باراسيكولوجية الحيوانات .. مدخل

عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 1277 - 2005 / 8 / 5 - 09:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

مدخل ..
قبل تناول موضوع الظاهرة الروحية عند الكائنات الحية سنحاول التعرف على بعض المفاهيم الأساسية في الروحيات والتي ستكون قاعدة لمقالتي هذه ومقالات أخرى في المستقبل وسنبدأ بالباراسيكولوجيا وتعني مصطلح لاتيني مركب من كلمتين هما بارا ويعني ما وراء وسايكولوجي أي علم النفس وتصبح ما وراء علم النفس وهو الدراسة العلمية للظواهر الروحية ، وقد صاغ هذا المصطلح ماكس دوسوار في عام 1889.
تعني ساي بشكل عام مجمل الظواهر الروحية أقترحه العالميين ثولسن و واينر عام 1942 .
والآن سنتناول الظاهرة الروحية عند الكائنات الحية الغير بشرية والتي سنرمز لها ( PSI – ANIMAL ) أو ساي الحيوانية والموضوع معقد قليلا وخصوصا عند النزول للكائنات التي أسفل السلم التطوري وخصوصا النباتات والتي أثبتت الأبحاث العلمية الأخيرة وجود الإحساس لديها ..يتفق أغلب علماء النفس على فقدان الحيوانات لأمرين هما الإدراك والشعور وامتلاكها لمنظومة غريزية تتفوق حتى على تلك التي عند البشر ، ولكن علماء الباراسيكولجي لهم رأي أخر في هذا لموضوع ، أستند هؤلاء العلماء في رأيهم إلى مجمل ظواهر معقدة لم يفسرها علماء البايلوجيا بشكل مقنع منها :
- الهستيريا التي تصيب الحيوانات في المناطق التي سيصيبها الزلزال لاحقاً .
- تعقب الحيوان المنزلي لصاحبه حتى لو كان على بعد مئات الأميال كالحمام والكلاب مثلا .
- ذكر الدببة يضرب عن الطعام حتى الموت في حالة ترك الأنثى المغارة له .
- قتل اللقلق أنثاه عندما يراها مع ذكر أخر .
- نقصان إنتاج الحليب عند الأبقار حين تعامل بقسوة .
- أصابه الحيوانات بالدوار وتقوم بإصدار أصوات غريبة وتترك أعشاشها في حالة الكسوف أو الخسوف .
- انتحار الحيتان وهي ظاهرة غريبة لم تفسر بعد .
- الإفراز الغير طبيعي للأنزيمات عند الأشجار القريبة أو حتى البعيدة من الأشجار التي تقطع في الغابات .
- انتحار البغال عندما تتعرض للإجهاد في العمل وذلك برمي نفسها من الأعلى في المناطق الجبلية .
- خبرة الطيور في الاتجاهات الأربعة حين تهاجر من مكان إلى مكان .
وفي الكتيب الذي أصدرته دائرة الكوارث في اليابان اعتبرت أن النشاط الغريب للحيوانات ( كالرقص أو الدوران حول نفسها و افتراس الأرانب لصغارها .. الخ ) في منطقة ما يعتبر دليل قاطع على التنبؤ بوجود زلزال متوقع أو بركان قريب ؟؟!!
العلاقة بين ساي ودرجة تعقيد الكائن لحي وفق المعادلة الآتية :
ساي تتناسب تناسب طرديا مع درجة تعقيد الكائن الحي .
نفهم من تلك المعادلة بأن الإنسان يمتلك لمجمل ظواهر روحية تتفوق على البكتريا والتي تقع في أسفل السلم التطوري ، يفسر علماء الأنثربولوجيا ذلك اعتمادا على حجم الجهاز العصبي المركزي الذي يعتبر عند الإنسان الأكبر حجما وتناقص حجمه تدريجيا نحو أسفل السلم التطوري .
في الميثولوجيا القديمة أمن سكان الحضارات القديمة بأن الحيوانات تسكنها قوى كونية عليا وأن الآلهة تتخذ من أجسادها مقراً لها مثلا في الهندوسية يتخذ الإله ( فيشنو ) البقرة رمزاً له ، وعند الطائفة الأزدية في شمال العراق طائر الطاووس رمزاً للملك عزلزيل المقدس لديهم ، وتقدس الطيور بشكل عام عند المعتقدات المانوية على الرغم من الظهور المتأخر لتلك المعتقدات على يد النبي ( ماني ) الذي انبثقت معتقداته من الدين المسيحي في جنوب العراق في القرن الثالث الميلادي ، وعند بدو سكان الصحراء العربية أمنت تلك القبائل بقدسية الذئب على اعتباره وسيطا بين عالمين عالم الجن وعالم الأنس ولازال هذا المعتقد لحد الآن ساري المفعول في عقول العامة من الناس في جنوب العراق .
تلك الأساطير الميثولوجية القديمة تثبت على وجود علاقة من نوع خاص بين الإنسان والحيوان وكان الأخير مصدر إلهام لبار سيكولوجيي العصور القديمة ..
ومن المعروف الآن كانت ساي في الحضارات القديمة لها فعالية أكبر وبشكل متفوق على ساي في الحضارة المعاصرة لاحظ مثلا ساي عند سكان بابل القديمة وعند سكان مصر الفرعونية وقصة النبي موسى مع السحرة في مصر إثبات على فعالية ساي قديما .. حضارة الديجتال الحالية ضعفت كثيرا من فرص ظهور ساي عند البشر لأسباب لا يسع بحثنا القصير هذا على تناولها ..
ظاهرة ساي عند الحيوانات تختلف بشكل كبير عن تلك التي موجودة عند البشر وهو تناقض دخل فيه بعض علماء الباراسيكولوجي على اعتبار أن الحيوان ممكن أن يكون مقياسا للبشر كما في الأبحاث الدوائية ..
وجود اللاوعي الجمعي ( العقل لكوني ) عند البشر والارتباط مع تلك المنظومة نظرية أثبتتها الأبحاث اللاهوتية المعاصرة ارتكازاً على أسس التحليل النفسي ولم تقم محاولات جادة لا ثبات تلك الظاهرة عند الحيوانات والتي من الممكن قد تكون إثبات نظري لا بأس به على وجود ساي عند الحيوانات ..

#عماد_البابلي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات