أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معقل زهور عدي - تجديد اليسار العربي














المزيد.....


تجديد اليسار العربي


معقل زهور عدي

الحوار المتمدن-العدد: 1277 - 2005 / 8 / 5 - 09:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تستبطن الرغبة في العودة الى تعبير ( اليسار ) نزوعا نحو تغليب السياسي على الايديولوجي ، فمفهوم اليسار السابق لنظرية ماركس وثورة لينين يشير بصورة رئيسية الى انحياز سياسي للطبقات الأكثر فقرا ، وفي دلالته الأخلاقية يشير الى انحياز لقيمة العدالة والحق .
أما الدلالات الأخرى فتتضمن الانحياز لحركة التقدم التاريخي ، والانحياز للانفتاح والتسامح ، والانحياز للتضامن الاجتماعي والأممية .
مثلت نظرية ماركس محاولة لاستبدال النزعة السياسية لليسار بالنزعة العقائدية ، مستعينة بإضفاء الصفة العلمية على حركة ذات طابع إنساني في الأساس ، في وقتها بدت تلك المحاولة خطوة عملاقة في ميدان الوعي ، أما اليوم فيمكن النظر اليها على نحو مختلف . لقد منحت الماركسية لينين يقينا لم يصدقه التاريخ ، وهكذا فان دمج الفلسفة الألمانية وعلم الاقتصاد السياسي الانكليزي والاشتراكية الفرنسية في كل واحد كان باهظ التكاليف لدرجة تدفع المرء للتساؤل عن مشروعيته .
مشروع تجديد اليسار العربي بقدر مايسعى للإفلات من قبضة الايديولوجيا الصارمة والهرمة يسعى في ذات الوقت لاستعادة الجوهر الأصلي لمفهوم اليسار ونعني به ( اللاحياد ) .
اليساري هو ذلك الذي لايستطيع ان يكون حياديا تجاه الظلم ، تجاه طمس الحقيقة ، خياره محسوم في الوقوف الى جانب الأغلبية الفقيرة ، الى جانب شعوب العالم المضطهدة ، الى جانب حركة التاريخ ، الى جانب الانفتاح والتسامح والأممية .
وعيه لانحيازه شرط لعمله السياسي ، الماركسية لم تعد نقطة البدء ، بل مجرد محطة ، لاشيء يجبر اليساري أن يكون ماركسيا كما لو كنا نتكلم عن مذهب أبدي ، عن عقيدة تناوىء الدين ولكن تنتهي باحتلال مكانه . وعلى النقيض ففي مفهوم اليسار تقاطع مع غايات رئيسية للدين : الانتصار للحق ، الوقوف ضد الظلم ، الاقتراب من الفقراء ، كره استغلال الانسان للانسان ، التسامح ، النزعة الأممية .
لايحتاج اليسار العربي اليوم للفلسفة المادية ، خاصة الميكانيكية ، ويمكن له أن يحتضن المؤمنين والملحدين حين يستعيد هويته كتيار سياسي وليس كتيار فلسفي – عقائدي .
الشيوعية بعد تجربة لينين ظهرت كفكرة لاتقل طوباوية عن جمهورية افلاطون ، مثال بديع ولكن غير قابل للتحقق ( اقلها في المرحلة التاريخية على نطاق الدول القومية ) .
في سعي اليسار للعدالة يتوجب عليه ان يفكر في كل مرحلة ، في كل يوم ، ماهي الأهداف الممكنة ، بعقل مفتوح ، الحلول الجاهزة سقطت ،(التأميم ، الغاء الملكية الخاصة ، رأسمالية الدولة ..الخ..) اليوم لاتوجد أجندات اقتصادية كاملة وسحرية لليسار العربي ، يوجد فقط تحليل للواقع بعقل بارد ووضع لحلول تتسم بالابداع .
مايسم اليسار العربي وعيه لتمثيله لمصالح الطبقات الفقيرة والوسطى وسعيه لتوجيه الحلول الاقتصادية لصالح تلك الفئات ولصالح المجتمع ككل .( ليس من الضرورة التسليم بتناقض غير قابل للحل بين مصالح مختلف الطبقات ).
مقاربة اليسار العربي لفكرة الديمقراطية تتغذى من النزعة نحو العدالة ، الديمقراطية ليست ثوب الرأسمالية السياسي واللحن الملازم لها ولكن ضرورة للعدالة ورافعة للتقدم ، الديمقراطية التي يريدها اليسار هي أوسع ماتكون وأعمق ماتكون .
لذا لايرضى اليسار العربي بديمقراطية تمتلكها طبقة واحدة ، ولابديمقراطية الطوائف أو ديمقراطية المال .
ذلك ينسجم مع مبدأ العدالة ، وينسجم أيضا مع مصلحة الطبقات الفقيرة والوسطى التي يجري تهميشها باستمرار في الديمقراطية البورجوازية الغربية .
تجديد اليسار العربي ضرورة لاعادة استقطاب القوى الاجتماعية وفق ترتيب يناسب عربة التقدم التاريخي ، ويقطع الطريق على الاستقطابات العمودية التي تفتت المجتمع وتطلق صراعات تهدد أمنه ولاتسمح بتقدمه بل تكبله أو تدمره .



#معقل_زهور_عدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليبرالية ليست هي الحل
- من ثقافة العنف الى ثقافة اللاعنف
- في ضرورة تبلور خط اليسار داخل المعارضة السورية
- بالأمل والمحبة والتصميم - منتدى الأتاسي سيبقى
- جورج حاوي - الاستشهاد والشهادة
- المعارضة السورية والمسألة الكردية
- المعارضة السورية- التحديات والمخاطر
- الديمقراطية -الطائفية والديمقراطية الوطنية
- من واشنطن الى دمشق مع التحية
- ماذا تعني مناهضة العولمة؟
- المؤتمر القومي العربي رهان على الماضي أم المستقبل
- سورية مابعد لبنان والخروج من النفق
- العرب واميركا والعداوة العاقلة
- لبنان من الدولة الى الثورة
- قراءة لميزان القوى في لبنان مابعد الانسحاب السوري
- الثابت والمتحول في المعارضة اللبنانية
- وداعا للسلاح
- نحو مقاربة هادئة للوضع المتفجر في لبنان
- سيوم براون- وهم التحكم - القوة والسياسة الخارجية في القرن ال ...
- سيوم براون - ( وهم التحكم- القوة والسياسة الخارجية في القرن ...


المزيد.....




- أمسكته أم وابنها -متلبسًا بالجريمة-.. حيوان أبسوم يقتحم منزل ...
- روبيو ونتانياهو يهددان بـ-فتح أبواب الجحيم- على حماس و-إنهاء ...
- السعودية.. 3 وافدات وما فعلنه بفندق في الرياض والأمن العام ي ...
- الولايات المتحدة.. وفاة شخص بسبب موجة برد جديدة
- من الجيزة إلى الإسكندرية.. حكايات 4 سفاحين هزوا مصر
- البيت الأبيض: يجب إنهاء حرب أوكرانيا بشكل نهائي ولا يمكن الق ...
- نتنياهو: أبواب الجحيم ستُفتح إذا لم يُفرج عن الرهائن ونزع سل ...
- رئيس وزراء بريطانيا يتعهد بـ-الضغط- لإطلاق سراح علاء عبدالفت ...
- وزارة الدفاع السورية تتوصل إلى اتفاق مع فصائل الجنوب
- -ربط متفجرات حول عنق مسن-.. تحقيق إسرائيلي يكشف فظائع ارتكبه ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معقل زهور عدي - تجديد اليسار العربي