وقائع على هامش العالم الرقمي

جودت شاكر محمود
()

الحوار المتمدن-العدد: 4522 - 2014 / 7 / 24 - 16:37
المحور: الادب والفن
    

وفق مخططات العقل البشري
وعلى شواطئ المعرفة الإنسانية
ومن واقع متعدد الأبعاد
مشاهد من المنطق التاريخي
تتوسع بلا حدود أو قيود
لتنتشر في حياتنا المعرفية
وتتدفق كنهر عظيم
عبر الأنفاق الرقمية
والثغرات المتجسدة في الزمان والفضاء
أنظر من خلال نوافذ الويندوز
أحاول الخروج من الكهوف القديمة
المأطرة ُ بعفنِ التاريخ
والغباء المستشري في التكوين العقلي
متجاوز لكل تلك المشاهد الرثة
محاول التحرر من وهم الانفصال
وجنون المعرفة المطلقة
حيث استقرت جسيمات الأفكار الغيبية
وفقدت زنابق العقل عذريتها
وحيث لا زالت سبورات الفكر فارغة
وذاكرة بلون الصدأ تتمركز وتقيد عملياتي المعرفية
ما أمتلكه مجرد خدوش على سطح الذاكرة
لا يتجاوز ما سطرته عقول العرافين
في حين خطوط التواصل تصبح غامضة
تترنح بين الخرافة والخيال
بين الوهم والظلالات الزائلة
كيف أبدأ
وقد أغلقت أبواب الرحمة على البشرية
ولكني على يقين أن الخرافات،
مثل الاعتقادات المسبقة يجب أن تموت
لذا تستوقفني
بعضاً من الأنماط الافتراضية
ورقائق من حجر الصوان
قاسية وصعبة كسائل صخري
يملئ مساحات الوعي
داخل أدمغة طازجة..
لم تفقه بعد معنى لعملياتها المعرفية
وأسلاك شائكة حادة الأنياب عطشى للدماء
وكأنها وحوش... تحيط بي
الألم الفكري لا يتوقف
وأوجاع الفرح
تسبح في فراغ الافتراضات العفوية
لذا لا يسعني
إلا أن أسعى لتعزيز الوعي الكوني
داخل كينونتي
لكن فراغ من اللاوجود يجتاحني
في حين الشعور بالفراغ هو التيار الأكثر التافهة
والذي يدفع بي لخيانة حريتي
ويفرض عليَّ التريث في المشاعر
وأن لا أدعو الأشياء بأسمائها
وأن اكبت في دواخلي أعمق مشاعري
والتي تحاول الهروب أثناء تصفحي لعوالمي الداخلية
باحثا عن أولئك الذين يموتون بلا خطيئة
والذين حقنوا بحبوب منع الرغبة بالتفكير
وهم يتوسدوا دعائم صلدة من الغيب
واسلموا لجامهم بيد حفنة تسوقهم لنهاية ضبابية
في حين يسبحوا في بحار من الحمق
و..ها.. أنا.. أتنحى
ليس خوفا من الفناء
ولكن حفاظا على حقيقة جوهر وجودي الإنساني
في عالم تحكمه قواعد الرذيلة
وغياب المنطقية في التفكير
لذا تضغط أصابعي على جهاز الموس
لتحملني مؤشراته إلى عوالم افتراضية أخرى
قد أجد ذاتي فيها

#جودت_شاكر_محمود (هاشتاغ)       #          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات