أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد الهلالي - المناهج في الفلسفة















المزيد.....



المناهج في الفلسفة


محمد الهلالي
(Mohamed El Hilali)


الحوار المتمدن-العدد: 4525 - 2014 / 7 / 27 - 17:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    




تقديم:

لقد احتل المنهج في الحضارة الغربية مكانة هامة جدا، إلى حد أنها سُميت بحضارة المنهج. وربما استُنتِج من ذلك أن الحضارة الشرقية (بما فيها العربية الإسلامية) ليست حضارةَ منهج بالمعنى الذي يعنيه المنهج في الغرب. خاصة إذا أضفنا إلى ذلك أن الغرب عرف قلقا منهجيا نتج عن القطيعة مع ماضيه في بداية العصور الحديثة، دون أن تعرف الحضارة العربية الإسلامية تلك القطيعة.
فحين نذكر فرنسيس بيكون صاحب كتاب "الأورغانون الجديد، إرشادات صادقة في تفسير الطبيعة" الذي كتب في تصديره لكتابه هذا حول المنهج قائلا:
"إن منهجي (...) سهل في الشرح، منهجي هو (...) أن نستمر في الأخذ بشهادة الحواس (...) أن نفتح مسارا جديدا للعقل أكثر وثوقا، يبدأ مباشرة من الإدراكات الحقيقية الأولى للحواس نفسها (...) لقد أصبح العقل محشوا بمذاهب فاسدة وأوهام فارغة، إن فن المنطق يسهم (...) في تثبيت الأخطاء لا في كشف الحقيقة" (التصدير، ص 9)،
وحين نذكر ديكارت الذي كتب في كتابه "قواعد لتوجيه الفكر: "المنهج ضروري للبحث عن الحقيقة (...) وأعني بالمنهج جملة قواعد يقينية تعصم كل من يُراعيها بصرامة من حمل الخطأ محمل الصواب..." (القاعدة الرابعة، قواعد لتوجيه الفكر)
نذكر من جهة أخرى الغزالي الذي كتب في "المنقذ من الضلال: "فقد سألتني أيها الأخ في الدين، أن أبثّ إليك غاية العلوم وأسرارها، وغائلة المذاهب وأغوارها، وأحكي لك ما قاسيته في استخلاص الحق من بين اضطراب الفرق مع تباين المسالك والطرقِ، وما استجرأت عليه من الارتفاع عن حضيض التقليد، إلى يفاع الاستبصار، وما استفدته، أولا من علم الكلام، وما اجتويته، ثانيًا من طرق أهل التعليم، القاصرين لدرك الحق على تقليد الإمام وما ازدريته، ثالثًا من طرق التفلسف وما ارتخيته، آخرًا من طريقة التصوف وما انجلى لي في تضاعيف تفتيشي عن أقاويل الخلق، من لباب الحق..." (المنقذ مم الضلال)
وابن رشد الذي كتب في كتابه "الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة وتعريف ما وقع فيها بحسب التأويل من الشبه المزيفة والبدع المضلة": "وكل هذه الطوائف قد اعتقدت في الله اعتقادات مختلفة، وصرفت كثيرا من ألفاظ الشرع عن ظاهرها إلى تأويلات نزلوها على تلك الاعتقادات، وزعموا أنها الشريعة الأولى التي قصد بالحمل عليها جميع الناس، وأن من زاغ عنها إما كافر وإما مبتدع. وإذا تُؤمِلت جميعها وتُؤمِل مقصد الشرع ظهر أن جلها أقاويل محدثة وتأويلات مبتدعة" (ابن رشد، الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة، ص 100)
فنسأل: إذا كان المنهج قد لازم ثقافتنا الماضية، فإما أنه منهج غير سليم رغم نشأته في سياق إيجابي، وإما أن سياقه أبطل مفعوله الإيجابي. وفي كلا الحالتين لا يمكن الحديث عن منهج منعزل عن مذهب أو عن فكر حامل له.
انطلاقا من هذا الهاجس، نقترح بعض المعطيات المعرفية للتفكير في إشكال المناهج في الفلسفة، وهي معطيات منتقاة تتعلق بمنهج أفلاطون والغزالي وديكارت وهوسرل وراسل. ليس الهدف هو المنهج في حد ذاته، وإنما الهدف هو اعتبار إشكالية المناهج في الفلسفة مناسبة أو فرصة لطرح علاقتنا بالمنهج من وجهة نظر فلسفية. ويجب أن نقول منذ البداية أن هاجسنا هو هاجس معرفي بالدرجة الأولى، أي نقترح معطيات معرفية كأرضية للتفكير في مسألة المناهج في الفلسفة.

المنهج في اللغة:

حسب لسان العرب، المنهج هو المنهاج وهو الطريق الواضح البين، والنهج هو الطريق المستقيم، ونهج طريقا سلكه، ونهج الأمرُ وضَح.
نستنتج خاصيتين أساسيتين للمنهج من هذا التعريف وهما: الطريق (الذي يتم إتباعه) والوضوح.
وفي اللغة الفرنسية، فالمنهج حسب قاموس "لاروس" هو: أ) مجموعة مبادئ وقواعد ومراحل منظمة منطقيا تشكل وسيلة لبلوغ نتيجة معينة، ب) وهو طريقة تقنية لإنجاز فعل أو عمل أو نشاط معين، ج) ومجموعة قواعد تسمح بتعلم تقنية معينة أو علم ما.
والمنهج حسب قاموس المركز الوطني للموارد النصية والمعجمية (CNRTL) هو: أ) طريقة قيادة الفكر والتعبير عنه انسجاما مع مبادئ المعرفة.
نستنتج من هذا التعريف الخصائص التالية للمنهج: قواعد ومبادئ، مراحل، تنظيم منطقي، وسيلة وغاية.
ويعود أصل كلمة méthode الفرنسية إلى الكلمة اللاتينية méthodus التي يعود أصلها هي بدورها إلى الكلمة اليونانية methdos، والمكونة من كلمتين هما meta (وتعني: ما بعد، ما وراء، ما يلي، ما يواكب) وكلمة hodos (الطريق)، ويعني المنهج حسب هذه الاشتقاقات اللغوية الطريق المرسوم سلفا، والذي يقود إلى النتيجة.
وحسب معجم لالاند الفلسفي، كان المنهج يعني عند أرسطو البحث فقط، ويرتكز المنهج على إرادة توجه عمل الإنسان من أجل بلوغ غاية محددة. ويجمع المنهج بين ما هو نظري وما هو عملي، بين الملاحظة والتجربة من جهة، وعملية التفسير من جهة أخرى.

في المنهج بصفة عامة:

لا يوجد مجال بدون منهج ملائم له والأمثلة كثيرة على ذلك: فيمكن الحديث عن المنهج الرياضي والمنهج التجريبي والمنهج التماثلي والإحصائي ومنهج تصنيف النباتات في العلوم، ومنهج تقييم الحاجيات في الاقتصاد، والمناهج النفسية والتحليلية في علم النفس والتحليل النفسي، والمنهج المقارن ومنهج استطلاعات الرأي في علم الاجتماع ومناهج أخرى في مجالات عدة مثل الفنون الجميلة والإعلاميات والطب والبيداغوجيا واللسانيات والموسيقى والدين والتكنولوجيا...
فما المقصود بالمنهج عموما؟ المنهج هو عبارة عن قواعد تُفرض على الفكر دون أن تؤثر سلبيا على جوهره، هو خطوات تسمح للنظرية بمواجهة الواقع، هو طريقة في التفكير، رابط يربط الفكر بالواقع من أجل إبراز الحقيقة. وهو ضامن النظام والترتيب الفكري والارتباط بما يوجد خارج الفكر، لذلك تتضمن فكرة المنهج النظام والترتيب وإجراءات تفرض التتبع والتطبيق.
وتعرف جماعة "بور-روايال" المنهج أنه "فن الترتيب والتنظيم الصحيح لمجموعة من الأفكار للكشف عن الحقيقة أو البرهنة عليها". ويمكن القول أن هذا التعريف ينطبق على جميع المناهج:
المنهج التحليلي: وأساسه تفكيك كل معين إلى عناصره المكونة له من أجل ضبط العلاقات التي تربط فيما بينها.
المنهج التركيبي: وأساسه الانتقال من العناصر المكونة لكل معين إلى هذا الكل ذاته، عبر الانتقال من البسيط للمركب.
المنهج الاستنباطي: ويتطلب الانتقال من القضايا الأولية إلى القضايا المستخلصة منها عبر قواعد منطقية.
المنهج الاستقرائي: ويتطلب الانتقال من الخاص إلى العام، أو من الحالات الخاصة إلى القضايا العامة عبر المقارنة وتوسيع مجال القاعدة العامة لتتضمن كل الظواهر المشابهة للظاهرة التي تمت دراستها.
المنهج الموضوعي: ويقوم على الوصف المحايد لظاهرة معينة، أي بدون التأثر بأية مؤثرات مثل المصلحة والأحكام المسبقة...
المنهج الجدلي: ويتطلب دراسة الظاهرة مع أخذ نقيضها بعين الاعتبار بغية التوصل لنتيجة تركيبية.
المنهج التجريبي: الانطلاق من التجربة للوصول لنتيجة تصادق عليها التجربة أيضا، ويرتكز على خطوات تسمى بخطوات المنهج التجريبي (ملاحظة، فرضية، تجريب، استنتاج).
المنهج النسقي: يتطلب التعامل مع الظاهرة كنسق أي كمجموعة عناصر مترابطة فيما بينها وتؤثر على بعضها البعض، ويهدف إلى تحويل هذه العناصر إلى خطاطة أو بنية.

المناهج الفلسفية:

لم يتكون المنهج الفلسفي خارج المنطق ولا خارج العلوم، لذلك من الصعب عزله عن المجالات التاريخية التي تكون ضمنها، إضافة إلى أن المنهج الفلسفي يلازم الفلسفة التي ينتمي إليها. لكن ليس الهدف هنا هو إبراز المسار المعرفي الذي تمخض عنه المنهج الفلسفي، وإنما الهدف هو تقديم فكرة واضحة عن المنهج الفلسفي مع تقبل عمليات اختزال لمجموعة من القضايا أو وضعها بين قوسين لتحقيق ذلك الهدف.
ومن جهة أخرى ليس الهدف هو تتبع التكون التاريخي للمنهج الفلسفي، لأن تاريخ الفلسفة لا يعرف التقدم الخطي والتراكم كما نلحظ ذلك في العلوم التجريبية، فلا معنى لأسبقية منهج على منهج آخر، ولا أهمية لذلك فلسفيا.
وحتى إذا قمنا بتجميع المفاهيم المكونة للمناهج الفلسفية مثل الحدس والتمثيل والمثال والاستقراء والتحليل (اللغوي والرياضي) والتقابل والمفارقة والإحراج وغيرها... فلن نتمكن من تقديم تصور "ملموس" عن فكرة المنهج الفلسفي.
لذلك فضلنا التطرق لنماذج من المناهج الفلسفية، لها دلالة خاصة، وهي منهج أفلاطون، ومنهج الغزالي، ومنهج ديكارت ومنهج هوسرل ومنهج برتراند راسل، لعل ذلك يمكن من استخلاص معنى "واضح" و"غني" عن المنهج الفلسفي، أي أن الأمر يتعلق في اعتقادنا بالتعامل مع المنهج الفلسفي بروح منهجية تتوخى الوضوح والتنظيم والترتيب.


منهج أفلاطون:

يوصف المنهج الأفلاطوني بالمنهج الجدلي، والتحليلي، والفرضي، وهو القاعدة التي يرتكز عليها نسقه الفلسفي كله. لكن نجد محاورات معينة هي التي توصف بكونها تتضمن معطيات هامة حول المنهج عند أفلاطون وهي: محاورة فيدروس والمأدبة والجمهورية (الجدل الصاعد أو صعود العقل نحو المثل) والسفسطائي والسياسي (منهج القسمة) وبرمنيدس وتيماوس.
كان المعنى السائد للجدل قبل أفلاطون هو المناقشة أو فن البرهنة العقلية والدفاع عن الرأي، وهذا هو الجدل الذي مارسه زينون الأيلي (480-420 ق.م) الذي يقال أنه هو مخترع الجدل. كان الجدل عند زينون سلاحا فكريا، يستعمله ليناقش ويحاور ويجيب، منتقلا من نتائج إلى نتائج أخرى، وعموما يمكن القول أن جدل زينون كان يتميز بخاصيتين هما: الانتقال من فرضيات إلى نتائج تُستنتج منها، جعل الخصم يقع في التناقض.
وسنجد هذا التصور عند السفسطائيين بشكل مبالغ فيه. حتى قيل أنه إذا كان جدل زينون يقوم على مبدأ التناقض، فإن جدل بروتاغوراس يهدم مبدأ التناقض ذاته، ويهدم بذلك العقل والجدل.
أما سقراط فسوف يواجه السفسطائيين، ويجعل الإنسان موضوعا للفلسفة ويضع أسس منهج فلسفي، تميز بالتهكم والحوار والتوليد والاستقراء، وتدمير اليقين المباشر
ولقد استخلص أفلاطون منهجه الفلسفي من منهج سقراط، بحيث جعله منهجا يستطيع بلوغ المبادئ السامية للأشياء، أي جعله المنهج الجدلي الأفلاطوني، وجعل مفهوم "التذكر" روحا لهذا المنهج. (في محاورة فيدر وفيدون)
كان الشكل العادي للجدل هو الحوار، لذلك سمي المنهج الحواري بالمنهج السقراطي، ويعرّف أفلاطون الجدلي بأنه "ذلك الذي يعرف كيف يسأل ويعرف كيف يجيب".
إذا كان سقراط يستعمل التهكم لتفنيد خصومه وإسكاتهم، ويستعمل التوليد لقيادة خصومه بالتدريج لبلوغ الحقيقة، فإن أفلاطون كان يستعمل النقد لإيقاظ عقول الشباب أو لإحراج السفسطائيين، ولا يهاجم عن طريق النقد المذاهب الكبيرة مثل مذهب هيراقليطس أو مذهب بارمنيدس، فلما يواجه مذاهب كبيرة يختفي التهكم لتحل محله المناقشة الصارمة والعالمة (مثل ما نجد ذلك في محاورة Théétète ومحاورة السفسطائي ومحاورة Philèbe ).
يمكن القول أن منهج أفلاطون في المحاورات النقدية يعتمد على الخطوات التالية التي تعتبر الدرجات الأولى للمنهج الجدلي وهي مخلصة للمنهج السقراطي:
- طرح السؤال حول تعريف موضوع معين أو مفهوم معين (العلم، الجمال، الشجاعة، الصداقة...)
- ترك الخصم يقدم جوابه ويخوض غمار الجدل
- فحص آراء الخصم وممارسة فن التوليد، فتتوالى الأجوبة التي لا تلقى إلا النقد والتفنيد.
إن الجدل بالنسبة لأفلاطون، خلافا لسقراط، هو الذي يمكن من معرفة ما هو موجود، إنه هو الفلسفة ذاتها، فالفيلسوف جدلي، والجدل هو العلم الوحيد الحق. فللصعود من عالم الحس في اتجاه العالم العقلي لا بد من استعمال الجدل، الذي يقود إلى ماهية الأشياء بالانتقال من أطروحة إلى أخرى، عبر مراحل على طريقة الرياضيين بدءا من حالة ملموسة وحتى التعريف المجرد.
وعلى سبيل المثال، كيف يتم الصعود عبر مراحل من حب جسد جميل (من الملموس) إلى حب الجمال في ذاته (الوصول للمثال)؟
- نحب جسما جميلا، يتم ذلك عبر انطباع حسي (يتعلق الأمر بصورة أو مظهر خارجي)
- نحب أجساما جميلة كثيرة، عبر الرأي الذي تكوّن لدينا بصدد تلك الأجسام، هو رأي صحيح لكنه غير مبرر
- نحب الأرواح الجميلة عبر البرهنة العقلية والتعريف
- نحب الجمال في ذاته، عبر الحدس العقلي للماهيات (المثل)
وهذا نموذج للجدل الصاعد الذي هو الانطلاق من تنوع المحسوسات، لبلوغ غايته القصوى وهي إيجاد وحدة الماهيات (الخير، الحقيقة، الجمال)، هذه الغاية التي تشكل نقطة بداية الجدل النازل الذي يهدف إلى إيجاد الوحدة (الماهية) في تنوع المحسوسات.
وما يقود الفيلسوف في منهجه هو التذكر، أي أن الروح تعرف مسبقا المثل أو الماهيات، وهذه المعرفة المسبقة المنسية هي التي تجعل البحث عن الحقيقة ممكنا.

منهج هوسرل:

يتعلق الأمر بالمنهج الظاهراتي أي المنهج الفينومينولوجي الذي يرتكز على مفهوم محدد للظاهرة أي "للفينومين". فهو يقصد بالظاهرة "المعنى الذي يدركه الشعور أو الوعي إدراكا مباشرا لتحويل هذا المعنى إلى ماهية".
وهكذا فهوسرل يرى أن أصناف الظواهر الثلاثة {أي: أ) الشيء المادي الموجود فعلا في الواقع، ب) الانطباعات الحسية أو الحدوسات الحسية، ب) ما يظهر لي من لون وشكل وصلابة... عن شيء ما،} أن هذه الأصناف ليست ظواهر لكنها تشكل أساسا لمفهوم الظاهرة.
ويميز هوسرل ما بين الواقعة والماهية: فمعرتنا بماهية شيء من الأشياء ليست معرفة تجريبية، لأننا لا نصل إلى معرفة ماهية شيء معين إلا بعد عزلنا لعناصره التجريبية المتمثلة في عنصر المكان والصفات الحسية، إضافة إلى عزل كل الصفات النفسية الذاتية من وجدان وانفعال وميولات.
فالماهية هي ظاهرة تجد أساسها في الإدراك الحسي لكنها تتجاوزه. كما أن الماهية تُدرك بحدس ذهني. فإذا كان الحدس التجريبي أو الإدراك الحسي وسيلة لإدراك الواقع، فإننا ندرك الماهية بالحدس الذهني. والحدس الذهني هو جُهد عقلي يبذله الفكر في عملية الانتباه والاهتمام بموضوعات تفكيره، ويخلصها من خصائصها التجريبية. وعملية معرفة ماهية الشيء يسميها هوسرل بالاختزال الماهوي أو الرد الماهوي، أي عملية الانتقال من العنصر التجريبي لفهم طبيعته الأساسية.
وترتكز فلسفة هوسرل على الكوجيطو (الفكرة المستعارة من ديكارت). ويعتبر الكوجيطو أساسا للأسباب التالية:
- الكوجيطو مبدأ يؤسس كل تجربة
- لا يقوم الكوجيطو على أساس آخر، وهذا يضع حدا لعملية التراجع اللامتناهية للوراء بحثا عن أساس للأساس...
- هو مبدأ كوني يخص جميع الناس.
وهوسرل يقبل بوجود العالم، ولا يشك في وجوده وإنما يعلق الحكم على وجوده أو عدم وجوده. أي أنه يضع وجود العالم بين قوسين (الإيبوكي). وهذا الاختزال الفينومينولوجي الذي يتم عبر تعليق الحكم يضعنا وجها لوجه أما الوعي بالعالم، وبالتالي البحث عن ماهية الوعي في مواجهة العالم.
ويكشف تعليق الحكم عن بنية أساسية للفينومينولوجيا وهي القصدية. وهي الخاصية الأساسية التي يتصف بها الوعي وهي كونه موجه دوما نحو موضوعه. فالقصدية هي الوعي بشيء ما. فنمط وجود الوعي يختلف عن نمط وجود الأشياء المادية. لذلك فبنية القصدية تميز ما هو نفسي عما هو مادي. فليس الوعي مجالا مغلقا توضع فيه الصور والإدراكات الحسية، وإنما الوعي هو قصدية منتجة للمعنى، فإدراك شجرة على سبيل المثال ليس هو تخيلها. فللقصدية دور هام في عملية الإدراك: فنحن لا ندرك إلا مظاهر الأشياء، أي ما يسميه هوسرل الخطاطات العامة للأشياء، الخطوط العريضة أو الخطاطات المختزلة للأشياء والتي تتطلب وجود قانون يوحدها. والقصدية تمكن من تقديم المعطيات الناقصة بشكل استباقي وتسمح للذهن بملء الفراغات التي تسبب فيها الإدراك، وعملية التوحيد والاستباق في تقديم المعطيات الناقصة تشكل الموضوع المكتمل للوعي.
وعلى سبيل المثال: لما ننظر إلى شخص معين انطلاقا من جزء فقط من جسمه، لما ننظر إليه من ظهره فقط أو من جانب من جانبيه، بحيث تخفي عنا عملية الإدراك المعطيات الأخرى، فلا يتم التوقف عند الجزء الذي أدركناه، وإنما تقدم القصدية الخصائص الأخرى التي أخفاها الإدراك. فالقصدية تقدم قانونا يقوم بتوحيد الخطاطات العامة التي وفرها الإدراك والمعطيات الضرورية الأخرى التي أخفاها الإدراك لاكتمال الموضوع في الوعي.

ويمكن تقديم منهج هوسرل في الخطوات التالية:
1- عدم اتخاذ أي حكم بصدد الأشياء المادية الموجودة خارج الذات، أي خارج الشعور أو الوعي، قبل أن تتم عملية الإدراك. أي أنه علينا قبل عملية الإدراك وضع تلك الأشياء بين قوسين، ووضعها أيضا خارج مجال انتباهنا. وبتعبير آخر، يجب البدء بقضايا موضوعية نقبلها جميعا دون أدنى شك، لكي نؤسس معرفة يقينية. ولتحقيق هذا الأمر لا بد من البعد عما هو تجريبي والتخلص من أي افتراضات سابقة أو أحكام مسبقة مهما بدت لنا راسخة. كما لا ينبغي أن نبحث عن اليقين في القضايا التجريبية لأنها مجرد قضايا احتمالية.
2- البحث عن القضايا اليقينية في الشعور أو الذات، لأنني لا أشك في وجود خبرات الذات أثناء شعوري بها، وهي خبرات خالية من الافتراضات والأحكام المسبقة، وأفكار الشعور هي معطيات مباشرة وهي الظواهر بالمعنى الدقيق للكلمة. أي بناء الماهية في الشعور، والانطلاق من الداخل وليس من الخارج، لان الشعور أصبح ذاتا وموضوعا في نفس الوقت.
3- القيام بعملية تحليل أفعال الشعور باعتبارها موجهة نحو مواضيعها، تحكمها قصدية نحوها. فلا وجود لفعل ليس له موضوع، كما أن كل فعل هو فعل موجه نحو موضوع معين.
4- وصف الماهيات وصفا يوضح ويحلل دون الاعتماد على أي معطيات مسبقة. فماهية شيء ما هي المعرفة الضرورية بذلك الشيء. كما أن ماهية الشعور هي دوما شعور بشيء ما. وبتعبير آخر القيام بعملية إيضاح حتى لا تختلط الماهيات، لأن المنهج الظاهراتي هو أيضا منهج يتوخى الإيضاح.

منهج برتراند راسل:

يسمى منهج راسل بمنهج التحليل. ويقول راسل عن منهجه هذا: "إن منهجي على الدوام هو أني أبدأ بشيء غامض ولكنه محير. شيء يبدو عُرضة للشك إلا أنني لا أستطيع التعبير عنه بشكل دقيق، فأقوم بعملية تشبه عملية رؤية شيء معين بالعين المجردة أولا ثم أفحصه بعد ذلك باستعمال المجهر". (محمد مهران، فلسفة برتراند راسل، ص 318).
نستنتج من هذا التعريف العام خاصيتين هما: أ) تحقيق الوضوح ب) وتحليل المركب إلى أجزائه المكونة له.
ويوصف منهج التحليل عند راسل بأنه منهج التبرير، بناء على تصوره الذي مفاده أن "كل اعتقاد نتبناه يحتاج إلى تبرير فلسفي".
فما هي أهداف منهج التحليل عند راسل؟
وما هي خصائصه؟ وما هي خطواته؟
لمنهج التحليل كما مارسه راسل ثلاثة أهداف وهي:
1- التقليل من عدد الكائنات في العالم والتقليل من عدد المفردات اللغوية: ويرتكز هذا الهدف على قاعدة أساسية يطلق عليها "نصل أوكام" (وللدقة موسى أوكام، rasoir d Ockham، وهو مبدأ للبرهنة، ارتبط بالقس الإنجليزي غيوم الأوكامي، في القرن الرابع عشر)، وصيغته على الشكل التالي: "لا يجب استعمال الكلمات المتعددة بدون ضرورة لذلك"، أو أيضا "لا يجب أن نضاعف عدد الأشياء إذا لم تكن هناك ضرورة لذلك" ويسمى أيضا بـ"مبدأ البساطة أو مبدأ الاقتصاد". ومضمون هذا الهدف هو أن تصبح الأشياء مجرد فئات من المظاهر المعبرة عنها، والوصول إلى الحد الأدنى من المفردات اللغوية. يتعلق الأمر باختزال عدد الأشياء في العالم واختزال عدد المفردات اللغوية. وكل ذلك من أجل الحد من الأخطاء والحد من الوقوع في الأخطاء.
2- تبرير المعتقدات المتبناة: ومعنى ذلك إيجاد الأسس التي ترتكز عليها هذه المعتقدات والأسباب التي أدت إلى تبنيها. والغاية من ذلك هو الوصول لحقائق واضحة بذاتها مثل حقائق الإدراك الحسي ومبادئ المنطق، اعتمادا على تعريف راسل للواضح بذاته الذي هو: "ما يُعرف بطريقة أخرى غير الاستدلال".
3- الزيادة في المعرفة: من أهداف التحليل تقديم معرفة جديدة. ورغم أن التصور السائد عن التحليل هو أنه لا يتجاوز تحقيق الوضوح، فإن راسل يدافع عن فكرة خاصة به وهي أن التحليل يحقق الوضوح والدقة، والزيادة في المعرفة في نفس الوقت. يتصور راسل مهمة الفلسفة على أنها "فهم العالم على أفضل وجه ممكن". فالتحليل ضمن هذا المنظور يكشف عن معارف جديدة تخص عناصر ومكونات المواضيع المركبة.
وعلى سبيل المثال: فالشخص الذي ينصت لسيمفونية دون أن يكون دارسا للموسيقى، لا يحصل إلا على انطباعات عامة وغامضة حول السيمفونية، خلاقا للمايسترو، قائد الفرقة العازفة، الذي ينصت للسيمفونية ككل مركب وقد حلله لأجزائه المتعددة المكونة له.
وفي مجال العلوم التجريبية: لما نتعرف على العنصرين المكونين للماء وهما الهيدروجين والأوكسجين فإن ذلك لا يفيد الماء في شيء ولكن الذي يعرف ذلك يكتسب معرفة جديدة بمكونات الماء عبر التحليل. ويذهل راسل إلى أن التقدم لن يتم إلا بفضل منهج التحليل.
ويرتكز منهج التحليل على عمليتين هما:
- التحليل الاختزالي (أو الردي): ويتعلق برد أو اختزال المواضيع المركبة إلى عناصرها البسيطة وهو يطبق على الأشياء أو على ما ترمز إليه الرموز. مثلا التحليل الاختزالي للعقل: يهدف إلى استبعاد العقل (لغموضه) باختزاله إلى مظاهره مثل المخ والإحساسات والصور الذهنية...
- التحليل الرمزي (أو اللغوي): ويهدف إلى تعويض العبارات المحتوية على رموز بعبارات أخرى خالية من الرموز (والمقصود بالرمز هنا هو اللفظ)، فلفظ ديكارت رمز بسيط، أما "مؤلف مقال عن المنهج" فهو رمز مركب.
ما هي إذن خصائص منهج التحليل عند راسل؟
يمكن إجمال تلك الخصائص على الشكل التالي:
أ- يتميز منهج التحليل بالتمييز بيم المشكلات وتقسيم كل مشكلة إلى مكوناتها الجزئية لتسهيل تناول كل جزء على حدة وبشكل منظم.
ب- يجعلُ منهجَ التحليل الفلسفةَ بحثا نظريا في الأشياء والعالم بغض النظر عن رضانا أو عدم رضانا أو عن أية عملية إشباع كيفما كانت. وهذا يعني تجنب البحث في قضايا مثل أصل الكون، ومصير الإنسان، والسعادة...
ج- يتطلب منهج التحليل ألا تتجاهل الفلسفة معطيات العلوم ونتائجها. أي على الفلسفة أن تتوخى الموضوعية في أبحاثها دون التأثر بأية دوافع شخصية أو التأثر بأية معتقدات.
د- يقتضي منهج التحليل أن يتخذ البحث الفلسفي مبادئ المنطق ونظرياته كأساس له. ومعنى ذلك أن تحاول الفلسفة استخدام بعض النظريات المنطقية الأساسية في التطرق للإشكاليات الفلسفية قدر المستطاع.
أما خطوات منهج التحليل عند راسل فيمكن صياغتها على الشكل التالي:
أ) الشعور بمشكلة فلسفية (ملازمة الغموض والحيرة والقلق للشعور بهذه المشكلة)
ب) إعداد المعطيات الخام لبحث المشكلة المعنية، وهي مختلف المعارف المألوفة التي تتميز بالغموض والتركيب، وهو ما يجعلها موضوعا للنقد والفحص والتحليل لعزل العناصر الصادقة عن الخاطئة والتخلص مما بها من حشو، وقد تؤدي عمليات الفحص والنقد إلى الشك فيها كلها.
ج) الانتقال من المواضيع المركبة الغامضة إلى العناصر البسيطة. ويتم ترتيب العناصر الأولية البسيطة في عدد محدود من القضايا التي ستصبح مقدمات أولية لمعتقداتنا.
د) القيام باختبار العناصر البسيطة التي توصلنا إليها للتأكد من درجة يقينها. وإذا كانت النتائج التي توصلنا إليها والتي هي عبارة عن مقدمات أولية أقل غموضا من المعارف التي اشتُقت منها، فقد تكون بعض المقدمات الأولية تقتضي الشك فيها.

استنتاج أو عودة لطرح السؤال:

يمكن الاعتراض على تقديم هذه المناهج خارج مذاهبها بحجة اختزالها أو تجريدها عن مجال ممارستها وتطبيقها الغني، لكنف جميع الأحوال لا يمكن اعتبار عزل عناصر هذه المناهج أمرا خاطئا أو سلبيا.
وإذا كان الهدف المباشر هو التعريف الواضح بالمنهج عامة والمنهج الفلسفي على وجه الخصوص، عبر عدة نماذج لم يتم اختيارها بطرقة عشوائية، فإن الهدف البعيد من هذا العمل هو التفكير في المنهج الفلسفي باعتباره الغائب الحاضر، المرغوب فيه والمنبوذ؟


المراجـــع:

- بيير دوكاسيه، الفلسفات الكبرى، ترجمة جورج يونس، منشورات عويدات، بيروت، ط 3، 1983
- حسن حنفي، المنهج في الفلسفة، ضمن مؤلف جماعي، قضايا العلوم الإنسانية، إشكالية المنهج، الهيئة العامة لقصور الثقافة،
- ر.ج. كولنجوود، مقال في المنهج المنهج الفلسفي، ترجمة فاطمة إسماعيل، اتلمجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2002
- محمود زيدان، مناهج البحث الفلسفي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2004
- الطاهر وعزيز، المناهج الفلسفية، المركز الثقافي العربي، الطبعة الأولى، 1990
- الفينومينولوجيا عند هوسرل، سماح رافع محمد، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1991
- محمد مهران، فلسفة برتراند رسل، دار المعارف، مصر، 2004
- فرنسيس بيكون، الأورغانون الجديد، ترجمة عادل مصطفى، رؤية للنشر والتوزيع، 2013
- أفلاطون، المحاورات الكاملة، ترجمة شوقي داود تمراز، الأهلية للنشر والتوزيع، بيروت، 1994
- إدموند هوسرل، فكرة الفينومينولوجيا، ترجمة فتحي إنقزو، المنظمة العربية للترجمة، ط 1، 2007
- ابن رشد، الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1997
- أندري لالاند، موسوعة لالاند الفلسفية، منشورات عويدات، بيروت

- Maurice Vanhoutte, La méthode ontologique de Platon, Revue Philosophique de Louvain, Année 1961, Volume 59, Numéro 61, p. 111 – 117
- Paul Janet, Etudes sur la dialectique dans Platon et dans Hegel, LPL, 1861, Paris
- H. Hallez, De la méthode philosophique, In: Revue néo-scolastique. 12° année, N°46, 1905. pp. 178-193
- Martial Guéroult, La méthode en histoire de la philosophie, Philosophiques, vol. 1, n° 1, 1974, p. 7-1
- Anna-Maria Vassilie-Lemeny et Sorin Titus Vassilie-Lemeny, Structure et méthode dans la philosophie du sens et de la valeur, Philosophiques, vol. 2, n° 1, 1975, p. 83-102.



#محمد_الهلالي (هاشتاغ)       Mohamed_El_Hilali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حَنَّ آنُ التَّولُهِ
- صلي من أجلي
- عزف على أوتارك
- هل هناك لغة فلسفية؟
- هل توجد نساء فيلسوفات؟ (عناصر أولية)
- -الثورة الديمقراطية- أو كتابة تاريخ الوعي المغربي المعاصر
- التمثيل اليساري الديمقراطي الثوري للشعب
- الكائن الإخواني - الجزء الثالث والأخير
- الكائن الإخواني - الجزء الثاني
- الكائن الإخواني الجزء الأول
- الكائن الإخواني
- إصلاح التعليم أو الجحيم (المؤسسة التعليمية خط أحمر)
- نشيد المناضلين
- الشيخ إمام: إمام المثقفين
- سميح القاسم أسرار الشاعر وأشعاره
- المفهوم الفلسفي
- النظرية العلمية
- من الربيع العربي إلى الثورة
- الحُبُّ عِبَادَهْ
- يَا أَنْتِ


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد الهلالي - المناهج في الفلسفة