أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيد يوسف - حقيقة المعركة ونواة الوعى














المزيد.....

حقيقة المعركة ونواة الوعى


سيد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4521 - 2014 / 7 / 23 - 21:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حقيقة المعركة ونواة الوعى
سيد يوسف

عشنا دهرا نؤكد على أن الغرب سبق العرب بسنين تكاد تكون سنين ضوئية وتعزى بعضنا بأن الله أمرنا أن نعد من القوة ما نستطيع ولم يشترط ما نكافئ به عدونا ( وأدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم) وتفوق الغرب علميا وتكنولوجيا وحضاريا وغير ذلك مما هو واقع نعايشه كل يوم.

ورغم أن هذه المسلمة ليست على إطلاقها وليست قرآنا له القداسة ورغم سباق بعض الدول وتقدمها ولحاقها إلا أن هذا كله ليس حقيقة المعركة...فلو أتيتنا بمثال على سبيل التبسيط والتوضيح لقلنا إن الملاكم حين صرع خصمه ويطرحه أرضا ينفض من حوله إذ اعترف المشاهدون بقوته وانتهى الأمر لكنه فى صراع لا أقول الحضارات بل الأديان بين الشرق المسلم والغرب الصليبى والنصرانى لم يكتف خصمنا بإعلان فوزه وانتصاره الساحق تكنولوجيا وعلميا وحضاريا و و و بل ظل حريصا حين طرحك أرضا أن يحرمك من أى فرصة للنهوض فقتل الإنسان واكتفى بهذا: قتله بأن جعله يحيا ليستهلك لكن فى ديننا نحن نحيا لنعبد الله ونُعبّد الناس لله ونعمر الكون، قتله بأن جعله ترسا فى آلة الرأسمالية المتوحشة، قتله بأن حرمه عبر حكام فشلة أو قتلة أو خونة أو أغبياء أو ضعفاء من أن ينهض النابغون بما معهم من علم فى أوطانهم، قتله بأن جعل قبلة العالم هناك فى الغرب، قتله باليوجينيا ودعمها، قتله بأن شجع وصنع وحرض على الحروب والأوبئة ( حرب بيولوجية فى ورق سوليفان) والتغذية الفاسدة الملوثة ( حرب كيماوية فى ورق سوليفان) فصار الإنسان العربى والمسلم ( العربى ترادف مسلما فى الغرب وهم لا يفرقون بينهما إلا قليلا كما الصهيونى ترادف يهوديا فى العرب ولا نكاد نفرق بينهما إلا قليلا) أقول فصار العربى والمسلم كائنا مشوها إن أراد أن ينهض بما معه من علم طرته أوطانه ورحبت به أوطان الغرب وإن أراد أن يحيا بدينه اتهم فى عقله وعرضه بأنه إرهابى، وإن أراد أن يحيا إنسانا يعلم العلم ويورث الأخلاق هدم الإعلام ما يبنيه إذ جففت منابع التعليم (الجيد) و(الحقيقى) و(الفاعل) فى بلادنا وما يبز فيها إلا طفرات إنسانية بجهدها لا بجهد مؤسسات ترعى الإنسان والعلم.

كانت هذه مقدمة لازمة لتقرير حقيقة قلما نلتفت إليها بمجموعنا هذه الحقيقة هى ( نجح الغرب فى هدم الإنسان ودخلنا جحور ضبابهم فاستهلكتنا أنماط حياتهم life styles وفى هذا الصدد نتفهم حديث النبى صلى الله عليه وسلم (" لتتبعن سَنن من قبلكم شبراً بشبرٍ وذراعاً بذراعٍ ، حتى لو سلكوا جحر ضبٍّ لسلكتموه ، قلنا : يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال : فمن !؟ " ، رواه البخاري أو ذلك الحديث المروى عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبراً بشبرٍ وذراعاً بذراعٍ ، فقيل : يا رسول الله كفارس والروم ؟ فقال : ومن الناس إلا أولئك ؟ "رواه البخاري.

إن كثير من الأمم أريد لها أن تسير فى الأرض سير البلهاء الذين لا يحسنون التمييز بين ما ينفعهم وما يضرهم حيث تأخذهم مدنية الغرب فتسحرهم ببريقها ومن ثم يصيرون صرعى أفكارها دون تمييز بين غث وسمين...يقول تعالى ( قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين، هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين (آل عمران:137-138، ويبدو أن أحد أهم مشاكل المسلمين والعرب لا سيما فى مراحل الضعف الحضارى تأتى من شيوع التقليد، وغياب الوعي الجماعي، وانطفاء الفاعلية، في محاولة بعضهم التفكير بدخول جحور الضباب - حتى إنهم لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه- التي تعيشها الحضارات الأخرى، واختزال التاريخ الحضاري، بعصر واحد، والانبهار بالطفرات الحضارية، أو الخداع الحضاري، واستبدال الذي هو أدني ، بالذي هو خير، والعجز عن إدراك الإمكان الحضاري، الذي تمتلكه الأمة المسلمة، لو تمثلت إسلامها، واستشرفت ماضيها، وأبصرت مستقبلها حقيقة...

الخلاصة:

* معركتنا الرئيسة هى فى جعل الإنسان إنسانا كما يريده الله.
* فلنحذر أن نحيا بطريقة الاستهلاك الغربى فنصير سلعة للرأسمالية المتوحشة أو أن نفكر بطريقة دخول جحور الضباب...فنكون كأعجاز النخل الخاوية.
* فلنعٍ أن أساس الوعى هو بناء الإنسان المقاوم ولنفهم حقيقة الصراع وأدواته فما هو أداة لا تستهلكنا لنحسبها رأس الأفعى.
* إذا هزمنا الغرب فى جولة و جولتين أو فى عدد سنين فلا نيأس أو نستسلم يكفينا الثبات وتوريث الوعى وحقيقة المعركة لأجيالنا القادمة عساها تفعل ما عجزنا عنه لكن لا نسلمهم الراية ونحن عجزة مستسلمون فإن فاتنا النصر فلا يفوتنا الثبات والتوريث الحقيقى للمعركة.

سيد يوسف



#سيد_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر مقبرة المنطق
- مصر بين انقلاب العسكر وثورة الشوارع
- مقترحات لتفعيل المسيرات السلمية
- قد علمنا المؤامرة فماذا بعد؟!
- كيف تفلتت الأمور من يد العسكر؟
- تأملات فى أداء المعارضة المصرية 2013
- تأملات فى أداء الرئيس مرسى
- فى التاريخ عبرة للفتك بالفلول
- نحو فهم ضرورى للدين والتدين
- تأملات فى مجزرة رفح 2012
- كيف ينتزع الرئيس صلاحياته ويقصم فلول الفساد؟
- مقترح بمشروع لمحاكمة المزورين
- تأملات ودروس عاجلة قبل إعادة الانتخابات الرئاسية المصرية
- استراتيجيات مقترحة لصد خطر الفلول
- التزوير الناعم وتخدير الثورة بألاعيب مخابراتية
- الابتزاز السياسى للأقلية ورهان الفاشلين
- من أخطائنا العقلية فى سجالنا السياسى
- لماذا تنجح التيارات الإسلامية فى الانتخابات؟ مصر نموذجا
- تحليل البنية العقلية للمجلس العسكرى المصرى
- العسكر لا يصلحون لإدارة البلاد مدنيا ولا انتقاليا


المزيد.....




- مكتب نتنياهو يعلن فقدان إسرائيلي في الإمارات
- نتنياهو يتهم الكابينيت بالتسريبات الأمنية ويؤكد أنها -خطر شد ...
- زاخاروفا: فرنسا تقضي على أوكرانيا عبر السماح لها بضرب العمق ...
- 2,700 يورو لكل شخص.. إقليم سويسري يوزع فائض الميزانية على ال ...
- تواصل الغارات في لبنان وأوستن يشدد على الالتزام بحل دبلوماسي ...
- زيلينسكي: 321 منشأة من مرافق البنية التحتية للموانئ تضررت من ...
- حرب غزة تجر نتنياهو وغالانت للمحاكمة
- رئيس كولومبيا: سنعتقل نتنياهو وغالانت إذا زارا البلاد
- كيف مزجت رومانيا بين الشرق والغرب في قصورها الملكية؟
- أكسيوس: ترامب فوجئ بوجود أسرى إسرائيليين أحياء


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيد يوسف - حقيقة المعركة ونواة الوعى