلان بجهاز تلفزيون، وهي هدية قيّمة في وقتها وفي اليوم التالي ذهب عادل شعلان الى وزارة الدفاع لاستلام هدية الزعيم وحين عرف الزعيم بان عادل شعلان قد حضر شعر بالإحراج أمام مدير مكتبه وقال لمن معه: أليس بالإمكان تأجيله الى نهاية الشهر كي استلم راتبي وأعطيه الهدية). (2)
اخذ يتكلم عادل شعلان حول ظروف ذيوع موهبته وكيف ظهر في تلفزيون بغداد سألته: هل لديك أولاد موهوبون مثلك أجاب: دكتور انا عندي بنات. قلت له وهل يتمتعن بنفس قابليتك. أجاب: نعم ولكنهن لسن بنفس الدرجة. سألته: العجيب إنك تستطيع اخراج ناتج عملية الضرب الحسابية بسرعه فائقة قد نحتاج نحن وقتا باستخدام عدة عمليات رياضيه وصولا الى الناتج النهائي. قال: عند النظر الى عددين طويلين بمراتب عديده مضروب أحدهما بالآخر اعتصر ذاكرتي وكأني رأيت هذه العملية سابقا وكأني أتذكر الناتج فورا. عقبت على ذلك: أستاذ اكيد دخلت كلية علوم قسم الرياضيات. أجاب: لا انا خريج زراعه. استغربت انا الامر وقلت له كيف تكون موهوبا بالرياضيات وتذهب الى كلية الزراعة. أجاب: دكتور هذا اللي صار وهذا الموجود. قلت له بالمناسبة انا رأيت برنامج العلم للجميع عندما ظهر به الموهوب ظافر عندما كان طفلا في بداية السبعينات وانت ظهرت أيضا في البرنامج كضيف وعلق وقتها كامل الدباغ باننا بعد رقم عادليون وهو من مضاعفات الملايين حصلنا على رقم أكبر اسمه ظافرليون. علقت بعدها لكن هذا حرام موهوب بالرياضيات يرشح لدراسة الزراعة، وانا اعتقد لو تخصص في علم الرياضيات او الهندسة ربما لأبدَعَ أكثر. اجابني: حبيبي هذا اللي حصل واللي صار. ضربت له مثلا أحد أصدقائي والده ذهب الى الخارج ليتخصص بقوانين الفقه المقارن وعند رجوعه الى العراق تم تعيينه مديرا لحقل دواجن في ابي غريب ضحك ضحكة خفيفة معقبا: هذا استغلال للمواهب والمعرفة وساق المثل الشعبي القائل ((يصيبون البكه (البعوضة) ويخطون(ويخطئون) الجمل)). احسست ان لديه الكثير مما يريد ان يقوله لكن أجواء الجيش كانت وقتها محاطة بإحكام من قبل الامن والاستخبارات العسكرية وأي جملة من الممكن ان تفسر تفسيرا يقود قائلها الى السجن وربما الإعدام. اتممت عملي معه وكتبت له على العيادة احاله الى مستشفى البصرة العسكري واكملت له الإجراءات بنفسي من توقيع آمر الوحدة والختم وسلمتها له بعد اكمالها واخذ بالاستعداد للذهاب الى وحدته سلم علي بحراره وبصوت عال يشوبه الحزن والاستنكار ويخفي في طياته كثيرا من الجمل التي بقيت صامته: دكتور سلملي على ابوك وكولّه عادل شعلان هسّه بجزيرة الصالحية والله يعلم ليمته تجي قذيفة ويخلص، قالها بلهجة جنوبيه خالصه وذهب وعيناي تشيعانه وأقول في نفسي ربما سألتقي هذا الرجل الرائع مرة أخرى او ربما لا التقي به بسبب غيابه عن الدنيا او غيابي انا عنها بقذيفة غبيّة قد تطاله او تطالني او تطالنا نحن الاثنين. بعد أيام قرات في جريدة (القادسية) التي كانت توزع يوميا على وحدات الجيش ردا لأمير الحلو على تعليق لعادل شعلان على موضوع معين نسيت فحواه ويحاول ان يوضح فيه فرق العمر بينه وبين عادل شعلان الذي يصغره بسنين عدّة بعد لقائي مع هذا المبدع الرائع في هذه الحادثة في النصف الأول من العام 1987 واحسست كم يتصف بالطيبة والتواضع لان يأخذ ويعطي مع كل من يعرف شيئا ولو بسيطا عنه. تفحصت الوضع مليا بعد خروجه من غرفتي واخذت أفكر في الامر جيدا لأرى الى اين سيذهب بالعراق وبنا النظام السياسي القائم, اين رعاية الموهوبين ,هل هنالك حكومة ترضى ان يكون هذا الشخص تحت مرمى النيران وضمن مديات الكلاشنكوف ربما تزهق روحه إطلاقة غبيّةٌ تنطلق من سبطانة جوفاء صماء وبقيت حائرا ومتفكرا الى مساء ذلك اليوم بقيت جالسا وحدي في غرفة النوم ولم اذهب الى البهو وتناولت عشائي في غرفتي واستغرب زملائي الأطباء انعزالي عنهم واجبت على استفساراتهم اني اعاني من صداع وأريد ان ارتاح لوحدي وبقيت ساهما غارقا في دوامة من الهواجس المزعجة والمؤلمة في نفس الوقت وبعد تفكير عميق قررت ان لا أبقى في العراق حال تسريحي من الخدمة الإلزامية وحصولي على جواز السفر وكان هذا عهد مني لكن هذا القرار والامل بتحقيقه بدأَ يتلاشى عاما بعد عام بسبب استمرار الحرب وحين انتهت لم نسرح من الخدمة مثلما ظننا,لذلك اتممت نصف ديني بالزواج بعد وقوف الحرب الملعونة وأخيرا حصلت على التسريح من الخدمة في أواخر شهر مايس 1990 وعملت جوازا للسفر وانجزته بسرعه مفرطه وقد خدمتني الصدفة في ذلك حيث كنت انتظر أن يأتيني احد اقاربي من سكنة الامارات بعقد عمل وإقامة هناك, وبقيت انتظر ليتلاشى الامل بصورة اكبر عندما سمعت اخبار احتلال الكويت من الراديو وبعدها توالت البيانات الصادرة من مجلس قيادة الثورة والقيادة العامة للقوات المسلحة ومنها استدعاء المواليد بستّ وجبات, إيقاف السفر ومنعه وحتى اشعار اخر ,حجز بعض رعايا الدول الأجنبية ,واستمرت الخيبات بتحقيق ذلك الامل الذي تلاشى والى الابد مذ رزقت بمولودي الأول لأبقى في العراق اتحسس ناره وكأنها وخزات برد لذيذة. (وفي حرب الخليج الثانية 1991 كان يخدم في الجيش مرة أخرى وبرتبة (رائد احتياط) وشاء القدر أن يقع أسيرا بأيدي القوات الأمريكية، وحتى وهو في الأسر لم تفارقه موهبته الربانية تلك، وقال لزملائه في الأسر أن عدد الأسرى بالقفص الفلاني؛ كذا عدد والمجموع؛ كذا، وكان العدد مطابق ووصل الخبر الى الأمريكان فاستدعوه لبيان كيفية معرفة الرقم بالضبط. قال إن الطعام ينقل بالعجلات على شكل علب (باكيت) فعرفت عدد الأسرى من خلال حساب عدد العلب !! ويقال إن الأمريكان طلبوا منه العيش في أمريكا ولكنه رفض !! وكان بحاجة الى علاج رغم معاناته من مرضه، بعد انتهاء الحرب أطلق سراحه من الأسر. وفي ظروف اجتماعية يائسة مات عادل شعلان، وطبعا لم يدفن بالقبة الفلكية في متنزه الزوراء -بغداد لأنه لم يبق هنالك لا قبة ولا فلك، اضطرب الزمن في دورته، ولم نرجع الى الوراء، بل الى المجهول) (3). انه لمن المحزن ان تكون نهاية العلماء بهذه الطريقة ولا ينالون استحقاقاتهم في تكريمهم عند وفاتهم وكذلك كان زميله (ظافر)الذي غابت اخباره عنا ولم نسمع عنه شيئا حتى في الشبكة العنكبوتية. (وكل هذا وذاك فالطفل الموهوب أو المعجزة آنذاك (عادل شعلان) لم يحظ بشيء من الرعاية والاهتمام لموهبته وتوجيهه نحو الدراسة التي تنمي وتُصقل هذه الموهبة الكبيرة والفريدة آنذاك، سواء في العهد الجمهوري الأول أو الثاني أو غيره من الحكومات التي تولت الحكم، وبدل أن يدرس الهندسة أوأحد علوم الرياضيات ذهب ودرس الزراعة !! في كلية الزراعة في بغداد وتعين بعدها في أحد الوظائف الحكومية) (3). حصل عادل شعلان على دعم من الزعيم عبد الكريم قاسم كما اوردنا سابقا ما ذكر في كتاب (قراءات) لعبد الخالق ناصر شومان حيث يعكس ذلك الوضع اهتمام الحاكم برعاياه الموهوبين وكيف انه اعتذر عن تلبية توفير الهديه لأنه لم يستلم راتبه وهذا يعطي فكرة عن مدى نزاهة الحكومة ونزاهة المسؤول في تلك الفترة لكن علينا ان نشير الى إخفاقات البرنامج التربوي في العراق حيث عشنا وتعايشنا وراينا منظومتنا التعليمية ومناهجنا تعيش في فترات حالكة بسبب بؤسها وهيمنه النظام السياسي عليها والتدخل في كل شاردة ووارده ومحاولة تطويعها لتخدم السلطة والمفروض العكس ان تكون السلطة خادمةً لهذه المنظومة يقول الدكتور علي ثويني(4) :(قرأت بحثاً متميزا بصدد "الكشف عن مواهب الطلاب وصقلها إبداعيًّا" والذي يبين أن نسبة المبدعين الموهوبين من الأطفال من سن الولادة إلى السنة الخامسة من أعمارهم يبلغ نحو 90%، وعندما يصل الأطفـال إلى سن السابعة تنخفض نسبة المبدعين منهم إلى أن تصل إلى 10%، وما أن يصــلوا إلى السنة الثامنة حتى تصير النسبة 2% فقط، مما يشير إلى أن أنظمة التعليم والأعـراف الاجتماعية تعمل عملها في إجهاض المواهب وطمس معالمـها ، وبالعكس فأنها قادرة على الحفاظ عليها بل وتطويرها وتنميتها. ويتذكر جلنا في الستينات قصة العبقري عادل شعلان وخياله بالرياضيات، والذي لم يجد له في منظومة العراق التعليمية التي تركها "ساطع" لنا، محل ومن يأخذ بيده، فأنحسر وتداعى الى كاتب وصولات في أحد المستوصفات الحكومية، وطواه النسيان). مشكلتنا التعليمية او المرتبطة بالنظام التربوي تعاني من خلل كبير قد يكون حدث بسوء تقدير بدون قصد وربما يكون مقصودا بحد ذاته واتذكر اننا في الابتدائية والمتوسطة والإعدادية لم نكن نأخذ حصة الرسم التي كانت موجودة في جدول الدروس الأسبوعي بل كانت دائما توصف شاغر لعدم توفر معلم مختص وحتى يشمل ذلك درس النشيد والموسيقى وكذلك درس التربية الرياضية. بتركهم درس الرسم جعلوا فجوة في نفسيه الطالب العراقي تحول دون اعجاب كثيرين منهم بالفن والرقي الإنساني الذي يهذب النفس ويجعلها مرهفة الحس وقادرة على رصد جمالية المكان وكذلك ترك درس النشيد أدى الى عدم تنمية الحس الإنساني واهتمام الطفل بالنغمة الجميلة الهادئة التي تبعث بالنفس شعورا بالارتياح واستبدل ذلك بالإصغاء الى الموسيقى التي اقل ما يقال عنها صخب مليء بالفوضى ونغمات بحاجه الى تهذيب حيث يعلل ذلك الدكتور ثويني (4) : (وحينما عرف السبب بطل العجب، فلم يدرس الجمال للعراقيين كي يوغلوا بالتوحش، ويصلوا أن يقتل ويقطع رأس أحدهم الآخر كما هو دائر اليوم، أو يفجروا جماليات معمارية مترعة بالروحانية والقدسية، مثل قبة الإمام العسكري (ع) في سامراء، أو أثر عظيم مثل منارة الملوية، أو يفجروا كنائس المتقشفين المسالمين، أويقتلوا أهلنا الصابئة حماة الوداعة والتجمل الماكث في التراث العراقي من تعاليم ماني البابلي).يضاف الى ما تقدم ان نظامنا التربوي منذ نشوءه يعاني من نقص حاد باي درس يمت لعلم الفلسفة وفروعه مثل المنطق وتساؤلاته ونهايته العظمى والصغرى وعلم الجمال وعلاقته بتنمية الحس الإبداعي لاكتشاف ما هو جميل ويعلل ذلك الدكتور ثويني(2) :( وحينها قفز لخاطري جواب عن سؤال: لماذا لم يضع (ساطع الحصري) ولا حتى سلطة البعث في منظورها أن تدّرس المنطق للناشئة العراقية؟ والجواب: كونه يفتح في عقولهم مرصداً "لمنطق" الأمور، والشروع في عملية محاسبة لكل ما عداها، ومن ضمنها ممارسات تلك السلطات النائية تماماً عن أي منطق وعقل. حتى أن عفلق نفسه القادم من (السوربون) والثقافة الفرنسية "المتفلسفة" لم يرَ ضرورة لتدريس تلك المفاهيم للعراقيين، كونها تكشف عورته ورهطه قبل غيره). بعد حصولي على الماجستير في طب الاسنان بسنوات تم نقل خدماتي الى الجامعة ومن متطلبات ذلك بعد الحصول على اللقب العلمي ان ندخل دورة في طرائق التدريس وكان المحاضرون كلهم من حملة الدكتوراه وفي اختصاصات دقيقة في فن التدريس منهم من اختص بتصميم المناهج وكان طالبا عند التربوي الشهير جون ديوي الذي أشرف على اطروحته للدكتوراه سأله احد زملائي في الدورة: دكتور انت مختص في اعداد وتصميم المناهج منذ اكثر من ربع قرن هل تم استدعاؤك سابقا من قبل وزارة التربية او وزارة التعليم العالي لغرض معرفة رأيك وامكانياتك في اعداد المناهج. أجاب الدكتور المختص: كلا لم يستدعني أحد طيلة ربع قرن وسكت وكان يقصد فترة الثمانينات والتسعينات والسنين الستة الأولى من الألفية الجديدة. اصابنا الذهول من جوابه واستنكرنا ذلك كيف يا دكتور انت ذهبت بعثه لهذا الاختصاص ولم يسمح لك ان تساهم في اعداد المناهج وتصميمها او على الأقل إعطاء رأيك، تجاهل استنكارنا ولم يجب على تساؤلنا. يتضح من ذلك إنّ هذه الأنظمة غير مشموله بالتطوير ومتابعه التغييرات الحاصلة بل بقيت محكومة من قبل منظومه خاصه تتبع السلطة. وأخيرا أقول اليك تحيتي وسلامي يا عادل شعلان ولو ولدت في بلد اخر ربما كنت بوضع مغاير وأفضل. . ====================================================================== 1.عادل شعلان /محنة الابداع العقلي ومحنة الموهوبين/ شبكة البرلمان العراقي http://www.iraqgreen.net/modules.php?name=News&file=article&sid=30835 2.من غرائب العراق الجديد. http://www.kitabat.com/ar/page/05/11/2013/18827 3.عــــــــــــادل شـــــعلان الطفل الموهوب http://www.alganabi.com/showthread.php?t=15666 4.ثقافة الهوية والمواطنة: نحو إحياء السنن المعرفية العراقية في منظوماتنا التعليمية إصلاح المنظومة وتدريس الفلسفة؟ د. علي ثويني – السويد http://www.mesopot.com/old/adad10/10.htm روابط ذات صله 5.مبدعون في الخارج ملاحقون في الداخل http://www.sotaliraq.com/mobile-item.php?id=112670#axzz38mRaSycA 6.من أعلام العراق، كامل الدباغ والعلم للجميع /عمران موسى الحسن http://www.iraqnla-iq.com/fp/journal59/18.htm
#سعدي_شرشاب_ذياب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا تخافوا من التقسيم .............. الخوف مما بعد التقسيم.
المزيد.....
-
تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
-
ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما
...
-
الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي
...
-
غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال
...
-
مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت
...
-
بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع
...
-
مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا
...
-
كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا
...
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|