أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - وكأننا أسراب جراد أو نمل نكررأخطاء الاجداد














المزيد.....


وكأننا أسراب جراد أو نمل نكررأخطاء الاجداد


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4520 - 2014 / 7 / 22 - 08:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما بدأ هتلر نشاطه السياسي كان توجهه الاساسي الي الطبقة المتوسطة تلك التي كان في إستطاعته جذبها الى تنظيمه بسهولة ودمجها في جهاز بيروقراطي وآخر بوليسي يسيطر بواسطتهما علي باقي طبقات الشعب.
فهي (في رأيه) الطبقة الاكثر تضررا بالازمة الاقتصادية من بين طبقات المجتمع فضلا عن أنها عندما تولت القيادة أظهرت جبنا في مواجهة فرنسا وانجلترا باستسلامها لشروط معاهدة فرساى وترددها في حسم المواقف
لذلك فإن هتلر بني سياسته علي اساس جذبها و ترغيبها للاستفادة من خبراتها و في نفس الوقت قيادتها بالخوف والارهاب - لتتغلب علي جبنها عند إتخاذ القرارات - ولقد إستمر علي هذا النهج طول فترة حكمة أوكما كتب في كتابه ((كفاحي )) :-
((فهمت أن الارهاب الروحي هو ما يجب أن تفرضه هذه الحركة (اى النازية) علي الشعب ولاسيما علي الطبقة البرجوازية التي ليست أهلا للصمود لا من الناحية الخلقية أو العقلية أمام الهجمات، فعليها(أى الحركة) أن تنشر مع أية إشارة ستارا واقعيا من الاكاذيب والاتهامات ضد الخصم الذى يبدو منه خطر عليها وتواصل عملها هذا الي اللحظة التي تنهار فيها أعصاب الانسان الذى يتعرض لهذا الهجوم ولا ريب في أن هذا الاسلوب يجب أن يرتكز علي حسابات مدروسة للضعف الانساني تؤدى نتائجها الي النجاح بشيء من اليقين الرياضي)).
(( وحصلت علي تفهم مماثل لأهمية الارهاب البدني ضد الفرد والجماهير، وبينما يبدو النصرالذى سيتحقق للمؤيدين وكأنه ظفر لعدالة القضية التي ينتمي اليها سيشعر الخصم في معظم الحالات باليأس في إمكان النجاح لأى مقاومة )).
هذه المفاهيم التي ظهرت في الفكر المبكر لهتلر( أى أنه من السهل السيطرة علي الطبقة المتوسطة بتنظيمها وإخافتها نفسيا وبدنيا، بواسطة ديكتاتور فرد يتقن أساليب الارهاب المبنية علي الضعف الانساني) أصبحت خطته في تنظيم الحكم ودستورا للدولة النازية ولكل الانظمة الفاشيستية التي أتت بعد ذلك خصوصا في منطقتنا المنكوبة.
منذ ستينات القرن الماضي ومصر تحكم بواسطة دستور هتلر المذكور في كتابه ( كفاحي ) لقد تم تعجيز الطبقة الوسطي التي تكونت حول مبادىء الوفد ومشاريع طلعت حرب لتمصير الأداء الاقتصادى و كونوا من فلولها جيشا من موظفين ترتبط أرزاقهم ومكانتهم بإرادة الديكتاتور الذى يؤمن بأنه كلما ((جاع شعبك تبعك )) رعبا وخوفا حتي انه بعد هزيمة قاسية يخرج هذا الشعب يطالب ببقاءه و بعد زيارة غير متوقعه لعاصمة العدو حاملا بإذلال كفنك يخرج هذا الشعب بالملايين يستقبله ورغم السرقة والنهب لعصابتك يتحسر هذا الشعب كل يوم علي زمنه وحكمته وها هو (أى الشعب) يرجوك ويتوسل إليك أن تتفضل وتحكمه خوفا ورعبا من المجهول .. لقد نجحت سياسة هتلر في ترويض شعوب المنطقة حتي الآن بالكذب والخداع وقلب الباطل حق وارهاب الخصم نفسيا وبدنيا وتحكم نظام رأسمالية الدولة اللعين في لقمة العيش.
في الستينيات كانت كوادر الاتحاد الاشتراكي ومنظمات الشباب تدعم سياسة الحاكم الديكتاتور بنشر افكاره وتعاليمه واكاذيبه بين الناس ،ثم انتقلت هذه المهمة لأجهزة الاعلام التي تم تخطيط انتشارها بحيث تحتلها القوى المستفيدة من تواجد عصابات الانفتاح الاقتصادي ، ومع هبة 25 يناير اصبحت القوى الحاكمة الجديدة تستخدم كل الادوات التي ابتكرتها الانظمة السابقة لإرهاب الطبقة المتوسطة وإخضاعها ،عجز في مواد التموين والوقود دائم ومستمر، رعب علي الوظيفة التي تتضاعف مرتباتها عند البعض وتنهار عند الآخرين، توقف المشاريع الانتاجية وعجز الحكومة عن الوفاء بالتزاماتها، إحلال أنشطة طفيلية مكان المنتجة، استخدام قوات البوليس والأمن بكثافة في دعم توجيهات الحكام،تسيس رجال الدين اوفصلهم من وظائفهم في حالة خروجهم عن خط الحاكم ، تشكيل المليشيات وعصابات البلطجة وحمايتها وجعل لها حصانة ان تقتل وتغتال دون حساب، إرهاب المرأة وحصر نشاطها فيما يرونه شرعيا ، ثم إغراق المتفرج والمستمع بمحطات بث مأجورة لنشر الاشاعة والاستسلام والخوف من المستقبل ، إغراق البلاد في الديون والتبعية لبيع الأصول أوتأجيرها لمن يملك حتي ترتفع قيمة العمولات والسرقات بارصدة أعضاء العصابة الي مصاف أغني أغنياء العالم بينما يعيش 40% من الشعب المصرى بأقل من دولارين في اليوم .
انه الكتاب القديم الذى لا نمل من القراءة فيه وكأننا أسراب جراد أو نمل نكرر الاخطاء لأننا لا نستخدم عقولنا و نستسلم لرعب وخوف ينشره بيننا من يؤمنون بان النصروالتمكين إنما يأتي من إرعاب الخصوم المستسلمين الآمنين.
كل سنة وحضراتكم طيبين تكرروا نفس الاخطاء بمناسبة مرور 62 سنةمن إنقلاب عسكر مصر علي ليبرالية الوفد .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هي الحداية بتسقط كتاكيت ..عجبي !
- بعد قرن من الكفاح نعود لجهاد النكاح .
- زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا
- موجة التسونامي الثالثة ..فوضي وتخبط التوجهات .
- من عاطف صدقي لابراهيم محلب يا قلبي لا تحزن
- كن رجلا و لا تتبع خطواتهم
- تعلم في المتبلم يصبح ناسي ..مفيش فايدة
- بريخت وأنا و الاجيال المقبلة
- العودة مهزوما مكسور الوجدان
- هل يريدون تطبيق شرائع الاسلام ؟
- النبوءة(19/6/1989...8/6/2014 . )
- هل إنتهت الغمة ..هل بدأ زمن جديد؟
- بعد إنتهاء الرقص في مولد سيدى إنتخابات
- الوفد - السيسي عن الفاسدين: -ماقدرشى أمشّيهم-
- إِلامَ الخُلفُ بَينَكُمُ إِلاما .
- في النهاية ،فساد السمكة بدأ بالرأس
- صعود الطبقة الوسطي المصرية.
- نفارين ثم إحتلال بريطاني لسبعة عقود
- القرن التاسع عشر والاستعمار الاوروبي.
- مصر يحكمها كابوس الانكشارية


المزيد.....




- سوريا.. فيديو حراسة موكب أمير قطر بدمشق ولقطة مع أحمد الشرع ...
- -سيفعلان ذلك-.. تصريح جديد لترامب عن مصر والأردن وخطة استقبا ...
- الحوثيون على قائمة الإرهاب: ماذا يعني ذلك لليمن؟
- بعد الدمار.. نازحون فلسطينيون يعودون إلى شمال غزة وينصبون خ ...
- تحذير لمكاتب الكونغرس الأمريكي بعدم استخدام تطبيق -ديب سيك- ...
- اليونان.. قرار بإزالة طوابق فندقية مخالفة قرب معبد الأكروبول ...
- الصليب الأحمر يدعو إلى عمليات نقل -آمنة وكريمة- للرهائن
- قنبلة نووية في متناول اليد!
- السعودية.. فيديو يشعل تفاعلا لشخص وما فعله بمكان عام والأمن ...
- -بلومبيرغ-: شركات العملات المشفرة تبرعت بملايين الدولارات لح ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - وكأننا أسراب جراد أو نمل نكررأخطاء الاجداد