|
قد تركنا كل شئ وتبعناك
مجدى خليل
الحوار المتمدن-العدد: 4523 - 2014 / 7 / 25 - 16:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عليكم أن تختاروا بوضوح بين المسيح وبين كل ما تملكون،اخترتم المسيح، لم يعد لكم مكان بيننا..عليكم المغادرة فورا..تخرجون بملابسكم وترحلون مشيا على الأقدام.. هكذا قالت قيادات داعش للمسيحيين فى الموصل ، وحتى للرهبان فى أديرتهم. حتى خواتم ودبل الزواج نزعوها من أيديهم وحتى الحلقان من أذان البنات الصغيرات جرودهن منها ،وعلاوة على ذلك بطاقات الهوية وجوازات السفر،أنتم ليست لكم جنسية ولا هوية فى عراقنا الجديد.. عراق الدم والسلب والنهب والوحشية والبربرية...عراق داعش وأخوتها.... تركوا بيوتهم وممتلكاتهم وأعمالهم وكنائسهم وأديرتهم وكل ما يملكون. 30 كنيسة فى الموصل بعضها أثرى منذ مئات السنيين، وأديرة سوف تتحول إلى مكان ينعق فيه البوم بعد اليوم. فى القرن الحادى والعشرين يخير المسيحيون فى العراق وسوريا بين السيف أو الجزية أو الإسلام،وذلك فى وطنهم الذى يعيشون فيه منذ آلاف السنين.لأول مرة منذ الفى عاما تقريبا تخلو الموصل من سكانها المسيحيين،وتحرق الكنائس وتكسر الصلبان وتسرق الأونى المقدسة ،ويستولى التنظيم الإرهابى داعش على ممتلكات المسيحيين وكتبوا عليها أملاك الدولة الإسلامية.من يشاهد منظر الترانسيفير العراقى ومسيرات الموت وأحداث السلب والنهب والتخريب والحرائق يسترجع تاريخ الإضطهاد المؤلم الذى عاش تحته مسيحيوا الشرق الأوسط. الإسلاميون يخططون لإخلاء الشرق الأوسط تماما من مسيحييه لينعق البوم بعد ذلك فى هذه الأراضى الطاهرة. المحتل الجديد مستعجل فى أمره يريد التهام الكعكة مرة وأحدة وإلى الأبد، لم يكن بذكاء ودهاء المستعمر القديم الذى التهم الكعكة قطعة قطعة. لسان حال المسيحيين فى العراق يقول نحن موجودون فى هذه الأرض حتى قبل أيام إبراهيم ابو الأباء الذى هو وأحد من اهلنا وعاش بيننا،وموجودون هنا قبل مجئ السيد المسيح على الأرض،وآمنا بالمسيح فى العقود الأولى للمسيحية ولهذا نصنف ضمن أقدم كنائس العالم. لقد تعاقب علينا المحتلون ونحن هنا:الامويون،العباسيون،التتار، العثمانيون،الأنجليز.. نحن عشنا أياما سوداء قديمة من معاوية إلى أبو العباس السفاح إلى جنكيز خان إلى سليم الأول وأخير البغدادى الذى فاق الجميع فى الوحشية والحيوانية المفرطة.نحن صناع النهضة والحضارة فى هذه البقعة من الأرض ،واخيرا نطرد من أوطاننا بعد آلاف السنيين،حتى ما يسمى بنهضة العصر العباسى الأول فى الترجمات والطب والعلوم نحن صناعها،نحن الأشوريون والسريان والكلدان أصل هذا البلد وروحه وقلبه النابض، وكما كان رئيس العراق فى العهد الملكى نورى السعيد يسميهم ورود العراق.. نحن أبناء سومر وبابل وأور وأحفاد آشوروحمورابى..نحن صناع التاريخ... من أنت يا بغدادى؟ مجرد بلطجى ومجرم يجمع حوله مرتزقة الجهاد من جميع أنحاء العالم ويستخدم سيفه وسيوفهم لنهب وسلب وتروييع أصحاب البلد.ولكن الأكثر إيلاما لهؤلاء المطرودين من ديارهم كما يقو أحدهم، لقد رفعت الأقنعة عن الوجوه وظهر وجه جارى الحقيقى الذى تربيت معه طفلا وصبيا وخدمته كبيرا وكنت له خير صديق وجار ومعين، لم تكن داعش تستطيع طردنا لو وقف جارى فى وجوههم القبيحة. والغريب أيضا ، والمتوقع كذلك ،صمت كافة المؤسسات الإسلامية عن فعل يقول مرتكبوه أنهم يتحدثون بأسم الإسلام، فأن لم يفتحوا افواههم دفاعا عن جيرانهم واشقائهم فى هذه الأرض وفى الإنسانية، فعلى الأقل دفاعا عن دينهم. أين الأزهر مما يحدث للمسيحيين فى العرق؟ أين منظمة المؤتمر الإسلامى؟، أين رابطة العالم الإسلام؟، أين الأتحاد العالمى لعلماء المسلمين؟، أين النجف الأشرف؟، أين الشيوخ الذى لا يتركون واردة أو شاردة إلا ويفتون فيها؟..أين وزراء الخارجية العرب؟، أين الإعلام العربى ومنظمات حقوق الإنسان العربية؟...أين......أين...العنصرية شلت أيديهم واغلقت أفواههم وكأنما يباركون هذه الأعمال الوحشية. أول تطهير عرقى فى القرن الحالى يحدث لأقلية أصيلة على رؤوس الأشهاد والعالم صامت صمت القبور...........ولكن وسط كل هذا الصمت المخيف والمريب والمفزع جاء صوت المسيح واضحا وجليا قائلا الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ بَيْتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَدًا أَوْ حُقُولاً، لأَجْلِي وَلأَجْلِ الإِنْجِيلِ، إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ الآنَ فِي هذَا الزَّمَانِ، بُيُوتًا وَإِخْوَةً وَأَخَوَاتٍ وَأُمَّهَاتٍ وَأَوْلاَدًا وَحُقُولاً، مَعَ اضْطِهَادَاتٍ، وَفِي الدَّهْرِ الآتِي الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ. طولى للمطرودين من آجل البر....طوبى للمضطهدين من آجل المسيح...طوبى لمن نعتوهم بأبناء النون......طوبى للمسيحيين المهجرين قسريا من أوطانهم فى الشرق الأوسط. والعار كل العار لكل من يساند أو يهلل أو يبارك أو يصمت على هذه الجرائم القبيحة.
#مجدى_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
معنى الحرية الدينية
-
المتاجرة بدماء أهل غزة
-
مع جمال سند السويدى: من القبيلة إلى الفيس بوك
-
الصحوة الإسلامية: صحوة البترودولارات
-
شيرى ميخائيل: من بيت الكهنوت إلى بيت العدل
-
الصندوق الأسود للاخوان المسلمين
-
لماذا تدعم قطر التطرف الإسلامى؟
-
لمن صوت المصريون؟
-
رحيل أحد علماء مدرسة الإسكندرية اللاهوتية
-
رياح التعصب ومافيا الأراضى يستهدفان دير سانت كاترين
-
أنطباعات على حوار السيسى
-
تليفون صبرى جوهرة الصامت
-
سقوط الإعلام العربى فى الاختبار
-
مأساة المسيحيين السوريين
-
أوضاع الأقباط بعد ثورة يناير
-
أسئلة حائرة فى مصر؟
-
نيافة الأنبا ميخائيل: المطران الناسك
-
الأزمة الأوكرانية ومخاوف التصعيد
-
أسامة الغزالى حرب ووزارة الثقافة
-
لماذا ندعم السيسى رئيسا؟
المزيد.....
-
الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
-
بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند
...
-
لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
-
قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب
...
-
3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
-
إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب
...
-
مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
-
كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل
...
-
تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
-
السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|