رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 4525 - 2014 / 7 / 27 - 19:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
القبيلة والعشيرة وفلسطين
فلسطين التي قدمت الكثير، شهداء، جرحى، أسرى، تضيع اليوم بين نزاعات العشائر في الخارج والقبائل في الداخل، فرغم حجم التضحيات الكبيرة التي يدفعها شعبنا من دماء زكية، نجد العشائر في الخارج ما زالت مختلفة على أيا منها أحق بالتدخل لوقف نزيف الدماء، وكل قبيلة تدعي بأنها صاحبة الحق، فمنها من يدعي الكبر، والبعض يدعي الغنى، والعض يدعي التقى والورع، وفي المجمل النتيجة مزيدا من التخاذل ومن ثم مزيدا من الدماء.
أما على صعيد لداخل الفلسطيني فهناك القبائل التي تحاول كلا منها تحويل فلسطين إلى ملكية خاصة، متجاهلة بان فلسطين اكبر من كل القبائل، من سمات هذا الأمر، حديث كل قبيلة عن انجازاتها في معركة غزة، وكأنها أبو المعركة، متجاهلة دور الرفاق، الذين لا يقلون عطاءً عنها، ونجد هذا التجير والتحويل من المفهوم العام إلى مفهوم القبيلة عندما لا نجد في مسرة طويلة عريضة علم واحد لفلسطين، بينما أعلام القبائل تعد بالعشرات، حتى في بيوت العزاء للشهداء لا نجد ولا علم واحد، بل رايات القبائل والعشائر، فأي فلسطين يريد هؤلاء الأعراب!
وهنا لا بد من ربط ما يجري في الساحة الفلسطينية مع المحيط العربي، فكما هو الحال في ليبيا واليمن والعراق وسوريا والسودان، نحاول نحن الفلسطينيون تقليد إخوتنا الأعراب، فليس هناك احد أفضل من احد، نريد أن نقسم فلسطين بيننا، والشاطر الذي يأخذ حصة الأسد، أو من يحرم الآخرين من أي جزء منها.
اجزم بان من يعمل لفلسطين سينجح ويحترم من قبل الأصدقاء والأعداء، ومن يعمل لعشيرته، سيفشل ويسخر منه الصديق والعدو، ولا نريد إلا التقدم نحو المستقبل، برؤية واضحة وسليمة لكي نحرج من عنق الزجاجة، وإلا سيكون الفشل والموت لنا جميعا.
رائد الحواري
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟