أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محدادي محمد - ياسر عرفات تجربة نضال














المزيد.....

ياسر عرفات تجربة نضال


محدادي محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4522 - 2014 / 7 / 24 - 16:37
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


عندما اقدمت اسرائيل على اغتيال الرئيس ياسر عرفات ، ذهبت تحليلاتى الى ان هذا الفعل الاسرائيلي خطاء في حساباتها السياسة لأنه كان فى اعتقادى الذي كونته القراءات العاطفية والتصريحات الانفعالية لمن ينسبون انفسهم للفكر القومي من جهة والدعوة الاسلامية من جهة أخرى ،أن ياسر عرفات عميل لأمريكا وإسرائيل وجئ به لتنفيذ مخطط ضد الامة الاسلامية ,وما انخراطه في عملية السلام إلا دليل على ذلك ,
ولكن سؤالي بقي يعيش معي لسنوات لأني لم اكن مقتنعا بهذا التحليل ،لأن هناك فكرة واقعية كانت أقوى من تأثيرات الأفكار والتصريحات العاطفية ، الفكرة هذه كان مفادها ان اسرائيل لا يمكن أن تقدم على فعل مهما كان بسيطا إلا بعد دراسة و تَرَوِي من قبل مجتمع الخبراء الذى يحسب فيه مقدار النفع والخسارة على المصالح الاسرائيلية ,
وبالأحداث المتعاقبة و المتتالية في فلسطين وما آلت اليه وضعيتها من تراجع للعديد من المكاسب الداخلية والخارجية التى حصلها ياسر عرفات لهذه القضية ،و لعل منها وحدة الصف التى ضاعت بعده ،والأمن النسبي بسبب قلة الاعتداءات الاسرائلية بسب الضغوط الدولية على اسرائيل والوضعية المعيشية والتعليمية المقبولة مقارنة بنظيراتها في الدول العربية ،ومكانة الفلسطينى فى الخارج والتسهيلات المقدمة له .
قلت مع هذه التراجعات ،أدركت شيئا من صواب القرار الاسرائيلي والمؤسس ،لأنها كانت تعرف ان نهاية ياسر عرفات من المشهد السياسي الفلسطينى هو فقدان القضية الفلسطينية لكاريزما موحدة للصف والكلمة لن تقدر على تعويضها الزعامات الباقية من مختلف الفصائل ،وذهاب شخصية مسكونة بالقضية ،شخصية عنيدة ذات نفس طويل مع الخصوم _ على ما يتوفرون عليه من نفوذ وإمكانيات فى الدوائر العالمية _ لن تجد مثيل لها في الساحة الوطنية الفلسطينية ،و شخصية لها ايمان عميق وعمل دؤوب برؤية الذكي و الدبلوماسي المحنك الذي استثمر في الاوضاع وتوازناتها لإيصال القضية الى المنابر والمحافل الدولية ،و شخصية تفاعلية وفاعلة مع الاخر تلعب في كل المساحات المتاحة لخدمة القضية دون تهوين، فبهذا قدر على نقل الهم الفلسطينى الى عقول اهل الفكر والسياسة والرأى في العالم والذين تبنى كثيرهم الدفاع عن قضيته بعد ان كان الاعتراض على اسرائيل جريمة ،كما اوصل معاناتهم إلى قلوب الناس فى العالم ،فأبصر نظرهم الذي كانت تغشوه ضبابية التضليل الاعلامى العالمي المحتكر من اللوبي اليهودي و أصبحت هذه الشعوب تآزر الفلسطينى ماديا ومعنويا أقلها من خلال التظاهرات التى كانت تلوي القرار الرسمي للحكومات وتوجه بقدر لصالح القضية ,
وبالنتيجة فياسر عرفات الذي صقلته التجربة الطويلة فى النضال الفلسطينى الذي يقدر بعمر القضية نفسها ،قد ادرك أن الحق الفلسطينى يتحقق بنضالات وحروب لا بد أن تكون فيها المكاسب أعلى تحصيل من المفاسد وكان يبني هذا وفق رؤية ذكية وثاقبة مستلهما لفكرتها من الوضع السائد ،فدشن نضاله مع التحول العالمي إلى الاحادية بحرب السلام لأنه كان يعد المواجهة المسلحة مع الترسانة العسكرية الاسرائلية مغامرة تضع شعبه في موقع من يواجه التنين بشوكة طعام ,
ياليت الزعامات الفلسطينية تتأمل فى تجربة الرجل وتستخلص منها ما من شأنه تحقيق مكاسب للفلسطينى دون الاندفاع الشعبوي والعاطفى الذى راح فيه احسن كوادر النضال الفلسطينى من حماس أساسا وأفضل الشباب وتدمير للبنى التحتية وإعاقات وتشويهات وصدمات نفسية والقائمة طويلة لخسائر لا تحصى ولا تعد ومنها من تبقى انعكاساتها السلبية سارية المفعول لأجيال وسنوات ،دون تقدم يذكر للقضية ,
كما على الشعوب العربية التى أتصورها كمن يشاهد لعبة صراع الثيران ،الصراع الدامي داخل الحلبة الذي تكون نهايته مأسوية للضعيف ،يكفيكم متعة النواح والصياح ،وبعد نهاية المشهد يعودون الى ديارهم متناسينا الفتاة الجميلة التى بترت يداها وسقاها و الأرملة مع ستة اولاد بلا مأوى واليتيمة التى لا كفيل لها و و ,



#محدادي_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محدادي محمد - ياسر عرفات تجربة نضال