أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - فينوس فائق - بعض الأمهات الأمريكيات يرفضن الحرب الأمريكية ضد الإرهاب














المزيد.....

بعض الأمهات الأمريكيات يرفضن الحرب الأمريكية ضد الإرهاب


فينوس فائق

الحوار المتمدن-العدد: 1278 - 2005 / 8 / 6 - 10:43
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


ولاية ميزوري كانت محطة إقامتي لمدة شهر أثناء زيارتي الأخيرة إلى أمريكا ، في أول يوم خرجت فيه للتبضع صادفت إمرأة أمريكية مسنة أثناء تجوالي في إحدى المحال الراقية لشراء الملابس ، فسألتني السيدة دون سابق إنذار : من أي بلد ، المكسيك؟ فهناك يظنون غالبية السمر الذين يتكلمون الإنكليزية بلكنة غريبة أنهم من المكسيك ، فأجبتها بلا ، ثم سألتني عن إسم بلدي فقلت لها أنني من كوردستان العراق . فحال سماعها بإسم العراق قالت لي : من العراق؟ فقالت: إبني هناك ، يحارب الإرهاب. سألتها: و ما رأيك أنتِ؟ ردت: أنا لست سعيدة بطبيعة الحال بأن إبني الآن في جبهة القتال الأمريكية ضد الإرهاب ، لكن العراقيين أيضاً ضاقوا الكثير على أيدي النظام الدكتاتوري و آن لهم أن يستريحوا . و قلت لها: و هل الأمريكان هم الذين سيجلبون الراحة للبيوت العراقية ؟ ردت: ليس بهذا المعنى ، و إنما يعتبر الأمريكيون أنفسهم مسؤولون أمام الحرب التي أشعلها بوش بحماقة ، فإن لم يذهبوا ستأكل نار الإرهاب تلك المنطقة ، أنظري تلك الجماعات الدينية الإرهابية ماذا تفعل بالعراقيين على مدار الساعة ، و الشعب العراقي يجب أن يرتاح لكنه بدلاً من ذلك دخل في صراعات الإرهابيين. فأجبتها بسؤال آخر: و لكن من الذي زرع برأيك بذور الإرهاب في تلك المنطقة ، بعبارة أخرى من وراء نشوء تلك الجماعات الإرهابية التي تتخذ من الدين غطاءاً و تتستر وراءها لتنفيذ خططها الإرهابية الشنيعة؟ فقالت : أنا معك أن بوش هو الذي إبتدع حرباً سماها بحرب الإرهاب ، لكن قولي لي الآن ما ذنب العراقيين الذين يعيشون في نار الإرهاب و يموتون يومياً بالعشرات؟ فقلت لها: كان الأجدر بك أن تقولي ما ذنب الشباب الأمريكيين يكتوون بنار الحرب ضد الإرهاب و هم ليس لهم فيها لا ناقة و لا جمل . فردت بسرعة : فكرة أن أبناءنا يموتون في تلك الحرب لا أريد أن أتذكرها ، لا أريد سماع أي خبر يحمل نبأ مقتل أو إستشهاد أحد الجنود الأمريكان في معركة أو في إنفجار ، لا أريد أن أتخيل نفسي سأستلم جثة إبني يوماً و هو شهيد. إلى هنا و إنقطع الحديث عندما ذهبنا لدفع ثمن ما إشتريناه.
ثم دفعني فضولي الصحفي أن أستغل هذه المحادثة و أن أسأل البعض من الأمهات الأمريكيات عن رأيها في الحرب الأمريكية ضد الإرهاب ، فكان أن إلتقيت بإحدى السيدات التي تعمل في المؤسسة التي تعمل فيها صديقة لي في المدينة ذاتها و هي أيضاً إبنها إلتحق بالقواة الأمريكية في العراق فقالت: نعم إبني إلتحق منذ ثمانية أشهر و أنا أتواصل معه و أسمع صوته أحياناً عبر طريق الهاتف فأعرف أنه مازال حياً. أما عن رأيها في تلك الحرب التي إنخرط فيها إبنها قالت ، نحن لا نكره العراقيين بتاتاً لكننا نكره القرار الأمريكي بشن حرب ضد الإرهاب و جعل أبناءنا وقود لتلك الحرب ، لا أدري كيف يفكر بوش ، عن نفسي لم أكن أريد لإبني أن ينخرط في صفوف القوات الأمريكية في العراق بحجة محاربة الإرهاب ، كما لا أريد له مصير الموت مثل باقي الجنود الأمريكان الآخرين الذين ذهبوا ضحية قرار بوش.
شاب في العشرين من عمره إلقيته في إحدى المناسبات قال : قرر أخي فجأة و دون سابق إنذار أن يلتحق بالجنود الأمريكان لكن أبوث خضعا لإراته ، و لا أتخيل أو لا أريد أن أتخيل نفسي و أنا أستلم جثة أخي و هو قتيل في حرب أشعلها بوش و سماها بالحرب ضد الإرهاب ، فقلت له : لكن أليس هناك إرهاب في تلك المنطقة و يجب محاربته ؟ فأجاب : الأحرى أن تسألون من الذي زرع بذور الإرهاب في تلك المنطقة و يرويها بدماء الجنود الأمريكان و لأي غرض أو هدف فعل ذلك ، هذا هو السؤال ، فسألته: و لأي غرض أو هدف زرع بوش بذور الإرهاب في تلك المنطقة برأيك ؟ فرد ضاحكاً: هل حقاً تسألين لأنكي تجهلين الإجابة ، أم أنك تريدنني أن أنطقها كأمريكي؟ نعم النفط هو سبب البلاء.
فالأمريكيون أيضاً يدركون أن في الشرق يوجد نفط لكن لا توجد العقلية التي تستفيد منه ، لأن الشرق مصاب بداء الدكتاتورية ، بوش جاء ليزرع بذور الإرهاب و ينشر رياح الديمقراطية و يقطف ثمار جهده نفطاً..
للأهمات الأمريكيات و الأمريكيين بشكل عام وجهات نظر متباينة حول الحرب الأمريكية ضد الإرهاب ، و من مسألة تواجد القوات الأمريكية في العراق ، فمنهم من يرفض تلك الحرب قاطبة ، و منهم من يؤيدها ، الشباب أغلبهم إنقاد وراء الإغراءات المادية بالرغم من أنها ليست خيالية ، لكنها جيدة بالنسبة لشاب عاطل عن العمل و يفكر في جمع حفنة من الدولارات ، فهو يرى نفسه مستفيداً من تلك الحرب على الرغم من هدم عدالتها..
لا أدري لماذا توقفت عن إكمال التحقيق الذي بدأته ، لم أرغب في سماع المزيد ، لا يفكر الأمريكي في مفهوم الحرب كما نفكر به نحن ، و لا يبدأون نهارهم بالمناقشات السياسية كما نبدأها نحن ، الأمريكيون معروفون بأنهم عمليون أكثر من اللازم و نهمين ، و الشرقيون معروفون بحساسيتهم و عاطفيتهم المبالغ بها ، فبين الشرق و أمريكا تبقى الحرب مشتعلة ، لكنها حرب من طراز آخر ، ليس حرباً بالمعنى التقليدي للكلمة ، لكن حرب من طراز جديد ، يشارك فيه حتى الطفل النائم في حضن أمه ، فليس هناك ساحات حرب ، فساحات القتال باتت مفاهيم إفتراضية و لاوجود لها في زمن الحرب على الإرهاب..
ميزوري / أمريكا




#فينوس_فائق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمرات الدستور تنهي اعمالها في لندن
- كلام في الإرهاب
- هل سينتهي فكر البعث بتغيير العلم؟ و هل يجب صياغة الدستور الد ...
- مدارات نسوية
- اسئلة في الثقافة
- إغتيال الخزنوي بداية مرحلة جديدة من نضال كورد غرب كوردستان
- هل يجب على (علي بابير) أن يقرأ القرآن على مسامع أزلام صدام
- لا إله إلا الله
- هل جريمة الأنفال هي قضية تخص الكورد فقط؟
- المجرم المناسب في المكان المناسب
- كلمة في الصحافة الكوردية في مناسبة مرور 107 عام على صدور أول ...
- أكذوبة -وراء كل رجل عظيم إمرأة-
- الثابت و المتغير في السياسة
- قبة البرلمان و ما أدراكِ ما قبة البرلمان
- في ذكرى 8 مارس هذا العام. الرجال في الشرق يفضلونها ساذجة-
- الخطوة الأهم هي الوصول إلى السلطة السياسية
- تجربتي مع الإنتخابات العراقية
- ماتزال الجمهورية الإسلامية الإيرانية مصرة على أن يبقى نظامها ...
- المشاركة السياسية للمرأة
- من يضمن للإنتخابات العراقية النجاح قانونياً ؟؟


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - فينوس فائق - بعض الأمهات الأمريكيات يرفضن الحرب الأمريكية ضد الإرهاب