أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - «الدولة الإسلامية» (داعش): التحدي الأكبر














المزيد.....

«الدولة الإسلامية» (داعش): التحدي الأكبر


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4525 - 2014 / 7 / 27 - 22:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


«الدولة الإسلامية» (داعش): التحدي الأكبر
ضياء الشكرجي
[email protected]
www.nasmaa.org
منذ العاشر من حزيران حيث فوجِئنا، بل صُدِمنا وفَزعنا بالحدث الكارثي، باحتلال الموصل الحبيبة، من قبل إرهابيي داعش، القادمين من عصر ما قبل التاريخ، وإعلانهم «الدولة الإسلامية»، والتي كانت من قبل تحمل اسم «داعش»، أي «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وقبل ذلك «الدولة الإسلامية في العراق، ثم إعلانهم الخلافة؛ أحداث وكوارث تتوالى يوميا، لا نريد أحيانا أن نصدق إنها حقيقية، بل وكأننا نشاهد فلما من أفلام الرعب (terror) أو كأننا في كابوس، علنا نفيق من النوم فتكون نهاية هذا الكابوس.
لكنها، ولشدة ما يحزننا، ويقلقنا، ويخيفنا، ويرعبنا، الحقيقة والواقع. مع هذا لا نريدها أمرا واقعا مسلما به، بل نتطلع إلى نهاية هذا الكابوس وأحداثه المقرفة والمحزنة والمخيفة.
أهل نينوى، وأهل وادي الرافدين الأصليون من المسيحيين، تُخلى منهم الموصل لأول مرة، في حالة إنسانية كارثية. وكل معالم الموصل الحبيبة، الدينية، والتاريخية، والأثرية، تباد. كنائس، مساجد، حسينيات، مراقد أنبياء، مراقد أولياء، مقامات أئمة وأولاد أئمة. أماكن يقدسها المسيحيون والمسلمون من السنة ومن الشيعة، ومعالم ثقافية، من نصب تذكارية لشعراء ومفكرين، ينالها التفجير. النساء يمنعن من مزاولة العمل، ويفرض عليهن النقاب، وأخيرا يصدر أمر الخليفة بختان كل نساء وبنات الموصل.
همج رعاع، قتلة متوحشون، أجساد بلا قلوب، أشباه بشر بلا إنسانية، يدّعون أنهم يفعلون كل ذلك في سبيل الله وباسم الله؛ يقتلون باسم الله، ويرعبون الناس باسم الله، ويرجعون البلاد ألفا وأربع مئة عام إلى الوراء باسم الله، نعم يفعلون كل ذلك باسم الله، يُكبّرون الله عندما يذبحون البشر، أو عندما يقتلون الأسرى، أو عندما يفجرون معالم الدين والثقافة والتراث.
وأقولها بكل وضوح، بأنني بالرغم من اعتناقي لعقيدتي الإلهية اللادينية منذ نهاية 2007، هذا الذي أعتبره شأنا شخصيا لا أسمح لنفسي أن يُقحَم في السياسة وفي عموم الشأن العام، إلا على نحو ممارسة حقي في التعبير عن عقيدتي، ولكني رغم ذلك كديمقراطي علماني ليبرالي، ألزم نفسي باحترام اعتقاد واحترام أتباع الديانات والمذاهب، وباحترام تقديسهم لمقدساتهم، ولذا وكأي ديمقراطي علماني أتضامن كليا مع المسيحيين، عندما تنتهك مقدساتهم، وأتضامن مع السنة، ومع الشيعة، رغم أني لست شيعيا ولا سنيا، عندما تنتهك مقدسات هؤلاء أو هؤلاء أو مقدساتهم المشتركة، وعندما تهان عقائدهم. أحزن أيما عندما يهجر الدواعش أحبتنا وأهلنا المسيحيين، وحزني عليهم فوق كل حزن، لأنهم زينة العراق، وهكذا أحزن عندما يهجر طائفيو السنة أحبتنا وأهلنا الشيعة، وهكذا عندما يهجر طائفيو الشيعة أهلنا وأحبتنا السنة. ولا أنسى ما حصل لغيرهم من أتباع المكونات الدينية، كالصابئة والإيزيديين، تلك الصغيرة في أعدادها، الكبيرة في مكانتها في قلب الوطن، كمكونات من هذا الوطن، بكل تلاوينه وتنوعاته، والتي أراد المتخلفون والطائفيون وأعداء الإنسانية، وأعداء قيم الحب والجمال والسلام، وأعداء الوطن، وأعداء تعايشه أهله بسلام وتحابّ.
ونسمع اليوم إن هناك مجاميع من شباب الموصل بدأوا يشكلون أنفسهم من أجل مواجهة الدواعش. أسأل الله أن يحفظهم، ويقيهم بشاعة جرائم مجرمي دولة الخلافة، ويثبت أقدامهم، وينصر قواتنا العسكرية والمتطوعين في طرد هؤلاء الوحوش، لتعود الموصل إلى أحضان الوطن، ويعود مسيحيوها وغيرهم من أبنائها إلى بيوتهم، ونعيد بناء ما هدموه من معالم دينية وثقافية وتاريخية، ولو إن خسارة الأصل لا تعوض، لكن الأهم من ذلك هو الإنسان، كرامته، حريته، حقوقه، عيشه الكريم، في الموصل، وفي وسط وجنوب وغرب وشمال العراق. آملين أن تحقق العملية السياسية تقدما، رغم يأسنا من السياسيين والأحزاب الدينية والطائفية والمتنافسة على الامتيازات، ولكن أي خطوة تصحيحية ولو بنسبة من النسب، هي تحريك العملية باتجاه ما هو أصح وأنفع، أو ما هو أقل خطأ وضررا وخطرا وسوءً.
من أجل عراق أجمل، وأكثر أمنا وسلاما، وأكثر ديمقراطية وحداثة، وأكثر تقدما وعدلا ورفاها، وأكثر تعاضدا وتحابّا وتعاونا، ولو من أجل الأجيال القادمة، كي تكون أكثر سعادة منا، وأكثر فرحا بالوطن، وأكثر حبا لمن فيه، وأكثر فخرا بما فيه.
27/07/2014



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «ن» وما أدراك ما جريمة تهجير المسيحيين
- ليس مما هو أسهل من حسم الرئاسات الثلاث
- المخالفات الدستورية لمجلس النواب
- كفاكِ أيتها القوى السياسية الثلاث لعبا بمصير الشعب العراقي
- مجلس النواب وجلسته الأولى المخيبة للآمال
- آليات حل الأزمة العراقية الراهنة
- العراق إلى أين؟
- مقالة في ال (شپيغل) الألمانية عن أردوغان «القسيس والسلطان»
- وفاز المالكي ولو كره الديمقراطيون
- تعديلان دستوري وقانوني لمعالجة مشاكل انتخابية 2/2
- تعديلان دستوري وقانوني لمعالجة مشاكل انتخابية 1/2
- ما يسجل على الدعوة إلى حكومة «الأغلبية السياسية»
- المفهوم الصحيح لمصطلح «الأغلبية السياسية»
- أسينقلب السحر على الساحر؟
- يا مراجع الدين دعوا السياسة نحن أهلها
- لمن لاءاتنا الانتخابية ومن هو البديل
- العلمانيون المترشحون على قائمة إسلاموية أو طائفية
- أثر اللامبالاة واليأس والانخداع في الانتخابات
- لا يُلدَغُ شعبٌ من جُحرٍ أَربَعَ مَرّات
- انتخاب الإسلامي من الكبائر وانتخاب العلماني من أعظم الطاعات


المزيد.....




- إعلامي مصري يشعل ضجة بدعوته إلى إلغاء تدريس التاريخ والجفراف ...
- رواية غربية جديدة: زيلينسكي تراجع عن تفجير السيل الشمالي وزا ...
- قائد الجيش الأوكراني السابق ينفي علاقته بتفجير -السيل الشمال ...
- مفاوضات -الفرصة الأخيرة- تنطلق اليوم في الدوحة..فهل ستنجح؟
- نساء أفغانيات فقدن وظائفهن -يرغبن في الصراخ-
- ترامب تحدث مع نتنياهو عشية جولة مفاوضات -حاسمة- بشأن حرب غزة ...
- صحيفة ألمانية: الجيش الأوكراني يستخدم في منطقة دونباس -الكلا ...
- قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف عددا من بلدات الجنوب اللبناني
- -الشمس الحارقة- الروسية تحصل على منصة دبابة -تي-80-
- الكابينت الإسرائيلي يجتمع في -الحفرة-


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - «الدولة الإسلامية» (داعش): التحدي الأكبر